[الكفاح المسلح]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو غريب الصبيحي

المشترك . . . و مفهوم الطرواديين عند الناشط خالد الشعوي

بقلم / أبو غريب الصبيحي
كلنا قرأنا على متن صحيفة الأيام كلمة الناشط خالد الشعوي المقتبسة و التي ألقاها في مهرجان لودر الأخير ، و الذي حذر من خلالها من التحديات القادمة و التي تقودها سلطة الإحتلال و تابعها ( أحزاب اللقاء المشترك ) ضد الحراك الجنوبي ، و واصفاً إياها بحصان ( طرواده ) و إنها تريد _ أحزاب اللقاء المشترك _ من خلال إستغلال الحراك لتحقيق مآرب خاصة لها و منها قمة السلطة أو تقاسم الكعكة على أقل تقدير . . .
و لقد راقني كثيراً هذا الوصف من قبل هذا المناضل و الناشط المحنك . . . دعونا نتكلم بإيجاز و نستخلص العلاقة و الشبه بين أحزاب اللقاء المشترك و المفهوم الطروادي أو حصان طرواده . . .
هناك أسطورة إغريقية تدعى بــ ( الإلياذه ) ، و فيها تتحدث أن الآخيون فرضوا حصاراً لإستعادة هيلين ملكة إسبارطة زوجة شقيق أغامنون قائد حملة الحصار و إقتحام طروادة .
و بعد سنوات من فرض الحصار و الفشل في إقتحام طروادة و تحرير الملكة هيلين ، أنسحب الجيش من أشراف طرواده و ترك هدية عبارة عن حصان خشبي كبير .
فرح و هلل الكثير من أبناء طرواده على فك الحصار ، و أخذوا الهدية الضخمة التي تركها الآخيون لإعتبارات إلاهية ، بعد دسائس أحد الجواسيس المدسوسين في طرواده للقبول بها ، ليتم نقل الحصان إلى المدينة ، و عندما حل الظلام خرج الجنود من تجويف الحصان الخشبي ، و كانوا سبب سقوط طرواده في ايدي المقاتلين الآخيين ، بعد سنوات من الحصار الفاشل . . .
حتى في أجهزة الكمبيوتر يوجد حصان طرواده و هو أحد الفيروسات المسماة بـ trojan horse أي حصان طرواده يظل متخفياً في الجهاز و يدمر كل خطوط الدفاع و الحماية في الكمبيوتر ، ليسهل سرقة المعلومات من الكمبيوتر بعدها .
و لهذا أصبح مفهوم حصان طروادة يستخدم دائماً على ما يبدو ظاهره نافع مفيد و باطنه ضرر أكيد .
كسرت القاعدة كما كسرها قبلي الناشط خالد الشعوي و ذلك بإستخلاص العبر من التاريخ و العودة للأساطير ، فقد تحدثنا سابقاً و أسهبنا الحديث حول طروادة الجنوب ( فتاح و الشرجبي ) ، فعدنا مجدداً و معنا أساطير أوروبا المليئة بالحروب و الحصارات و الخيانة .
فمن هنا تبدو العلاقة ما بين المشترك و مفهوم حصان طروادة ، فها هو المشترك بأحزابه و قيادته تدخل علينا على شاكلة حصان طرواده الهدية الإلهية الجميلة ( المزيفة ) ، و نرى من ألسنتهم من هم وطني على نحو غير مسبوق لحل الأزمات ، و التنظيرات الرهيبة الإلهية على ألسنة قيادتهم ، لكي يقنعوا جماهير و شعب الجنوب بقبول إدخال هذا الحصان اليماني إلى قلب الحراك ، و هي الكارثة الحقيقية إذا لم ننتبه لما يجري ، و نعرف من هم أجزاء هذه اللعبة السياسية التي تدار بمكر و تحايل ، لإلحاق الضرر بمسيرة الحراك ، و تحويل مسيرة الحراك الشعبي الجنوبي إلى ما تشتهيه مصالحهم السياسية .
فالمشترك اليوم أصبح واضحاً إنه الوجه الآخر للإحتلال ، و نأسف كثيراً أن يكون الحزب الإشتراكي و قيادته الجنوبيين جزءاً من هذا المشروع ، كحزب حكم الجنوب تاريخياً ، و كان السبب الرئيسي في تقرير مصير الشعب الجنوبي إلى الوحدة و طرفاً فيها ، و أصبح اليوم مطالب أخلاقياً أمام الشعب الذي حكمه و قرر مصيره عام 90 بالوقوف معه بكل وضوح و جرأة .
إن أحزاب المشترك فعلاً أصبحت حصان طروادة المدسوس بيننا في الحراك و في الجنوب ، و فعلاً أصبحت فيروسات تريد إضعاف خطوط الدفاع الأمامية ، أي مناعة الحراك الجنوبي أمام قمع الإحتلال و منظماته الإرهابية المختلفة ، إن الحراك الجنوبي و الذي يستمد عقيدته من عدالة ما يناضل لأجله ، لقد عصي على السلطة أن تدمره في البداية بالقمع و التنكيل و الإعتقال و المطاردة ، لتنسحب و تأتي لنا بالحصان الطروادي لمحاولة تنفيذ ما عجزت أن تفعله مع حراك الشعب الجنوبي العظيم لتقرير المصير و الإستقلال .
وإن إستمرار الحراك في لودر دليل على أنها اليقضة من هذه الفيروسات الخبيثه و دسائسها و إنهم يقضين كيقضة الناشط البطل الشعوي .

اللقاء المشترك شريك في نهب وتدمير واحتلال الجنوب