الوضع القائم في أرض الجنوب والممارسات الشيطانية الشريرة تجاهه ، تجاوزت السريالية ومسرح اللا معقول في ذروة العبث, وفقدان المعنى, والاستقالة من الانسانية , والتاريخ فما يدور في هذا الواقع المنكوب, والملغوم بذهنية الإرهاب الرسمي الأعمى، والكذب, والجهل والفقر, والفساد, والتخلف, والبطالة والهوان ، وإدارة التاريخ إلى كهوف الظلام والجاهلية الأولى .
يعكس هذا العقل القابع في رأس رئيس نظام صنعاء انه نعل تلبسه عصابة الرئاسة اليمنية والمهووسون بالحرب والقتل والدمار ، يحرقون الحياة, ويحولون أجساد الأطفال والنساء إلى أشلاء ويسيلون الدماء بعدمية مفرطة .
المحفد ، تلطخت هضابها بدماء ابنائها الابرياء الزكية النقية ، بفعل الجنون والحقد السنحاني البغيض .
استرخص هذا النظام المجرم دماء اهل المعجلة وأهل الجنوب في كل مكان في مسلسل الموت والقتل الذي بدأ عقب وحدة الكذب والمكر والخداع ، حتى يومنا هذا .
نخشى أن تتحول هذه الدماء الغالية الى ماءٍ في سوق النخاسة ، وان تكون عرضة للبيع والشراء تحت مقولات ويافطات مزيفة وخادعة مثل تحكيم العقل ، ولجان التحقيق ، والاعتذارات ، والتعويضات ، وما الى ذلك من وسائل الخداع والتضليل .
اليوم ، الجنوبيين عامة والعوالق بصفة خاصة ، محل اختبار حقيقي ، أمام دماء الأطفال والنساء والشيوخ الذين سقطوا ضحايا الارهاب السنحاني المجرم ، وهي ايضا بالونة اختبار للجنوب كله ، والفشل في هذا الاختبار ، يعني منح المجرمين جواز مرور لاستباحة أهل الجنوب في كل مكان ، وسيكون القادم افضع عندئذ ، بسوقنا الى جلجلة الموت الرتيب .
نقول .. لا تصالح .. كما سطرها كليب بدمه في لحظات حشرجة الموت الغادر ، وعبر عنها الشاعر المصري أمل دنقل في قصيدته .. " لا تصالح "
لا تصالحْ !
ولو منحوك الذهب ..
أترى حين أفقأ عينيك،
ثمأثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينةالأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنكإن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس - فوق دمائي - ثيابًامطرَّزَةً بالقصب ؟
إنها الحربُ !
قد تثقل القلبَ ..
لكنخلفك عار العرب
لا تصالحْ ..
ولا تتوخَّ الهرب !
لا تصالح على الدم .. حتى بدم !
لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!
أعيناهعينا أخيك ؟!
وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟
سيقولون :
جئناك كي تحقن الدم ..
جئناك . كن - يا أمير - الحكم