جنوب اليمن ليس سلعة تجاري أو ملهى ليلي أو منتجع سياحي ، أو هو ماركة مسجلة تملكه عصابة من منتهكي الأعراض وسفاكي دماء الشعب اليمني في جنوب الوطن منذ الاستقلال الوطني عام 1967م .
إن جنوب الوطن اليمني صنع تاريخاً خلال تصديه لحملات الغزو الأجنبية ، برجاله وقادته وشبابه وشيوخه ونساءه ، ومن كل ربوع الوطن اليمني ، حتى تم أجبار بريطانيا العظمى على الرحيل من اليمن وكانت للملحمة الغنائية الوطنية لفناننا الكبير/محمد محسن عطروش (برع يا استعمار برع .. من أرض الأحرار برع) صداها في المعمورة ، هذا الجنوب اليمني هو من رد الاعتبار للأمة العربية في نكسة (5 حزيران 67م) ، هذا الجنوب اليمني هو من قال نعم لشمال اليمن حينها عندما أغلق مضيق باب المندب في (6/أكتوبر/1973م) ليشكل جبهة خلفية أمَّنَت عبور القوات المصرية قناة السويس إلى سيناء .. هذا الجنوب اليمني هو البوابة الجنوبية في معركة الدفاع عن الوحدة المباركة في صيف 1994م ..!!
هذا الجنوب اليمني صنع قادته وأبطاله أروع الملاحم والبطولات ، قادته الأوفياء الشرفاء والأتقياء الأنقياء الأطهار بقيادة العملاق الكبير المناضل الكبير/عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام ، ودولة رئيس مجلس الوزراء د.علي مجور ومعالي وزير الدفاع اللواء ركن/محمد ناصر أحمد ، ومئات الأبطال والقامات الوطنية الذين عقدوا العزم على الولاء لله وللوطن وللوحدة وللديمقراطية .
هذا الجنوب اليمني هو من طرد تلك الشرذمة السلاطينية ، وهو من طرد أولئك السفاكين للدماء ومنتهكي الأعراض والدين ، وهو من طرد تلك الطغمة الفاشية التي داست بأقدام الماركسية والاشتراكية العلمية رقاب المناضلين والعلماء والشيوخ وسلبت كل ما يوجد على الأرض .
إن الأصوات الشاذة التي تنعق صباح ومساء باسم الجنوب وتتباكى على من تبقى من ضحاياهم بكل وقاحة وحقارة من طراز جديد ، فبأي صفة هم يتحدثون اليوم عن الجنوب ..؟؟ ، من أعطاهم الحق القانوني والدستوري والأخلاقي حتى يتشدقون بأسم الجنوب ..؟؟ ، هل الجنوب مملكة ، أو سلطنة ، أو إمبراطورية ، أو ولاية ، أو مشيخة ، أو قنصلية ، أو أبناء الجنوب جاليات ..؟؟!!
إن جنوب الوطن اليمني جزء لا يتجزأ من السيادة الوطنية ، وهو جزء مهم جداً في الوحدة اليمنية ، يشكل دولة المؤسسات الشرعية أصبحت اليوم لها حضور إقليمي وعربي ودولي .. ولا بأس من تنطط بعض الوجوه أصحاب الصخب الكلامي الهلامي الذي ينشط في مناطق محددة بعينها ، فلقد تمادى هذا البعض وأتسع نشاطه مستغلاً المناخ الديمقراطي الذي تنعم به بلادنا ، حتى أنهم تجاوزوا هذا المناخ المسموح به ، بل واستغلوا سعة صدر وتسامح القيادة السياسية ، حتى أنهم اعتقدوا من خلال أبواقهم ومواقعهم من عاصمة الضباب أنه عادت اللحمة إلى عظامهم الهشة ، وبعد أن تنازلوا عن أهداف الثورة اليمنية ودماء الشهداء الأبرار : (مدرم ، وعباس ، وعبود ، وعنتر ، وصالح مصلح ، وعمر علي أحمد ، ومحمد عبدالله باصهيب ، وأبناء أمزربة ، وصامد مدرم ، وعلي صالح محوري) ، والحقيقة أنها لعنة الشهيد والمناضل الكبير/سالم ربيع علي (سالمين) التي أطلقها ساعة استشهاده ..!!
وإن الأجرام والسحل والتنكيل بالشعب أصبح اليوم تزهُّد وطهارة وعبادة ، وأن نهب أموال الشعب أصبح اليوم شرف وكرامة وأخلاق ..!!
|