(4)
إن من أهم الأسباب الرئيسية للاستيلاء على الجنوب وبالذات عاصمته مدينة عدن هو عدم وجود قوات جنوبية نظامية بيد القيادة الجنوبية و وزير الدفاع كافية للمناورة بها للدفاع عن عدن وعدم وجود خطوط دفاعية للمدينة التي تتعرض للهجوم وفق المفهوم العسكري لخطوط الدفاع كما لم يتم إعداد المدينة لحرب المدن وخوض حرب الشوارع وكذا لحرب العصابات وكان الاستيلاء عليها سهل جداً ويعود ذلك لعدم وجود الوقت والإمكانية للقيادة الجنوبية لوجود قواتها و ألويتها الرئيسية في مناطق متفرقة في اليمن الشمالي وقد تم القضاء عليها وتدمير فعاليتها القتالية في بداية الحرب وما تبقى من وحدات هي عبارة عن وحدات هيكلية خارج الجاهزية القتالية والفنية كما أنه من أسباب الانسحاب والدخول السهل للقوات الشمالية إلى عدن هو انتهاء الذخائر والأسلحة والعتاد العسكري وعدم تعويضها وضعف تموين القوات الجنوبية المدافعة عن الجنوب عامة وعن عدن خاصة .[/font]
العوامل الذي ساعدت نظام اليمن بقيادة مجرم الحرب الرئيس علي عبدالله صالح في احتلال الجنوب:
هناك عدد كبير جداً من العوامل الذاتية والموضوعية كانت مساعدة للنظام في الجمهورية العربية اليمنية بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح في احتلال الجنوب وارتكاب جرام حرب ضد الإنسانية وذلك لوجود نية وإرادة سياسية ورغبة قوية لديهم عملوا لها منذ سبعينات القرن الماضي بغرض الانتقام ومحو العار وإعادة الاعتبار وهذه الرغبة كانت تتحكم وتتركز في كل أعمالهم وحتى عواطفهم ودافع رئيسي لهم لإحراز نجاحات عندما سنحت لهم الفرصة لذلك ويمكن أن أوجز ذلك بالعوامل التالية
العامل الأول:
كان لديهم قرار داخلي بضرورة الانتقام ومحو العار والأخذ بالثأر وإعادة الاعتبار في المكان والزمان المناسب. وسخروا له كل ما لديهم مع إرادة وتصميم للقيام بذلك. واستغلوا الدين وسخروه للحرب بفتواهم وتهيئتهم المعنوية للمقاتلين حيث دار الدعاة المعسكرات الشمالية لتعبئة الجنود على قتال الجنوبيين وكذا استغلالهم لشعار ]لوحدة والشرعية.
العامل الثاني:
وضع خطة للحرب من قبل 22 مايو 1990م وتلاحظ من خلال تنفيذها أثناء الحرب فقد وضعوا تمركز وحداتهم في الجنوب في مواقع مهمة على مداخل عدن قطعت مداخلها في الحرب وشكلت النسق الأول لهم في الحرب وكذا وضع الوحدات الجنوبية خارج صنعاء وبعيدة عنها وبعيدة عن بعضها حيث لا تشكل خطر على صنعاء وحيث يتسنى لهم الانفراد بها وحدة بعد أخرى لتدميرها دون أن تستطيع القيادة الجنوبية تقديم الدعم أو أن تستطيع الوحدات دعم بعضها بعض وكذا تطويقها بعدد كبير من القوات الشمالية وهذا ما حدث على الواقع في الحرب.
العامل الثالث:
مداد قواتهم الموجودة في الجنوب وتكبيرها بشكل سري وتدريجي حيث وصل لواء العمالقة مثلاً المتمركز في أبين وهو أربع كتائب إلى 14 كتيبة معززة في الحرب وهكذا بقية وحداتهم الأخرى في الجنوب. كانت لديهم النية لشن الحرب وعملوا على بناء وحداتهم خلسة على هذا الأساس دون الالتزام بما تم الاتفاق عليه.
العامل الرابع:
بعض الوحدات والقادة الجنوبيين الذين وقفوا و وقفت معهم و وقوف بعض الدول ومنها العراق واشتراك قادة ومقاتلين غير يمنيين
العامل الخامس
وقوف الآلاف من الأفغان العرب والجهاد الإسلامي والمليشيات الإسلامية والتي كانت تدفع بهم في الخطوط الأمامية والأنساق الأولى للقتال إلى جانبهم وكانوا لا يهابوا الموت ويقاتلون بعقيدة وأنهم سوف يذهبون للجنة لأنهم يقاتلون الجنوبيين الملحدين الكفرة والمشركين حسب فتوى الديلمي
العامل السادس
الاستفادة من تفوقهم السكاني حيث كان مصدر أساسي لهم لتجنيد المقاتلين وآلاف القبائل للقتال وكذا في المساعدة في قوافل التموين لوحداتهم وقد استخدم النظام بشكل مكثف أبناء اليمن الأسفل في الحرب ضارباً عصفورين بحجر واحد الأول ضرب الجنوب والجنوبيين حليف اليمن الأسفل التاريخي والثانية التخلص منهم هم الآخرين في هذه الحرب. ن قتلوا أو أصيبوا لا يهم النظام أمرهم وكذا أباحت لهم كل شيء في الجنوب للسرقة والنهب ما عدا الدبابات وحتى الميزان كما هوا مبين بالصورة لم يسلم من النهب والسرقة وفق خطاب الحرب لعلي عبدالله صالح في ميدان السبعين 27 أبريل 1994م كما أعاد هذه العبه هذه المرة في حربه ضد الحوثيين في صعدة فاستخدم الجنوبيين هذه المرة لمقاتلة الحوثيين بغرض جعلهم جميعاً وقود للحرب والتخلص منهم مره واحدة ليسما والجنوبيين قد نهضوا لتحرير وطنهم الجنوبي المحتل.
العامل السابع
عدم دعم الجنوب لوحداته العسكرية في الشمال بضربات الطيران والصواريخ وضرب تحشد اتهم ساعدهم على الانفراد بها وحده بعد الأخرى حتى وصلوا إلى الجنوب أعطى لهم تفوق معنوي وأثر ذلك معنوياً على قوات الجنوب.
العامل الثامن]
تأخر الجنوب في إعلان الدولة المستقلة إلا بعد 21 يوماً من الحرب وبعد أن وصلت القوات الشمالية إلى عمق الجنوب ولو كان تم الإعلان بشكل مبكر لرفعة حالة الجنوبيين المعنوية وتوحد وللقتال ضد الغزاة المعتدين من أجل وطن ودولة وهوية و لاعترفت العديد من دول العالم فالتأخر بالإعلان كان عامل مساعد لهم.
العامل التاسع
دور الأخضر الإبراهيمي السلبي فرغم قرارات مجلس الأمن الدولي إلا أنه يتحمل الذنب الكبير في حرب احتلال الجنوب كونه لم يسرع للتحرك لوقفها ولكن كان تحركه بطيء بل وبطيء جداً مما اكسب القوات الشمالية للوقت لحسم الموقف على الأرض بحكم تفوقها العددي وهذا ما حدث وأعتقد أن دور سلبي قد لعبه الإبراهيمي لصالح الشمال مخالفاً لمهمته المكلف بها من قبل الأمم المتحدة.
|