عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-30, 07:08 AM   #17
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور بلعيد مشاهدة المشاركة

اذا ما نظرنا الى رغبة ابناء الجنوب لتبين لنا ان الجميع ينشد الحياه الحضاريه الخاليه من
القهر والاستبداد بمختلف اشكاله واصنافه , فكيف يتحقق لهم ذلك ؟

من المعروف ان الحياه الحضاريه هي نتاج لنشاط العقل المتحرر من القيود المختلفه
المفروضه عليه في اي واقع وفي اي زمن

بالنسبه للواقع الجنوبي هناك الكثير من القيود الظاهره والخفيه فالظاهره تتمثل
بالنفوذ الاجنبي والعربي القادم عبر وسائل متعدده من اجل السيطره ولعل اخطرها
ذلك الاستعمار المعرفي ( الغربي الشرقي ) الذي اخترق الصفوف دون سابق انذار

القيد الثاني هو قيد الحاكم ذلك العقل السياسي الاستبدادي وخطابه المغلق المكرر
السقيم الذي يخدم السلطه القمعيه ويحرسها ويوجه عقلية الناس بما يخدم اهدافها
وفق تكتيك سياسي يتبدل كالحرباء طبقاً والظروف ونوع المصالح المخطط لها

القيد الخفي الظاهر فيكمن في العقليه المجتمعيه العنيده والقاهره التي تشكلت
زمنياً واصبحة مشوهه بفعل العادات والتقاليد الباليه المُكبّله للعقل وحريته والمانعه
لأي ابداع أو انطلاق والتي اصبحة تسعى وراء تثبيت السلطه الخاصه ( بالنخب )
ومصالحها وتعد تلك من اكبر معوقات نهوض الوعي الحراكي السلمي في المجتع
الجنوبي المتوتر اصلاً والفاقد الثقه بمكوناته الاخرى ........

وبين ثقافة الحاكم المستبد وثقافة النخب المتعصبه يخضع البسطاء الذين يعتبرون
الضحيه وهم يتميزون بالوعي الانفعالي ولذلك يكونون متغيرين بمواقفهم
ومتذبذبين بين هذا وذاك فيصبحون هم الخاسرين ويخسر الوطن معهم لأنهم
الاغلبيه الساحقه

القيود الثلاثه المذكوره حتماً تؤدي الى الضياع ويختلف تأثير تلك القيود من زمن
الى آخر وقد تلعب كلها أو واحداً منها الدور كله أو الدور الغالب ويتجلى ذلك من
خلال دور الحاكم اليوم الذي يقود مسيرة الانحطاط والضياع التي يعيشها
الشعبين الشمالي والجنوبي دون الاكتراث بالنتائج الاليمه التي تنتظرهما
فقد قام الحاكم وقبيلته بأذكاء الحس القبلي على حساب الحس الوطني العام
واصبح يتصرف بخيرات البلد كما يشاء ولا يعير المتطلبات الحياتيه والشخصيه
والصحيه والتعليميه اي اهتمام حقيقي وابقى نسب الجهل والاميه على ارفع
مستوياتها وزاد من نسبة الفقر المدقع والامراض ومنع الحريات العامه وكمم
افواه المثقفين والمفكرين وزج بالمعارضين في غياهب السجون ويريد ان
يسوق المواطنين جياعٌ حفاةٌ عراه من اجل التصفيق له والتهليل ببركاته
والتسبيح بحمده ( والعياذ بالله ) وكل ذلك يحصل في ظل انحدار واضح
لمنظومة القيم الاخلاقيه والادبيه وفي ظل فساد يعم البلاد ومع ذلك كله
نرى هاجس التجديد والتوريث يتجدد عند حاكمنا الذي استطاع بدهاء
السيطره على مشاعر الشماليين الابرياء واستطاع ابعادهم عن همومهم
اليوميه باختلاق قصة المس بالثوابت الوحدويه والوطنيه ، وتمكن منهم عبر
منظومة الضغوط الايديولوجيه الاماميه الذي جعلت الشعب الشمالي ينوء
تحتها ساكناً مؤمناً راضياً خانعاً بل وقابلاً للانتهاك وصامتاً على امراض وآلام
عميقه وعتيقه لا يريد ان يستجيب لأوجاعها المريره

ما يهمنا هنا هو كيف يمكن لأبناء الجنوب من التحرر من تلك القيود وارسال
نظره الى آفاق المستقبل البعيدتنطلق من واقع المعاناه وتبدأ بمعالجة الجروح
والاثار التي خلفتها تلك القيود ، نظره تعيد بناء الذات ثم تتجاوزها وتذهب الى
الذات العامه بفضائها الواسع الذي يقبل الجميع ويتسع لهم ويتعامل معهم ويعمل
معهم من اجل القضاء على عوامل التمزيق وايجاد وسيله للخروج من هذه
الازمه

فالهموم كثيره ازاء شعبنا الجنوبي الذي ابتلاه الله بطاغيه قبليه انتهكت ارضه
ونهبت خيراته واذلته ، ولكن ما يزيد هم الجنوبيين هم الجنوبيون انفسهم من
زعماء حراك ومشايخ وكثيرين من مثقفيه ونخبه المتعلمه ناهيك عن السواد
الاعظم من البسطاء المنفعلين وجهلهم الذي يذكرنا القول المأثور : يفعل
الجاهل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوّه

فأذا استمرينا على هذا الحال سيزيد الوضع تفاقماً بمرور الايام ، وستكون
مسؤولة خسارتنا على عاتقنا نحن الطرف الخاسر في الرهان بصرف
النظر عن الاسباب

فلا بد هنا من فتح مدارك العقل العملي ومحاولة تقليص دور العقل العاطفي
عند البسطاء من اجل التمكن من بناء الانسان السوي القادر على على
التمييز بين الحق والباطل وبتغير تلك القاعده المجتمعيه العريضه نكون قد
بنينا الاساس الفكري لتوجهنا ولن يتم ذلك إلاّ بوجوب وقفه حازمه امام
الذات ومراجعتها وتغيرها مع ادراك حركة العصر ومراقبة كل مستجداته
عن طريق وضع الدراسات العلميه المنهجيه التي تدفع العقل الجنوبي نحو

آفاق النور الواسعه الذي يستطيع من خلالها بناء حلمه
اخي منصور بلعيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
موضوعك القيم هذا يفتح لنا نافذة استشرافية لما سيكون الحال ليس اليوم وغدا القريب بل الابعد وعن اي وطن نبحث وماسيكون عليه الحال وسط كل هذه المعوقات الخارجية ومن نظام الاحتلال وماهو متوطن فينا من آفات وقيود واخطار لا تزال متربصة بالوطن ومنا وفينا .
مسالة التأثير والتأثر العالمي مسألة بديهية لا مفر منها ولا قدرة لاحد ان يتجنبها خاصة مع ثورة المعرفة والمعلومات وغزو الثقافة الاجنبية لكل بيت .
قيد النظام والاحتلال فنحن واضحون فيه وهدفنا معلن والطريق نعرفها وسوأ طال الزمن او قصر فنحن الى الهدف قادمون وفيه راحلون .
لكن الامر المهم بل الاهم مانحن وماسنكون وكيف حل المعضلات الماثلة ناهيك عن الاخرى التي هي قادمة بفعل خارجي او داخلي .
ماذا نريده من كل منا وماهو شكل الوطن المأمول وكيف نتخطى عقبات كأداء ونحن على يقين بانها مشاكل مرحلة منذ زمنا طويل .
اي نظام سنكون فيه واي قيم سنظل نحملها واي قيم فقدناها وكيفية اعادتها واي قيم لابد ان نتخلص منها فالقيم منها ماهو ايجابي ومنها ماهو سلبي .
ماهو مرتكز الوطن القادم ؟ هل هو لفرد المجرد من اي انتماء قبلي او سياسي ام الفرد المؤطر قبليا وسياسيا وماهو الاتجاه السياسي الذي ينبغي ان نختاره وكيف الاختيار ؟ ام اننا سنهمش الفرد لاجل الاغلبية ونؤسس وطنا للدهماء والغوغاء والغاية تبرر الوسيلة؟
وكيف سنتخلص من الاناء القبلي من يافعي الى عولقي الى ضالعي الى فضلي الى حضرمي .... الخ ؟ وهل نستطيع ان ننشد وطنا كنور الفجر وكنسيم الاصيل وكزهرة وردية بكف طفلة بريئة وكرشة عطر بصدر عروس فرحة وكشريط قرمزي على عنق تلميذة نجيبة ؟
ام اننا نتمسك بعادات اضاعتنا واضاعت وطن وسنقاتل لاجل وطن مصغر العن من وطنا كبير؟
كيف نسمو ونعلى وننظر في افقٍ فسيح ووطن كالجنة وشمس شتاء لا تغيب .

ياترى اي وطنا نريد وننشده؟

لك التحية اخي بلعيد .
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس