2010-01-20, 05:02 PM
|
#10
|
قلـــــم ذهبـــــي
تاريخ التسجيل: 2008-08-09
المشاركات: 4,475
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السّلامي
الشيخ عبدالرب النقيب رجل حر وشهم وتقي ومتواضع لدرجة يجعلك تستحي من تواضعه. لا تهمه الدنيا في شي حتى لو وضعت في قبضة يديه. أنه أبن الشهيد الشيخ احمد بوبك النقيب الذي قاوم الاستعمار إلى جانب السلطان محمد عيدروس العفيفي رحمة الله عليهما وأسكنهم فسيح جناته.
ثقوا أن خطوات الشيخ عبدالرب ومن حضر الاجتماع لن تصب إلى في خدمة تحرير الجنوب . كما أن الطريق إلى تحرير الجنوب لن يتم إلآ بوحدة الجنوبيين أولا...وحدة الجنوبيين أولا...وحدة الجنوبيين أولا...
أن من يمعنون في التفاصيل من قيادات الحراك ويضيعون الوقت في النقاط الخلافية لم يتسامحوا ويتصالحوا بالقدر الكافي الذي تحتمه عليهم مسئوليتهم تجاه شعب الجنوب. لقد مضت أربع سنوات منذ انتفاضة الحراك الشعبي الجنوبي المتحد أصلا من جراء معاناته من الاحتلال لكن للأسف قيادات الحراك لم تتحد بعد ونجدهم دون عمد منهم يصنعون فشلهم بأنفسهم. ويقسمون الحراك الشعبي الجماهيري إلى أجزاء متناثرة تسعى لخلق الخلاف حتى من عدمه. وإذا أستمر وعي قيادات الحراك كما كان عليه خلال الأربع السنوات (مكونات، وتسميات،وبرامج،وشعارات،وزعامات، وتشكيك بالآخر،وفعاليات غير منسقة) فأن ذلك سينعكس على سلوكيات الأتباع من الجماهير الجنوبية ويفتت جهدها ويبعث على أحياء النعرات وغيرها من سلوكيات الماضي الأليم، هذا إن لم تفقد الجماهير الثقة بالحراك ككل.
المتغيرات السياسية في بلدنا وعلى الساحة الدولية لن تنتظر أحد منا حتى يتعلم ما يجب عمله والاتفاق عليه وما يجب الاختلاف عليه بمعيار الزمن الذي يمضي بسرعة.
ها هو المؤتمر الدولي يأتينا مفاجأة في توقيته الزمني ونحن غير جاهزين، بل ربما لم نكن نتوقعه كما لم تكن السلطة تتوقعه كذلك. وهاهي الحرب على القاعدة تتصدر الأولويات في السياسة الداخلية للسلطة والمجتمع الدولي ولم نكن نتوقع احتلالها الصدارة في أولويات المؤتمر بالمقارنة مع حرب صعده أو الحراك الجنوبي.
يبدو لي أن توقعاتنا التي نبني عليها أمالنا السياسية تخيب بسبب أننا نعيش في غفلة عما يدور من حولنا ولا نوثر فيها ولا نتأثر بها بالقدر المطلوب والمناسب لحجم قضيتنا. بل يبدو لي أن كل منا يغني على ليلاه وبعيدين عن ما تتطلبه منا مرحلة النضال من إدراك لأهمية تخطيط الأولويات في العمل السياسي وقياس مستوى ما أنجزتاه منها بعامل الزمن.
جاءت دعوة الشيخ النقيب لمكونات الحراك تداركا للوقت الذي إن لم تقطعه قطعك، ليقول لهم أن وحدة الحراك ضرورة ملحة طالما أصبح ملف اليمن على أجندة المؤتمر الدولي.
الشيخ النقيب وغيره من الغيورين على وطنهم يشاهدون كيف غيرت السلطة وحلفائها موقفهم من المؤتمر الدولي عندما تبين لهم أن أجندة المؤتمر ستناقش المشاكل السياسية التي تعصف باليمن.
خلال أسبوع تغير كل شي في مواقف أعداء الجنوب فالقاعدة تهدد بمواجهة التدخل الدولي، وقراصنة القاعدة في الصومال يهددون، والأحزاب السياسية تهدد، والسلطة تهدد، وإيران تهدد، والمسيرات الشعبية تهدد وتملا شوارع صنعاء وحتى التعبئة الدينية تستخدمها السلطة ضد الجنوب ( كقولهم الخارج عن الوحدة كالخارج عن الدين) .ا
علماء اليمن وزعماء القاعدة والزنداني واليدومي والأنسي قالوا بأنهم سيحولون اليمن إلى مغبرة للغزاة الدوليين، إذا ما فكر المجتمع الدولي التدخل لمساعدة اليمن في حل أزماته السياسية.
عجبي لهذا التغير في المواقف والاصطفاف المعادي للمؤتمر الدولي وفي غضون أسبوع (من مع إلى ضد). هذا يذكرنا باصطفاف القوي السياسية والدينية والشعبية في الشمال اليمني ضد الجنوب في حرب 94.
لقد حصلت متغيرات كثيرة في اليمن منذ 94 ، فلم يجتمع علماء اليمن عندما وقع النظام اتفاقية الحدود مع السعودية ! !! ولم يجتمعوا ليقولوا قولهم بعمليات الإبادة لشعبهم في صعده وتطورها إلى حرب الأرض المحروقة الأخيرة ! ، ولم يزعجهم التدخل والقصف السعودي عل صعده !، ولم تؤثر في ضمائرهم الجثث المحروقة لأطفال المعجلة !!، ولم يهتموا لتعاون النظام مع أمريكا وتسليم سقطرة لتكن قاعدة لمحاربة الإرهاب أيام قليلة .
إذن ما تفسيرنا لهذا الاصطفاف السريع والمفاجئ. السبب بسيط وهو أن كل القوى المتحالفة والمستفيدة من بقاء الجنوب تحت الاحتلال تقف صفآ واحدآ مع الرئيس (ونحن رغم ما نعانيه لم نصطف بعد مع رئيسنا). أعداء الجنوب يشتغلون صح ومضبوط 100%، حتى باجمال لم يفوتهم راحوا وجابوه واحتفوا به ومجدوه بعد ما أفقدوه الذاكرة عسى أن يلتحق بصفهم.
انتصروا في 94م لحسن استخدامهم لعبة السياسة لاحتلال الجنوب. وها هم يرتصون كالجسد الواحد إذا تداعى له عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ماذا عملنا نحن الجنوبيين، الجماهير معنا 100% لكن لم نصنع نحن وعي الجماهير للنضال. وعيهم للنضال تجاه المحتل صنعته معاناتهم من الاحتلال. ما يهمنا كحراك هو صنع الطليعة السياسية الموحدة لقيادة جماهير شعبنا نحو التحرير ، الاستقلال ، فك الارتباط ، سموه ما شئتم فاختلاف المسميات لا تعني شعب الجنوب نشئ لأن شعب الجنوب يعرف شي واحد فقط تقره كل الشرائع السماوية والقوانين الكونية وهو حقه في السيادة على أرضه وفي تقرير مصيره السياسي.
فهل نتعص نحن السياسيين الجنوبيون ونتوحد ونتنازل لبعضنا البعض أم أننا سنضل نستجر خلافاتنا ونكرر أساليب العمل السياسي البالية التي لم نجني منها سوى ما نحن عليه اليوم من التخلف والذل والمهانة.
تحية للشيخ النقيب ولكل من سيضع بصماته في صنع وحدة الطليعة السياسية لأبناء الجنوب، فهي الأداة والسفينة التي ستبحر بشعب الجنوب نحو الحرية والاستقلال.
|
تعضيم سلام
__________________
من يوقف البحر إن هاجت عواصفه *** من يحجب الشمس عن أفاق دنيانا

|
|
|