2009-12-30, 12:13 PM
|
#14
|
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2009-07-14
المشاركات: 969
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب العدل
ابو عامر اليافعي .. أهلا
اولا دعنا نقول أن النضال من أجل الحرية في اوضاع الاحتلال ، والنشاط السياسي في الدولة ذات السيادة ، كلا الأمرين حق مشروع للجميع ،لكل من يجد في نفسه القدرة والاستعداد لخوض هذا النضال أو العمل السياسي ، وتحمل تبعاته سلبا أو ايجابا ، كل ذلك يأتي ضمن مفهوم " وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون ) .
لكن كما هو ملاحظ في موضوعك وكأنك قد رأيت المسألة قد تحولت لدينا في الجنوب الى ظاهرة هي أقرب الى التركة الشرعية ، منها الى الحق المشاع للجميع .
نعود للسؤال المطروح ، هل هي فعلا تركة وإرث سياسي ونضالي تلقفه هؤلاء من أبائهم واجدادهم كحق شرعي ، لا يزاحمهم عليه مزاحم على الاقل في محيط معين ومستوى معين ؟ أم أن الأمر هو من قبيل ممارسة الحقوق العامة التي منحتها الدساتير لجميع المواطنين ؟
في الدول النامية بوجه خاص تبرز هذه الظاهرة بشكل واضح، وفي دولنا العربية أكثر وضوحا .
في وضعنا الحالي في الجنوب ، رغم ان ابناء وأحفاد المناضلين والزعماء يمتلكون الحق في خوضهم هذه ا لتجارب النضالية من منطلق الواجب الوطني والحق الانساني الذي يشترك فيه جميع الناس ، ولا يستطيع أحد انكار حقهم هذا أو مصادرته ، وهذه المنطلقات هي التي اكسبت أدوارهم المشروعية الحقيقية لهذا النضال .
ولكن : هذه المشروعية النضالية لا يمكن ان تمضي بمعزل عن ذلك الأرث التاريخي والسياسي الذي خلفه الأباء والجداد ، من أسم وسمعه ورصيد نضالي كبير يتفاخرون به ، ولذلك سيبقى هذا الإرث أو " التركة " هي الغطاء الذي يستظلون تحته ، وهو الدينمامو المحرك لهم ، وهو الرمزية النضالية التي يكتسبونها ، ويبدون بها أمام الجماهير ، هذه الرمزية تضيف لهم امكانيات أخرى اضافية ، تجعلهم مقبولين لدى الجماهير . وهذا أمر في غاية الأهمية ، فالثورات كثيرا ما تكون بحاجة الى الشخصيات ذات رمزية معينة تستطيع ان تؤثر في الناس وتوجههم وتستقطب مناصرين أكثر اليها ، وهم في غالب الأحيان يتبؤون مراكز في واجهة الثورة ، بينما أخرون أكثر منهم دهاء وخبرة يعملون من خلف الكواليس ، وهم من يدفعون بمثل هذه الشخصيات ( الورثة ) الى الواجهة كجزء من تفعيل أدوات التقوية للثورة او النضال .
وقد يكون البعض منهم ( ورثة المناضلين ) مطلوب وفاعلا في مرحلة معينة ، وما أن تنتقل الاوضاع الى مراحل أخرى حتى تأفل نجوميتهم وتتراجع أدوارهم لتغير الظروف ، بتغير طبيعة المرحلة وقد تحتاج المرحلة المتقدمة الى عناصر لها مواصفات أخرى متعلقة بالكفاءة الإدارية والسياسية ، والتخطيط ..الخ ، ومع ذلك لا يمنع ان يكون منهم من يتمتع بكل القدرات والمواهب لكل المراحل سواء في مرحلة النضال التحرري او مرحلة بناء الدولة وإدارة شؤونها .
ملخص الراي لدي ، أن هذا الذي نراه أمر طبيعي ، وهو جزء من دور عامة الناس ، وهو ظاهرة تميز الشعب الجنوبي الأبي الذي لا يرضى بالاستكانة والرضوخ والخنوع للاحتلال . مع الاعتراف ان تركة الاباء قد اصبغتهم برمزية نضالية لا ننكرها .
تحيتي وخالص مودتي لك ابو عامر ، ،
|
طرح جدا تحليلي وعلمي ،، وباختصار فقد ميز بين مشروعيتين :
الاولى : المشروعية القانونيةاو الدستورية ، وهذه ليس لها وجود في هذه الظاهرة .
الثانية : المشروعية الواقعية : وهي المستمدة من ما يتمتع به القادة من رصيد تاريخي ورثوه من ابائهم وما يتمتعون به من رمزية ثورية وسياسية داخل المجتمع يتمنحهم هذه الرمزية غرصة القيادة وتصدر الثورة .
|
|
|