عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-30, 04:04 PM   #4
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب العدل مشاهدة المشاركة
ابو عامر اليافعي .. أهلا
اولا دعنا نقول أن النضال من أجل الحرية في اوضاع الاحتلال ، والنشاط السياسي في الدولة ذات السيادة ، كلا الأمرين حق مشروع للجميع ،لكل من يجد في نفسه القدرة والاستعداد لخوض هذا النضال أو العمل السياسي ، وتحمل تبعاته سلبا أو ايجابا ، كل ذلك يأتي ضمن مفهوم " وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون ) .
لكن كما هو ملاحظ في موضوعك وكأنك قد رأيت المسألة قد تحولت لدينا في الجنوب الى ظاهرة هي أقرب الى التركة الشرعية ، منها الى الحق المشاع للجميع .
نعود للسؤال المطروح ، هل هي فعلا تركة وإرث سياسي ونضالي تلقفه هؤلاء من أبائهم واجدادهم كحق شرعي ، لا يزاحمهم عليه مزاحم على الاقل في محيط معين ومستوى معين ؟ أم أن الأمر هو من قبيل ممارسة الحقوق العامة التي منحتها الدساتير لجميع المواطنين ؟
في الدول النامية بوجه خاص تبرز هذه الظاهرة بشكل واضح، وفي دولنا العربية أكثر وضوحا .
في وضعنا الحالي في الجنوب ، رغم ان ابناء وأحفاد المناضلين والزعماء يمتلكون الحق في خوضهم هذه ا لتجارب النضالية من منطلق الواجب الوطني والحق الانساني الذي يشترك فيه جميع الناس ، ولا يستطيع أحد انكار حقهم هذا أو مصادرته ، وهذه المنطلقات هي التي اكسبت أدوارهم المشروعية الحقيقية لهذا النضال .
ولكن : هذه المشروعية النضالية لا يمكن ان تمضي بمعزل عن ذلك الأرث التاريخي والسياسي الذي خلفه الأباء والجداد ، من أسم وسمعه ورصيد نضالي كبير يتفاخرون به ، ولذلك سيبقى هذا الإرث أو " التركة " هي الغطاء الذي يستظلون تحته ، وهو الدينمامو المحرك لهم ، وهو الرمزية النضالية التي يكتسبونها ، ويبدون بها أمام الجماهير ، هذه الرمزية تضيف لهم امكانيات أخرى اضافية ، تجعلهم مقبولين لدى الجماهير . وهذا أمر في غاية الأهمية ، فالثورات كثيرا ما تكون بحاجة الى الشخصيات ذات رمزية معينة تستطيع ان تؤثر في الناس وتوجههم وتستقطب مناصرين أكثر اليها ، وهم في غالب الأحيان يتبؤون مراكز في واجهة الثورة ، بينما أخرون أكثر منهم دهاء وخبرة يعملون من خلف الكواليس ، وهم من يدفعون بمثل هذه الشخصيات ( الورثة ) الى الواجهة كجزء من تفعيل أدوات التقوية للثورة او النضال .
وقد يكون البعض منهم ( ورثة المناضلين ) مطلوب وفاعلا في مرحلة معينة ، وما أن تنتقل الاوضاع الى مراحل أخرى حتى تأفل نجوميتهم وتتراجع أدوارهم لتغير الظروف ، بتغير طبيعة المرحلة وقد تحتاج المرحلة المتقدمة الى عناصر لها مواصفات أخرى متعلقة بالكفاءة الإدارية والسياسية ، والتخطيط ..الخ ، ومع ذلك لا يمنع ان يكون منهم من يتمتع بكل القدرات والمواهب لكل المراحل سواء في مرحلة النضال التحرري او مرحلة بناء الدولة وإدارة شؤونها .
ملخص الراي لدي ، أن هذا الذي نراه أمر طبيعي ، وهو جزء من دور عامة الناس ، وهو ظاهرة تميز الشعب الجنوبي الأبي الذي لا يرضى بالاستكانة والرضوخ والخنوع للاحتلال . مع الاعتراف ان تركة الاباء قد اصبغتهم برمزية نضالية لا ننكرها .

تحيتي وخالص مودتي لك ابو عامر ، ،
اخي الكريم ،،
لاجل قياس الامر على ابناء المسئولين في الحراك او السلطة او المعارضة نجد ان الامر له علاقة كبيرة بشخصيات ابائهم وتكريما نوعا واطمئنان في جانب اخر وشراء وبيع الرصيد الرائع للاباء بشكله الثالث .
فمثلا في المعارضة نجد ان الحزب الاشتراكي اعطاء مناصب حزبية لابناء تكريما لابائهم اكثر منها جدارة وخاصة ان الاولاد في المكتب السياسي وليس اللجنة المركزية .
وفي الحراك الجنوبي ارتضته الجماهير نوعا ما للاطمئنان بان الثورة بيد اسر نبيلة لن تبيع بها او تشتري واحساس خفي بان النضال تجربة يتعلمها الابن من طفولته وكأنه خريج مدرسة النضال ولا تلتفت الجماهير الى اهلية وكفاءة الابن فرصيد والده يعطيه نصف الجدارة على الاقل .
وابناء اشترى نظام الاحتلال رصيد ابائهم المشرف ليصبغ وجود الابناء الشرعية والاحترام للنظام مثل اختيار ابناء سالمين وقحطان الشعبي وصالح مصلح وعلي عنتر .
وانا بالطبع افرق بين الحق الانساني بممارسة توجهات ومبادئ الانسان وبين استثمار شعبية وسمعة الاباء وليس لاحد الحق بمنع ايا كان من الممارسة لنشاطهم السياسي او الاجتماعي ولكن مايميز الامر هو الجدارة والكفاءة بالمقارنة مع الاخرين في نفس المجال والزمان والمكان .
في جنوبنا لم يحصل ان القوى المؤهلة والذكية والخبيرة تدفع هؤلاء وهي من تخطط وتنسق الامور ويتم الاستثمار لصالح المبدأ او الفكرة ولكن ساد الشعور بالاستنكاف والرفض لهذا الشأن وماذا استفدنا من رصيد الاباء الى ابناء تائهون؟
في حالتي شراء رصيد الاباء لدى النظام فيه خبث ودناءة اخلاقية وفي حالة احزاب المعارضة وتكريم الاباء من خلال الابناء فيه عبث واستهزاء بمن هم منخرطون في هذه الاحزاب اما في حالة الثوار فليس هنالك الا خلق صراعات خفية بين الكفاءة والوراثة واعطاء نتائج خاطئة لاعمال كان يمكن ان تكون اصح لو كان الامر عبر الجدارة .
ليس طبيعيا اخي ولكنه يعتبر خطاء جماهيري شعبي مبنيا على اعتقادات خاطئة اساسها رابطة الدم وليس المدرسة .
فنحن نقول مثلا ان حسن نصر الله ابن موسوي الصدر كمدرسة وليس كعائلة وكأن نقول حسن باعوم ابن مدرسة سالمين هنا الامر مختلف لانه وراثة بالجدارة والكفاءة اما رابطة الدم فامر توافقها قليل ونادر جدا .
عموما اخي انا اراها خطاء ثقافي جماهيري وخلاصة تاريخ اجتماعي من كل لابد لابد من نقده .
لك التحية اخي الكريم.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2009-12-30 الساعة 04:36 PM
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس