[أبو عامر اليافعي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منصور بلعيد

من المعروف ان العربي اصبح يتخبط في الموالاه بين الشرق والغرب
ولكن الدرجه التي بلغها اليمني وبالذات الجنوبي قد تجاوزة كل الارقام

منذُ قيام الثوره الجنوبيه ضد الاستعمار ومروراً بالاستقلال الى ان تم
تشكيل الحزب الاشتراكي والبوصله تمشي بانحدار شديد نحو الاتحاد
السوفيتي حتى اصبح عدد المستشارين الروس يوازي عدد الكوادر
الجنوبيه على كافة المستويات ، وعند ذهاب الروس عندما اكتشفوا ان
القبيله المتخلفه متأصله اكثر من الافكار الديمقراطيه أتضحت عورات
الرفاق وأكتشفوا انهم بغير مرجعيه ثقافيه وطنيه وانهم غير قادرين على
ادارة شئون البلاد رغم قلّة عدد السكان
بدأوا بالتململ يميناً وشمال نظروا الى المجتمعات العربيه ولم يكن لهم
فيها معين ــ لأن الرفاق قطعوا العلاقات مع العرب ــ نظروا الى العالم
الخارجي المعتدل وغير الاشتراكي ووجدوا نفس الصعوبه ، ولم يبقى
معهم الى الهروب الى الوحده بشكل غير مخطط وبطريقه مفاجئه وغير
مدروسه ووقعنا فيما وقعنا فيه

مرّة الايام وحقد الرفاق على من أخذ زمام الامور من اتباع دولة القبيله
كان يتقد وللأسف بدلاً من ان يفكر الرفاق بالتوبه الى الله والاعتذار الى
الناس وبدل من ان يساهموا برفع سقف مطالب الشعب الجنوبي
وساعدوه على تجاوز حواجز الجهل والتخلّف ويساعدون ابناءه على
تشكيل منظمات وهيئات خيريه للدفع بالشباب نحو الجامعات وغرس
مشاعر الايمان والاخاء والاصاله بينهم من اجل تشكيل جيل جديد قادر
على أخذ حقه بقوة سلاح العلم والمعرفه والايمان إلاّ ان ما حصل من قبل
الرفاق للأسف هو دفع الجميع نحو التأزيم وتصعيد الصراع في مرحله
غير متكافئه ــ وللأسف كان البعض من الرفاق يدفع بقصد مقابل شيئ
معلوم من قبل السلطه المتنفذه ، وكان كل اهداف الرفاق هو اسقاط
حكومة الرئيس على عبدالله ولا يهمهم امر ابناء الجنوب حتى لو ينتهوا
عن بكرة ابيهم وتلك هي الحقيقه المُرّه

ومع ذلك حتى ابناء الجنوب الشرفاء الذي قصدهم خدمة الجنوب اندفعوا
وراء أولئك الشياطين بدون درايه وانما بتعاطف مع الشارع الجنوبي الذي
يعاني الويلات من قبل حكومة الوحدة وقد تضاعفة تلك المآسي بفعل
الاندفاع وراء أولئك الشياطين في الداخل والخارج وللأسف اصبح الجميع
ينتظر الحلول من الخارج ــ العربي ،الاوروبي ، الامريكي ــ وكأن على
الخارج رساله امام الجنوب ويجب ان يؤديها

هل سيستيقظ ابناء الجنوب من هذا السبات العميق ؟
هل سيقبلون الاعتراف بأخطاء الماضي ويكون ذلك الاعتراف بداية التغيير؟
هل يستطيع الجنوبيين من الوقوف امام انفسهم ويقومون بمراجة الذات ؟
هل عند الجنوبي استعداد لتحمل المهام مثل الرجال من دون الاتكال عل احد؟
هل عند الجنوبي استعداد بأن يخرج من عالم الخيال والاماني
والتنظير الى عالم الحقيقه والعمل الواقعي ؟
هل عند كل جنوبي استعداد بأن يعرف قدر نفسه ويبعد عن التجاوز والغرور
وحب الذات ؟
هل عند الجنوبي استعداد بقبول ألآخر والاقتناع بالتنوّع ؟
هل عند الجنوبي استعداد ببناء وتجديد القاعده القيميه والاخلاقيه التي من
خلالها يستطيع ان يترفّع بوعيه عن الصغائر ويتجنب تشويه ألآخر وتخوينه ؟
هل يستطيع الجنوبي ان يفكر بالعقل وليس العاطفه ؟
هل وهل وهل وهل . . . . . . . . الخ

فمتى متى استطاع الجنوبي بناء الانسان الجنوبي العاقل المؤمن
ومتى ما استطاع الجنوبي ان يحترم نفسه ويجعل لنفسه قيمه سوف
يحترمه الآخرين ويجعلون له قيمه

فلا داعِ للتخبّط واتهام الآخرين من عرب واجانب ولا داعي للتهوّر والاندفاع
وراء قوى اقليميه جديده لا تجلب للجنوب غير مزيداً من الويل والدمار
هناك زوايا يستطيع العقل ان يشتغل من خلالها ويقرّب البعيد ، فحاولوا
يا ابناء الجنوب الاحباء ان تدوروا الافكار نحو زواياها السليمه فسوف تجدون

الحل قريب منكم جداً ولا يمتلكه احد غيركم

تحية اليك اخي منصور بلعيد .
اتيت بمقال يلامس الجراح الجنوبية وينكأها ليس ليزيدها عمقا ووجعا ولكن لتطهير تلك الجراح من القيح المتكلس في ثنايا تلك الجروح والذي تغطى بغشاء رفيع لم يستطع ان يخفي النتن الموجود فيما خلفه .
خطابك هنا موجه لكل جنوبي ليكون الصدق والثقة والمحبة اساسيات البناء المنتظر وان لا يعتمد على بناء هش كشفت عوراته الرياح والامطار والشموس الحارقة .
المطلوب من كل جنوبي ان يحترم ذاته وينتقد نفسه ويراجع مبدأ حياته وما آالت اليه نفسه فالعجين والعصدة الموجودة دليل تخبط وتوهان مخيف لانه لايرى الدرب الصحيح مع علمه بوجوده .

كلما جلست مع البعض من قادة الحراك خرجت بانطباع لايسر النفس وكلما سالت احدا عن انطباعه عن قادة الحراك رايت نفس الشعور .
لايوجد ارتياح واطمئنان عن المستقبل تحت قيادة هؤلاء القادة فالكثير منهم يستهجنون باراء الاخرون ولا يحترمون الثقافة ولا يهمهم الاعلام ودوره ودائما قولهم نحن في الميدان وانتم مجرد مثقفين واصحاب كلام وليس كمثلنا في المعمعة ووو الخ .
بدأوا بتكوين مكونات سياسية اشبه ماتكون بعمليات السطو ثم مالبثت ان تحولت الى كيانات مقدسة مع اننا نعلم كيف قامت وانشأت ويعلم الكثير مقدار السخرية التي كانت في شكل قيامها .
واليوم اصبحت تلك المكونات شيء لا يعلى عليه واصبح الدفاع عنها هو الدفاع عن القضية .. خلط بين وبين من دون لا فهم ولا روية ، معتمدون على ولاءات بعض الافراد اليهم ورغبتهم في اظهار انفسهم ليس لاجل المراحل الصعبة القادمة ولكن لاجل تقسيم المناصب والبحث عن مكانة في دولة الجنوب والتي لم توجد بعد ويعلم الله وحده متى تكون .
لاتوجد افكار استتراتيجية في عقلية قادة الحراك والدليل نضالهم لاجل كل منهم ان يكون وزيرا او نائب وزير على الاقل في حكومة الجنوب ونسوا ان القادم مرحلة من اشد المراحل صعوبة وقسوة وايلاما وان مايبحثون عنه قد لاياتي في زمنهم هذا .
في هذا الوضع الفوضوي ليس لي من قول الا ان ادعو اخواني ابناء الجنوب الا يقفوا منقسمين فيما بينهم والا يدافعوا عن تلك المكونات دفاع المستبسل الاسدُ.
دعوا تلك المكونات تفرخ وتتناسل او تعقم وتموت فالجنوب هو من امامنا ومن خلفنا وعن يميننا وعن شمالنا .
ولك التحية.