كاتب بريطاني : مساعدة الرئيس صالح تطيل أمد بقائه في الحكم وعلى المجتمع الدولي تقديم العون لليمن
بواسطة: شبكة الطيف
بتاريخ : الإثنين 04-01-2010 12:55 مساء
شبكة الطيف - المصدر أونلاين - عبد الحكيم هلال
دعا كاتب بريطاني المجتمع الدولي إلى دعم اليمن من أجل تجاوز مشاكله الكبيرة والمتكالبة عليه من مختلف الجوانب. لكنه نصح بتقديم المساعدات لليمن وليس لنظام الرئيس اليمني.
وقال الكاتب براين وايتيكر في مقال نشر اليوم الاثنين في صحيفة الجارديان البريطانية أنه يمكن فعل أي شيء لدعم البلاد، لكن من المهم التفريق بين الإجراءات أو التدابير التي تفيد اليمن وتلك التي تفيد نظام رئيسه علي عبد الله صالح، مضيفاً أن الأسوء من ذلك كله أن ينظر إلى النتيجة أن مساندة "صالح" تأتي في الوقت الذي تراجعت فيه سلطته وقوته بشكل واضح، وجلي.
وعمل براين في الجارديان البريطانية كمحرر للشرق الأوسط لسبع سنوات، لكنه تركها مؤخراً ليعمل كصحفي حر، ولديه كتاب الكتروني عن "ولادة اليمن الحديث".
ويأتي مقاله عن دعم اليمن بعد التركيز الأخير عليها على خلفية الأحداث الأخيرة وخصوصاً حادثة محاولة تفجير الطائرة المتوجهة إلى ديترويت بواسطة متشدد نيجيري له علاقة بتنظيم القاعدة حسب بيان لها بهذا الخصوص، وحيث تم التأكد من زيارته اليمن للتجهيز للعملية.
وكان رئيس الوزراء البريطاني جوردن بروان قد دعا إلى مؤتمر دولي يعقد في بريطانيا نهاية هذا الشهر، لمناقشة الأوضاع الأمنية والمشاكل التي تعصف باليمن خلال السنوات الأخيرة، لمساعدتها. وهو ما تنبه له الكاتب حيث أنه يؤكد تأييده للدعم، لكنه يمتلك نظرة مختلفة لكيفية تقديمه.
إذ يقول الكاتب، أن الرئيس اليمني "صالح" الذي صعد على ظهر الجيش في 1978، ليحكم اليمن الشمالي منذ ذلك الحين، ثم كلا الشطرين الشمالي والجنوبي بعد دمجهما في 1990، يمر الآن في فترته الرئاسية الأخيرة، ويجب أن يترك الحكم بحلول العام 2013 حينما يكون عمره قد بلغ 71 عاماً، وذلك مالم يحدث تلاعب، ويقوم بتغيير الدستور. وأعتبر أن القيام بمثل هذه الحركة أمراً وارداً، وغير مستحيل، غير أن القيام بها في مثل هذه الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، من المحتمل أن تسبب ردة فعل وضجة كبيرة.
وأضاف: لربما يدعي صالح، بأنه الشخص الوحيد القادر على حماية اليمن وإخراجها من الهاوية (بالدعم الدولي بالطبع) لكن خدعته يجب ان تبنى على ذلك. وكما عبر عنه مارك لنتش في مقاله الأخير المنشور في مجلة السياسة الخارجية الأمريكية حين قال أن "حكومة الرئيس علي عبد الله صالح ليست هي الحل، بل هي المشكلة الكبرى"
ويقول كاتب المقال "كان لدى الرئيس صالح الفرصة للمصالحة مع المتمردين الحوثيين في الشمال، كما كان بإمكانه أن يوقف الحراك الإنفصالي في الجنوب، لكنه أضاع تلك الفرص. كما أنه يخلق مبادرات رمزية لمكافحة الفساد، في الوقت الذي يسمح له بالإزدهار".
وأكثر تعمقاً بالواقع اليمني، يستدرك الكاتب قائلا: تبدو أجهزة الأمن التابعة له، أكثر أهتماماُ بملاحقة الصحفيين الناقدين، أكثر من ملاحقة المتشددين الدينيين. وتوخياً لمصلحته، فقد سمح للتعددية الحزبية والإنتخابات المنتظمة(هي على أية حال جيدة من حيث الإنتظام فقط)، بينما يضمن بأن حزبه الخاص هو الحزب الوحيد الذي لديه فرصة نجاح مضمونة.
ودعا إلى أن يكون مصير صالح متروكاً بأيدي اليمنيين ليقرروه بأنفسهم، دون أن تحبط القوى الأجنبية تلك العملية عبر إطالة بقائه في الحكم من خلال "المساعدة" غير الحصيفة. وهي يمكن أن تعود إليهم فقط حينما يرحل هو.
وأختتم قائلاً: اليمن بالتأكيد بحاجة للإستقرار. مساعدة طويلة الأمد، بيد أن المسلك الأكثر ملائمة لتقديم تلك المساعدة، هو البدء أولاً بإيقاف مساعدة صالح.
|