عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-01-17, 02:09 PM   #3
عبدالله السنمي
رئيس مجلس الإداره
 
تاريخ التسجيل: 2007-11-02
الدولة: الجنوب المحتل
المشاركات: 1,993
افتراضي

كم نحن بحاجة الى فكر يستطيع أن يرى بعين الفاهم المدرك لحقيقة الاوضاع وحقيقة القضية الجنوبي بكل ملابساتها وظروفها الموضوعية .
قلم مثل بائع المسك ، وهو يسرد لنا بعقلانية ووعي ثابت ما معنى أن نتحدث ونتبنى قضية سياسية كبيرة بحجم الوطن الجنوب ، إنما يعكس بعباراته الطافحة بعبق المسك السياسي والفكري الذي تحدثنا عنه كثيرا ولا زلنا نتلمس الدروب اليه .
قبل مدة قصيرة ذهبت لزيارة أحد قادة الحراك ، ولم يسبق لي التعرف اليه من قبل ، وفي الطريق كانت جملة من الاسئلة تلح علي وتدور في ذهني بحركة دائرة حتى لا تأخذني الزيارة الى مجالات أخرى وتضيع من راسي فكرة وغرض الزيارة .
ملخص أسئلتي الفضولية وهدفها هو الاستشراف على عقل وفكر هذه القيادي وبالتالي قادة الحراك بالعموم ، بمعنى آخر ، كنت متطفلا بشكل أساسي لاستكشاف وجود العقل والفكر السياسي عند قادة الحراك .
وهذه النقطة هي باعتقادي جوهر الموضوع الذي تفضل به الاخ بائع المسك ، وما تخصص بها الاخ العزيز منصور بالعيد ، باعتبار أن القضية الجنوبية هي قضية سياسية بدرجة أولى ، وبالتالي فإن الفكرة هي كيف ندير هذه القضية وفقا لمفهوم أهل السياسة وما درجوا على تسميتها " باللعبة السياسية " .
واللعبة السياسية التي يخوضها الجنوبيين لها محددات كثيرة ، يتوجب على لاعبيها إدراكها وفهمها الفهم السليم بكل ابعادها وامتداداتها ثم التعاطي معها وفق فلسفة فن الممكن .
وأنا أرى أن الزخم الشعبي يؤدي دوره على االأرض ويقدم التضحيات ولديه الاستعداد لفعل الكثير والبذل الى أقصى درجات التضحية ، لكن هذه التضحيات لا تقابلها إرادات سياسية صادقة وحسنة النوايا تجاه بعضها البعض ، ولا يقابل هذه الحماس والعنفوان الشعبي فكر قيادي يستوعب تفاصيل اللعبة السياسية والعوامل المحيطة بها في الداخل والخارج .
إذا لدينا معضلة كبيرة متعلقة بطريقة التعاطي والتفكير في إدارة الحراك وسط ظروف بالغة التعقيد ومتداخلة الاتجاهات .
والشعور السائد الآن أن هناك حاجة الى مراجعة الذات وتقييم التجربة ، وإعادة صياغة فلسفة العمل السياسي والتخلص من أساليب التفكير العقيم وموبقات الماضي بكل اشكالها .
الآن نحن لا زلنا نمارس فعل يشبه النفخ في قربة ، والسير على غير هدى ، طالما وبعد ثلاث سنوات لم نستطع بلورة الحراك الى قضية لها هيبتها واعتبارها وواجهتها ، وهي متطلبات شكلية أكثر منها موضوعية ، لأن عدالة ومشروعية القضية الجنوبية مستمدة من إرادات الجماهير الواسعة التي تخرج الى الشوارع في كل انحاء الجنوب .
يبقى الخلل واضحا للعيان هو ذلك الاخفاق الكبير في صياغة الوعي الجماعي والإرادة الجماعية للنخب السياسية للحراك في الداخل ولاخراج ، والظهور بحامل سياسي موحد وناضج يمتلك ناصية القرار ، وناصية الشارع الجنوبي ويستطيع التعاطي مع اللعبة السياسية من كل زواياها .
المجتمع الدولي ليس جمعية خيرية تمنح الصدقات للمستحقين من الفقراء والمساكين ، المجتمع الدولي بمنظماته يبني علاقاته وتعاملة ومواقفه من القضايا في العالم من منطلقين :
الأول ،، منطلق المصلحة ، فأينما تحققت المصلحة لهذه الدول درات المواقف تجاهها .
الثاني ،، سياسة الأمر الواقع ، فالدول وحتى مجلس الأمن يتعامل مع القضايا تبعا لما هو متحقق على الأرض ، والآعتراف به .حتى وإن كان باطلا ، وخير مثال قضية فلسطين .
ولذلك ، لا يجوز ان ينتظر الجنوبييون من المجتمع الدولي دعمهم في استعادة دولتهم ، فهذا التفكير ، عدمي لا ينتج الا مزيد من المآسي لنا .
ولكن على الجنوبيين الرجوع الى انفسهم واستكشاف مثالب الفكر ، والتخلي عنها لتحقيق نجاحات على الأرض ونجاحات دبلوماسية وإعلامية تفرض أوضاع مادية لصالح الجنوب .
وباختصار العبارة ، المجتمع الدولي ممثلا بالامم المتحدة ، لا تنشىء حقوقا للآخرين ، ولكن تستطيع أن تقر حق ثبتته التحولات السياسية في مكان ما . بغض النظر عن أين الحق واين الباطل !!
تحيتي .

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله السنمي ; 2010-01-17 الساعة 02:15 PM
عبدالله السنمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس