عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-01-16, 02:14 PM   #6
شبواني غيور
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-21
المشاركات: 34
افتراضي

القاضي البو نُمي .. القاضي البابكري


أثناء فترة الإحتلال البريطاني "البغيض" .. وتحت الحكم السلاطيني "الإقطاعي" .. في محافظة حضرموت .. وفي سلطنة القعيطي على وجه التحديد .. كان للسلطان مستشارين "إنجليز" ككل السلاطين حينها .. تأثيرهم كان يختلف حسب قوة السلطان وقوة سلطنته في جميع سلطنات جنوب اليمن أو ما كان يُسمى حينها بالجنوب العربي.


أحد المستشارين العسكريين .. كان إنجليزياً من أصل هندي .. قُبض عليه بتهمة "الزنى" .. وتحدث الناس عن الأمر بإهتمام في مجتمع متدين .. حتى بلغ الأمر مسامع قاضي السلطنة القعيطية .. القاضي "بو نُمي" .. فنصح من أبلغوه بأن يحلوا الأمر ما أستطاعوا قبل وصوله للقضاء رسمياً حين لا مفر من إقامة الحد.


وصل الأمر رسمياً إلى القاضي .. فحكم برجم الرجل .. وجلد المرأة .. للتذكير فقط .. الحاكم "سلطان" .. السلطنة تحت الحماية "البريطانية" .. المحكوم عليه "بريطاني" .. ووصل الأمر إلى السلطان .. ونصحه مستشاروه أن يطلق سراح المحكوم عليه أو أن يصدر عفواً عنه .. لكنه ذكرهم بأن القضاء قد قال كلمته.


حاول السلطان ومستشاروه الإلتفاف على الحكم بما لا يضعهم في مواجهة أمام القوة العظمى حينها .. بريطانيا .. وبما لا يضعهم في مواجهة قد تكون أخطر مع القضاء .. ومع البو نُمي .. فأرسل السلطان إلى رئيس السجن "البطاطي" حينها أن أطلق سراح الضابط .. حيث أن الخطة وضعت لتهريب الضابط من البلد.


رفض رئيس السجن أمر "السلطان" لإطلاق سراح ضابط "بريطاني" .. وقال .. أما أمر من البونمي أو أن يحضر السلطان نفسه لإطلاق سراحه .. صعب الأمر أكثر .. فنصح المستشارين السلطان بأن يلتف على البونمي .. والبطاطي .. القضاء والأمن .. فكتب إلى ضابط أصغر يمتدحه ويطلب منه إطلاق سراح الضابط .. ففعل.


علم القاضي البونمي بالأمر وغضب غضباً شديداً .. وخرج على الناس في شوارع السلطنة يقول أن السلطان قد كفر بما أنزل الله سبحانه وتعالى وأن دمه قد أهدر .. ألا فأقتلوه .. ف"هرب" السلطان إلى مناطق الداخل وأختبئ لأيام أستمر البونمي خلالها في التحريض ضده لقتله كونه قد عطل حكم من أحكام القضاء الشرعي.


تدخل البعض حينها وقالوا للبونمي بأن الأمر قد تم .. وأن الضابط قد هرب .. ولا فائدة ترجى من التحريض ضد السلطان إلا فتنة ستحل بالبلد قد تدفعه إلى ما هو أكثر شراً من مسألة تهريب الضابط الإنجليزي . وقد تقود السلطنة إلى إقتتال بين أنصار السلطان ومعارضيه .. فوافق البونمي على التهدئة على أن يستقيل هو.


اليوم .. أثناء الحكم الوحدوي ..حكم القاضي البابكري بإعدام 11 عسكرياً من اللواء الخامس بتهمة تشكيل عصابة مسلحة والقتل العمد والشروع فيه ومهاجمة أرض في إطار الصراع بين متنفذين في المؤسسة العسكرية والأمنية وحكم أيضاً بإخراج المعسكرات وكافة الوحدات العسكرية من المدن وعواصم المحافظات إلى الحدود.


ونص الحكم كذلك على تغريم وزارة الدفاع 30 مليون لأسر المتهمين بينهم القتيل حميد محمد ضيف الله وهو جندي من المداهمين قتل برصاص زملائه الجنود أثناء الصراع على أرض واقعة بجوار بئر ناصر في طريق عدن لحج .. وقضى أيضاً بمصادرة مزرعة ومعسكر اللواء الخامس للمصلحة العامة وتحويله إلى حديقة عامة.


وحكم القاضي أيضاً بإلزام النيابة التحقيق مع وزير الدفاع والمحافظ وقادة المنطقة والمعسكر واللواء ورئيس مصلحة الأراضي بتهمة التستر على المخالفين وإستغلال الوظيفة لجمع المال .. والحكم سابق "رغم التجاهل المريب لوسائل الإعلام له" .. خصوصاً وأن ممارسات كهذه أصبحت أمر شبه يومي في المحافظات الجنوبية بعد حرب 94.


تعرض القاضي بعدها لمضايقات كثيرة .. وإستدعائات أكثر .. إلى العاصمة صنعاء .. دفعته إلى بيع كل ما يملك ومغادرة البلد .. هو الذي غادر .. هرب .. ولم يهرب الجناة أو من دعمهم كما حدث خلال الحكم السلاطيني/الإستعماري .. البغيض .. بل وتم تحويله لمجلس قضائي تأديبي نظراً للجرم الذي قام به .. والذي .. أستدعى تأديبه.


أمس .. 11 فبراير 2007 .. تأجلت جلسة النطق بالحكم في الدعوى التأديبية المرفوعة من قبل هيئة التفتيش القضائي بوزارة العدل ضد القاضي مذيب البابكري قاضي محكمة الحوطة الابتدائية الى اليوم الاثنين 12 فبراير2007 دون أن يتم الكشف عن أسباب ودواعي هذا التأجيل الذي يأتي للمرة الثالثة حسب صحيفة الأيام.


واليوم أيضاً قال الرئيس أمام الحفل الذي أقامه المعهد العالي للقضاء بمناسبة تخرج الدفعة الـ12 من القضاة .. "لا أحد يتدخل في شؤون القضاء أو في شؤون العدالة وعلى القضاة أن يتجنبوا الوساطات والتليفونات والمحتالين على الشرع وعلى النظام والقانون، لأن هناك محتالين كثر" .. وقال "نحن اليوم نتعامل مع العالم الخارجي".

تحياتي

شبواني غيور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس