أخي الاشتراكي
لا اعتقد انه من بين الأمور التي يخجل منها الإنسان اشد وقعا على النفس من أن تكون رهينة أفكار تخرجك عن نواميس الله وقوانينه التي أوجدها للبشرية.
ومن المعيب أن تتخلق بغير خلق الفطرة الإنسانية والأشد عيبا أن تكون على رؤوس الإشهاد حاضرا بينا وأنت عار مكشوف ولا ترى سوأتك التي كشفها الكفار قبل المسلمين .
في كوريا الديمقراطية خرجت الجماهير في الأربعينات تحمل الهراوات والمشاعل وأحرقت مقر الحزب الشيوعي الكوري مع أن الكوريين من أشهر الشعوب أكلا للحمير والبغال والضفادع والسناجب والفئران وما أهل به لغير الله.
مع أنهم لايميزون بين الحرام والحلال ولا يعرفون ربا إلا الأوثان والأصنام ولكن فطرتهم التي زرعها أحسن الخالقين أشعرتهم بسوء التسمية وما وراء التسمية وانهالوا على المبنى دكا وإحراقا وفي لحظات وليس أيام أو سنين تم إعلان تغيير الاسم إلى حزب العمل الكوري .
في أوروبا الشرقية خرجت الجماهير إلى الشوارع تسحل شاويشسكو وتسقط إعلام الأحزاب الشيوعية والاشتراكية وأذعنت قيادات تلك الشعوب لإرادة شعوبها وسلمت الراية والقفل والمفتاح ولم تهدد وتنذر بالويل والثبور ولم تتهم الشعوب بأنه تنبش القبور .
ألعن ما عانه الشعب الجنوبي هو من تبعات البعث والحزب الاشتراكي ولا داعي للتذكير بما جرى فالكل يعلم ويدرك ونحن أبناء اليوم.
الشعب الجنوبي لم يسحل الاشتراكي ولم ينادي بذلك وتذوق من الحزب كل مرارة ورمانا رمية الكلاب عند قوم هم الأسوأ والالعن من بين شعوب الأرض جمعوا في حياتهم ماضي الصليبية والمغول والنازية والابارثيد والهون والوندال .
ومع ذلك شعب الجنوب بكى وتألم واشتكى ولا من مجيب .
شعب الجنوب أعلن التسامح والتصالح ولم يفهم الاشتراكي معنى التسامح والتصالح إلا بالعودة إلى الحكم والاستئثار بكل شيء وليس بذلك مانعا أن كان للهوية موقع ومكان للاشتراكي ولكنه أممي متى أراد وقومي متى شاء ووحدوي كما يشاء له وانفصالي للعب على الحبال .
صبر الناس كثير على كل ماجرى ويجري ولم يسحل كما سحل الحزب ولم يقصي كما أقصى الحزب ولم يحرف الحياة كما حرفها الحزب .
شعب الجنوب لا يطالب بأي شيء غير أن تعلنوا هويتكم على الملأ بقرار شجاع ورسمي وعلى عينك يا سنحان .
لكن أمين عام الحزب قال أن الحراك أصحاب مشاريع صغيرة والاشتراكيين عين في المرة وعين في المقبرة وعندما كبرت مشاريع الجنوب تآمر الاشتراكي لأجل ركب موجة الحراك للبحث عن تفاهات أن جاز لنا التعبير من أموال ومقرات وتركوا الجنوب وراء ظهورهم كأنه لم يكن يوما من التاريخ اللعين تحت حكمهم .
لم يقف أحدا ضد الاشتراكي ولم يعرف طرق الاجتثاث إلا الحزب وعلي عبدالله ولكن لم يجتثكم ليس لأنه غير قادر ولكنه يعلم أن رجاله إما رحلوا أو جنوا أو نفوا .
وترك الحزب كسوط آخر يستخدمه متى يشاء والاهم انه الممسك القانوني الذي يقدمه للعالم وهو إننا توحدنا مع الاشتراكي وهاهو في صنعاء يسرح ويمرح وحدويا إلى النخاع المستطيل والعريض مع لوحة غير مرئية " هنا مازال لينين مضطجع "
لم يطلب منكم الجنوبيين غير أن تعلنوا ترك صنعاء كحزب يمني وليس ترك المحلات والوظائف كما نادى البعض ؟؟
القرار هو قرار يحسبه التاريخ لكم إنكم عملتم شيء واحدا صح بعد الوحدة.
الفرصة تاريخية ليس لكم بل لكل الجنوب .فهل انتم فاعلون أم تبحثون عن تسميات بعثية لدمغها على من عانى وذاق ويلاتكم .
دعوة جنوبية صريحة تتحتمها الضرورة والمسئولية الأخلاقية .
فهل انتم لها ؟