ضحايا .. وضحايا !!
إذا كان المشهد الدموي في المعجلة وامعوان سينتهي إلى إستنكار وصراخ وغضب وقهر وكمد ، وربما الوقوف لدقيقة أو ساعة أو يوم حداداً وهذه كلها ليست مضادات للطائرات المغيرة من صنعاء إلى عمق جنوبنا الحبيب التي تستهدف الأطفال والنساء والبيوت والمواشي ، إذا كانت ردة الفعل الذي تتوقعه سلطة نظام صنعاء هو هذا فقط ، فالأمر سهل وغير باهظ التكلفة، بل هو قابل للتكرار.
إن أول خطأ نقع فيه هو تصديق قوائم الشهداء التي تحصي لنا عدد القتلى منا، في كل مرة تقتل قواتهم في عدن وحضرموت والضالع وابين ولحج وشبوة .. على اختلاف الأسماء والذرائع، فالخمسون او الستون شهيداً في أبين يتبعهم المئات والآلاف من الجنوبييون الذين يموتون غيضا وسخطا من هذه الجرائم البشعة .
إن المذبحة الحقيقية بل المحرقة الكبرى هي انهماك قادتنا في سجال عقيم وبارد في خلافات وادعاءات واهية ..
وهذا القتل يفرض علينا استبدال حواسيبهم الغبية بحاسوب تاريخي ووجودي، الدم لا الماء هو ما يحدد منسوب الحرارة فيه، والجنوبيون الذين يلقون حتف أنوفهم تحت تأثير الضغط العالي وتفجر الشرايين قد يصل تعدادهم إلى عدة آلاف لكنهم خيول ملجومة وينزف الدم من ألسنتها وحناجرها، هكذا يجلس فاقدو الحول والقوة أمام الشاشات يتنهدون أو يضربون كفاً بكف أو يكظمون الغيظ ويجترون الحسرة ، الى أن يكتب الله أمرا كان مفعولا .
|