[ابو بوتن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عامر اليافعي

رداً على السيد معلاوي "عدن قادمة يا لندن"
الموضوع هذا ذو شجون وشئون .
اود ان اطرح مداخلة فيه متواضعة ولكن فيها من المتناقضات وفيها من التوافق مع الموضوع للاخ القدير " معلاوي"
كما هو معروف فان بريطانيا وعدت بالخروج من المستعمرة عدن والمحميات الشرقية والغربية لعدن في عام 1968م من خلال وثيقة ماعرف بالكتاب الابيض والذي حدد عام 68م موعدا لخروج سلمي للقوات البريطانية ولكن الثوار ارادوا ان يكون خروج الاستعمار مدويا ولا يوجد فرق كبير بين الموعد المحدد من قبل الانجليز وبين الاستقلال الفعلي الا حوالي 30 يوما .
تقديم الموعد كان من قبل البريطانيين بناءا لمفاوضات لندن بين الجبهة القومية والخارجية البريطانية ولعل الرغبة هذه جاءت لكي تتنصل بريطانيا من وعودها في الكتاب الابيض من حيث رفد الميزانية وتسليح الجيش وادارة شركة مصافي عدن والمطار الدولي ووعود اخرى لان ثوار الجبهة القومية ارادوا ان يكونوا هم ايضا من يقرر .
عموما كان خروج بريطانيا فيه تنصل من قبلها ولكنها خرجت منهزمة مكسورة ذليلة في حسابات ذلك الزمان وطغت فرحة عارمة لدى الشعب في الجنوب وبحماس منقطع النظير .
هل كان الثوار رائعون بثورتهم ؟
بمقاييس ذلك الزمن نعم والف نعم وبمقاييس اليوم تختلف النسبة ولكن في كل الظروف كانت ثورة رائعة لولا الاخطاء التي رافقتها وتلتها .
المؤلم اليوم هو اننا استخدمنا السلاح ضد من وافق واقتنع بالخروج وحدد موعد والتزم بالدعم لاربع سنوات للدولة الفتية بينما نستخدم النضال السلمي بمن لا يعترف بنا ويواجهنا بالقوة العسكرية مع الفرق الشاسع بالتعامل والسلوك مابين الاحتلالين .
مع الهمج نستخدم النضال السلمي ومع المتحضرين استخدمنا النار والباروت .
عندما دخل الكابتن هنس عدن كانت الجنوب امارات متناحرة ومشيخات متنازعة ولم يتركها احفاده الا دولة واحدة .
وعندما دخلها الجنرال علي عبدالله كانت دولة واحدة واتى يفتن بين القبائل والقوى ليعيد فرقتها .
والغريب ان بريطانيا دعت الى سياسة " فرق تسد " ولكنها في الحقيقة جمعت الكل في دولة واحدة بينما نظام صنهاء يدعو الى الوحدة وهو في الحقيقة يمارس الانفصال ويفتن بين الجنوبيين .
التعامل الانساني من قبل الانجليز كان شيء عجيب لانهم بنظرنا كفار ولا يجمعنا دين ولا اصل ولا جوار ولا تاريخ ولا مصير بينما من نراهم اخواننا وجيراننا ويجمعنا بهم اللغة والدين والعروبة يعاملونا اسوأ معاملة .

والشيء بالشيء يذكر ، بريطانيا ومن خلال نفس الكتاب الابيض وعدت بتوحيد الامارات العربية المتحدة واعطائها الاستقلال في سنة 1971م وفعلا صدقت الوعد وتم ذلك .
مرة سال احد الصحفيين الشيخ زايد رحمه الله عن قبول بعض النفوذ البريطاني في الامارات من خلال حامية عسكرية ؟
رد عليه الشيخ زايد : والله نحن لا توجد بيننا وبين بريطانيا الا كل خير وتعاون ونحن عرضنا عليهم ان يبقوا في البلاد وقلنا لهم عشنا واياكم حياة الشظف والنكد واليوم جاء الخير وانتم من تستخرجونه من عندنا وسنتقاسمه معكم .فردوا علينا سنظل معكم دائما ولكن الان لابد ان تكون لكم دولة تجمعون عليها وسنمدكم بالخبرات اللازمة .

قد لا يعجب البعض هذا المنطق ولكن لو تمعنا فيه لوجدنا هذا الرجل له من الحكمة والنظرة ما يذهل اي انسان واثبتت ذلك الاحداث في كل الامور التي قالها ومنها رفضه لحرب 94م ورفضه لفرض الحرب بالقوة وتوقعه بان الجنوبيين لن يسكتوا .
ما اريد ان اقوله ان التاريخ يعلمنا الكثير من الدروس والعبر وان ماتراه اليوم قد لتراه بنفس الرؤية غدا ولكن الذي لن يتغير هو الاخلاق والصدق والفضيلة وكذلك الظلم والقهر والكذب والباطل من اي انسان او مجتمع او نظام صدرت سوأ كان من وراء البحار او من الجوار.

وما اعنيه انه يحز في النفس ان وصلنا الى درجة نتمنى لو ظل الاستعمار البريطاني ولم ندخل في الوحدة الكارثة .
المقارنات غير ممكنه بين وبين .
صحيح الاستعمار يظل استعمار مهما كان ومن اي مكان كان ولكن استعمار عن استعمار يفرق ونحن شعب ابي كريم عزيز النفس لن نقبل الا الحرية والكرامة وعزة النفس ولن نستجدي الحرية لانها تؤخذ عنوة ومانيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا .
وبالطول والعرض جنوبي يهز الارض.

كم انت رائع يابوعامر
الله يخليك لنا ويعطيك العافية
والله انك مكسب لشعب الجنوبي
الله لايحرمنا منك ومن عقلك النير