الحراك والقاعده والحوثين.............؟موضوع منقول من منتديات لحظه العرب ومطروح للطلاع
الجزءالثاني
كان الجنوبيون يتندرون بسوء أعمال ضباط الشمال ويتحسرون على ضباط الجنوب الذين لا حول لهم ولا قوة في النظام، فاستمال الحراك الجنوبي أول ما استمال هؤلاء الضباط والبعض يقول انهم هم الذين أطلقوا الشرارة الأولى لهذا الحراك.. تعاونهم شخصيات متمردة في محافظات ابين وحضرموت ولحج.
طارق الفضلي المفاجأة
كان طارق الفضلي من عائلة هي من أشهر سلاطين الجنوب خلال الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن، وكان صديقاً شخصياً للرئيس صالح، وقد حارب معه بشراسة الحكم الماركسي في الجنوب سابقاً وهو من ألد أعداء الرؤساء السابقين سالم ربيع علي (رحمه الله) وعلي ناصر محمد، وعلي سالم البيض، وقد قاتل مع الشمال ضد الحكم الماركسي في الجنوب حتى اصبح واحداً من اهم اسس الوحدة، وقربه الرئيس صالح كثيراً حتى انه كلفه عام 1996 بالذهاب الى اسامة بن لادن ليسأله ان كان له دور في تفجير المدمرة الاميركية كول في ميناء عدن.. وقد نفى اسامة هذا الامر سابقاً ثم تبناه لاحقاً.
اختفى طارق الفضلي لفترة ثم عاد خصماً عنيداً لصالح متحدثاً عن دوره في الحراك الجنوبي داعياً الى اعادة دولة الجنوب اليمني، مما سبب مفاجأة مؤلمة للنظام.. خاصة وقد ثبت ان صلاته قديمة مع ابن لادن وان هذا الاخير يريد للجنوب الانفصال ليتسنى له ايجاد قاعدة له على ارضه وموطنه الاصلي.
الى هذه المفارقة الغريبة هناك مفارقة اغرب وهي ان يوم 13 يناير/ ك2 2009 وهو يوم ذكرى المجازر التي اندلعت وارتكبت في عدن عام 1986 بين جناحي الحزب الاشتراكي الحاكم يومها (علي ناصر محمد – وعلي سالم البيض) التقى انصار الاثنين في تظاهرات صاخبة عبرت عن وحدة الاعداء سابقاً، وعن عداء الاثنين لوحدة اليمن حالياً.. وكان ابرز قادة التظاهرات من ضباط الجيش الجنوبي السابق بالولاء المختلف لكل منهم بين ناصر والبيض.
لقد اعتمد علي صالح سياسة تفتيت خصومه في الشمال والجنوب، ولم يعتمد سياسة ايجاد قاعدة شعببة للنظام او للدولة نفسها، وهجر دور القبيلة المساندة وحوّل اهم حلفاء النظام وهي قبيلة حاشد بقيادة الاحمر الى اشد خصومه، وبات الشيخ حميد الاحمر ابن الراحل الشيخ عبدالله الاحمر من اهم اركان المعارضة الشمالية..
ولم يستطع المؤتمر الشعبي الحاكم ان يتجاوز دور موظف الدولة الاكبر والمطيع دون أي تأثير جماهيري يذكر فبات صوته صدى لأجهزة الامن وأصحاب النفوذ في الدولة.
نعم،
نجح علي صالح في جمع خصوم الامس كلهم ضده.. فباتت جبهة معارضة شاملة الاخوة الاعداء علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وطارق الفضلي والحوثيين، وحتى ابرز الاسلاميين عبد المجيد الزنداني الذي كان شريكاً وحليفاً وفياً له ضد الآخرين يدعوه الآن للحوار.. فضلاً عن جماعة القاعدة الذين كان يستقوي بها احياناً ضد خصومه باتت الآن تريد رأس نظامه.
وقد تعددت الشعارات ولم يجد النظام شعاراً واحداً يجمع غير التهديد بالقتال من بيت الى بيت اذا تجزأ اليمن، فلما تلقى دفعة مساعدات مهمة من دول الخليج العربي.. عاد الى نفي ما قاله.. وألغى كل شعار.
فالقاعديون يقاتلون تحت شعار مواجهة التحالف الصليـبي – اليهودي من السياح الى الابرياء الى كل من يكون قتله رسالة الى النظام.
والحوثيون يقاتلون ضد ادوات اميركا واسرائيل وهناك قبائل تقاتل لحسابات قبلية كما كانت حروب داحس والغبراء.. وهناك من يقاتل ضد المحتلين الشماليين لتحقيق الاستقلال الثاني، وهناك من يقاتل من أجل استمرار بيع السلاح واقتطاع المناطق وشراء المقاتلين وقبض الاموال باسمهم.
في الجنوب قتال لفرض الانفصال.
في الشمال قتال لمنع الانفصال.
والذين يريدون الحرب في الشمال والجنوب من النظام يدافعون عن امتيازاتهم في اجزاء الوطن ولا يدافعون لا عن الوطن.. ولا عن النظام.
انها مأساة النظام.. بل مأساة اليمن.. وقادته مشغولون بكل ما يثبت امكاناتهم المادية ويزيدها والسلطوية وعنفها، يتشاطر وقد طال تشاطره حتى بات يهدده.. ليس وحده.. بل الوطن ايضا
التعديل الأخير تم بواسطة ali algahafee ; 2009-12-28 الساعة 07:07 AM
|