عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-01-12, 06:39 AM   #1
Ganoob67
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-16
المشاركات: 1,744
افتراضي أسرار الظهور الاعلامي الناجح

أسرار الظهور الاعلامي الناجح (1)

هـــذه أول مقالة من سلسلةٍ سنسعى من خلالها أن نغطي نــقــاطــاً كــثــيــرة حــول أسرار الظهور الاعلامي الناجح.

نبدأ بسؤال، هل كل انسان قادر على أن يكون ناجحاً في المقابلات الاعلامية (تلفزيونياً، عبر الراديو، في الصحف أو عبر الانترنت)...؟

مــن المؤكد أنّ اهتمام وسائل الاعلام بأي انسان ينبع من أن لديه ما يخبر عنه الآخرين - وجهة نظر خاصة - إن كان ذلك إنجازاً علمياً أو خطةً سياسية أو انجازاً رياضياً أو قصةً انسانية أو عملاً فنياً...

إذاً الموضوع هو أساسي، ووجهة الــنــظــر حـــول هـــذا الــمــوضــوع تؤثر على النجاح في المقابلة الاعلامية، مثلاً تتسابق محطات التلفزة على استضافة شخصيات تقوم بدراسات واحصاﺀات حول الأوضاع الانتخابية كالأستاذ كمال فغالي، لمعرفة رأيهم وتوقعاتهم ونتيجة دراســاتــهــم.

فوجهة نظر الأستاذ فغالي التقنية مهمة جـــد اً للمستمعين لمعر فة توجهات الناخبين.
يبقى السؤال كيف نوصل الرسالة المرجوة في شكلٍ ناجح؟ والنجاح يعني إيصال رسالة واضحة، والظهور بثقة وراحة والإجابة عن الأسئلة في شكل مقنع وبأمثلة وكلمات رنّانة Sound () Bites يذكرها من يقرأها أو يسمعها ويخبر عنها الآخرين. مثلاً من لا يذكر وصف الوزير وليد جنبلاط للعماد ميشال عون بـ "التسونامي"؟
فهذه الكلمة اختصرت توقعات نتائج انتخابات 2005.

وفي المقلب الآخر كمثالٍ عن عدم الوضوح، كم مرة سمعنا سياسيينا يتكلمون على الفدرالية. أما ماذا تعني الفدرالية عملياً للانسان العادي الذي يسمع المقابلة أو يقرأ عنها فهذا موضوع آخر. الأكثرية لا تعلم شيئاً عن الموضوع لأنها لم تسمع شرحاً واضحاً وكيفية تأثير الفدرالية المطروحة على حياتها اليومية. إذاً الفدرالية كموضوع مــن دون شــرح وأمثلة لا يأتي بجدوى لأحــد، لا للسياسي ولا للمستمع.

والــخــلاصــة أنـــه يــجــب تــفــادي استخدام الكلمات المبهمة والتي يمكن تفسيرها بأشكال عدة، إلا اذا كان المقصود هو الابهام.
بعضهم يقول "شاهدت مقابلة تلفزيونية لأحد الزعماﺀ وكان رائعاً"، فأسأل مــاذا تــذكــرون من المقابلة، فتأتي الأجوبة مترددة وغير واضحة.
هـــذا يــؤكــد أن المعايير للإطلالة الاعلامية الناجحة ليست أن تتحدث في شكل جيد فحسب، بل أن: - يفهم الناس ما قلت - يتذكروا ما قلت - يعملوا حسب ما قلت - يخبروا الآخرين عما قلت.

لننظر الى الديانات أو الفلسفات المختلفة إذ كان النبي أو المرسل أو الفيلسوف يتكلم فتتحرك الجموع بــعــد الــســمــاع والــفــهــم الـــى العمل والبشارة، فالمسيحية مثلاً انطلقت من مجموعة صغيرة سمعت، وصدقت، وعملت وعلﱠمت.
الــمــنــطــق نــفــســه يــنــطــبــق على الاطـــلالات الاعلامية الــيــوم، فيظهر سياسي ما على شاشة التلفزيون لــيــعــرض وجــهــة نــظــره مــن الأمـــور المطروحة ويتقدم بمشروعه لإيجاد الحلول آملاً باستقطاب الرأي العام وراﺀ هذا المشروع ليعتمد ويطبّق، فيصبح المستمعون المدافعين الأولين عن رأي هذا السياسي بعد تبنّي آرائه (ولسنا في هذا السياق ندّعي نبوة أحد من السياسيين).

المهم أن تكون الرسالة واضحة، وسنتطرق فــي مــقــالات لاحــقــة الى كيفية إيضاح الرسالة بالتفصيل في الوسائل الاعلامية.
ولكن الأهم أن نعرف أنّ ايصال الرسالة الناجحة يجب أن يتم بإرادة صاحبها الــذي عليه أن يركّز خلال اللقاﺀ الاعلامي على النقاط الأساسية التي يريد أن يوصلها، بغض النظر عــن الأســئــلــة الــتــي تُــوجّــه الــيــه من الصحافيين.

فالمؤكد أنه ليس لأحد سيطرة عــلــى الأســئــلــة الــتــي ســتُــطــرح من قــبــل الــصــحــافــي إلا فـــي الأنــظــمــة الديكتاتورية، أو إذا كنت في موقع مهم جداً يسمح لك بإملاﺀ الأسئلة، ولــكــن الأكــيــد 100 فــي المئة أنك تستطيع السيطرة على مــا تقول، لــذا فــان وضــوح الرسالة مع الأمثلة والكلمات الرّنانة هي السبيل الى تحقيق مقابلة ناجحة.

يمكن أن تطرح على الضيف في مقابلة تلفزيونية أو اذاعية أسئلة خارجة عن الموضوع، وبعد التدريب و ا لتحضير يتقن ا لضيف عملية الــعــودة الــى الــنــقــاط الأســاســيــة مع احترام أسئلة الصحافي والاجابة عنها باختصار.
كل انسان يتعاطى الشأن العام أو العمل الاجتماعي، أو الفن، أو ادارة الأعــمــال... عليه أن يتقن اطلالاته الاعلامية لئلا يفوّت فرصة الظهور الاعلامي لإيصال رسالته بوضوح وفي شكلٍ سهل، يتذكره المستمعون أو القراﺀ والمشاهدون ويخبرون الآخرين عنه.
وإذا مــا لاحظتم فـــإنّ التكرار لــلأفــكــار الــرئــيــســة أســاســي في إيــصــال رســالــة واضـــحـــة، لذلك أعــيــدت الأفــكــار فــي هــذا المقال بأشكال مختلفة للتأكيد على هذه النقطة.

ختاما، ً من المفيد أن نعرف أنّ كبار القادة العالميين، كالرئيسين بيل كلينتون و(الــراحــل) رونالد ريــغــان، عــرفــوا أهمية التعامل مع وسائل الاعــلام بجدية كبيرة، وخصصوا وقتاً للتدرب والتمرّس في التعاطي معها. فمثلاً قوبل الرئيس كلينتون بصيحات استياﺀ كثيرة خــلال خطابه كحاكم في مؤتمر الديمقراطيين العام 1988 في أتلانتا لأنه أضجر الجمهور.
لكنه أسرع في اليوم التالي ليحل ضيفاً في برنامج Show، Today فسخر من نفسه وبدا متحدثاً لبقاً، ماحياً بالتالي الصورة السيئة التي ظهر فيها خلال المؤتمر.
التحضير، التحضير، التحضير أســـــاس الاطـــــــلالات الاعـــلامـــيـــة الناجحة.

http://www.albaladonline.com/html/story.php?sid=61657
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
Ganoob67 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس