ماذا اعد الجنوبيون لمؤتمر لندن ... ؟
لقد قدم الجنوبيون خلال الفترة القليلة الماضية مئات الشهداء والجرحى ،وآلاف المعتقلين في سجون النظام الاستبدادي ،في ثورتهم السلمية ضد الاستبداد والطغيان والهيمنة ،و في سبيل تحقيق هدفهم المشروع في الحرية والاستقلال ،من براثن الاحتلال العنصري والاستيطاني لنظام ج .ع. ي ،وسيقدم الكثير من اجل الوصول إلى هدفه السامي والمشروع .
وإذا كان نظام صنعاء هو الأب الشرعي للإرهاب في شبه الجزيرة العربية ،فانه في نفس الوقت المصدر الأساسي للإرهابيين وفكرهم المتخلف إلى مختلف دول العالم بما فيها أفغانستان والعراق والصومال ،وإذا كان النظام في صنعاء قد استطاع أن يسوق للآخرين بأنه شريك في مكافحة الإرهاب ، وربما انطلى ذلك على الدول الغربية والعربية ،فانه من سابع المستحيلات أن ينطلي ذلك على أبناء الجنوب ، فقد كانوا هم الضحايا الأوائل للإرهاب ،ومن اكتوى بناره ،والكل يعلم كيف تحالف نظام ج.ع.ي مع الإرهابيين والعائدين من أفغانستان ، والمجاهدين العرب الذين كانوا يتدربون في معسكرات الجيش اليمني ، وقد استخدمهم النظام في عملية اغتيالات وتفجيرات بحق القيادات الجنوبية ،عقب الوحدة مباشرتا ،ثم في حرب اجتياح الجنوب في عام 94م ، حيث استطاع نظام صنعاء بهذه الحرب إزاحة الشريك الجنوبي في الوحدة ، واستباح أرضه نهبا وفيدا وقتلا ،فدمرت المصانع الجنوبية وسرقت آلاتها ، واستبيحت الممتلكات العامة من مباني وأملاك دولة ،وتحولت إلى ملكيات خاصة للشماليين الفاسدين وعناصرهم الإرهابية ، وألغيت القوانين المدنية والعادات والتقاليد الاجتماعية ،وفرضت العادات والتقاليد المتخلفة ،ودمر التعليم واستبدلت المناهج التعليمية الحديثة في الجنوب بمناهج شمالية متخلفة ،متشبعة بالفكر الإرهابي الجهادي ،وطرد أئمة المساجد الجنوبيين وتم استبدالهم بأئمة شماليين ،نشروا الخطاب الديني المتطرف ،وهدمت الأضرحة والقبور ،ومورس إرهاب ثقافي ،ضد كل الجنوبيين اللذين قاوموا هذا النهج المتطرف ،ولم تسلم حتى المدارس حيث تم تغير تسمياتها المدنية السابقة بمسميات دينية . إن أمام أبناء الجنوب سوى داخل الجنوب أو في خارجه تقف مسألة في غاية الأهمية والضرورة ،ألا وهي الاستفادة القصوى من مؤتمر لندن حول اليمن ، لتطالب الدول المشاركة بضرورة توفير الحماية الدولية لأبناء الجنوب ضد الإرهاب ،وجرائم الإبادة التي تمارسها الدولة اليمنية ضد أبناء الجنوب ، وتطالب المجتمع الدولي للقيام بواجباته الأخلاقية والإنسانية لرعاية عملية فك الارتباط بين الجنوب والشمال ،وتبين للعالم اجمع من أن النظام اليمني هو الراعي الأول للإرهاب ،والممارس الفج للجرائم الإرهابية التي يقترفها يوميا ضد أبناء الجنوب ، ويطالبوا بمحاكمة رموز هذا النظام باعتبارهم مجرمي حرب أمام محكمة الجنايات الدولية ، وإذا لم يحسن الجنوبيون اغتنام هذه الفرصة جيدا ويتركوا لنظام صنعاء حرية الحركة فان ذلك سيعود على الجنوبيين بمزيد من جرائم القتل والإبادة الذي سيرتكبها نظام صنعاء بحقهم وبرعاية دولية .
|