عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-03-29, 04:06 PM   #3
Mukalla
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2008-03-02
المشاركات: 282
افتراضي

(3)
وهكذا وبكل هدوء بدأو في تنفيذ مخططهم الانتقامي وبلباس الشرعيّة و الوحدة هذه المرة وبدلاً أن يستغلوا المرحلة الانتقالية لبناء دولة الوحدة وتسخير كل الإمكانيات والجهود لبنائها اتجهوا جنوباً وعادوا إلى الوراء إلى الأعوام 1972- 1979م لتصفية الحساب مع الجنوب دون أن يحس الجنوبيين في البداية بذلك ومن بين ما أقدموا عليه للوصول إلى هدفهم في الانتقام هو تحويل ألمرحله الانتقالية - إلى مرحلة انتقامية من الجنوب والجنوبيين - وندلل ذلك فيما يلي:
اولاً:

لم يسمحوا في تموضع و تمركز الوحدات من القوات الجنوبية في العاصمة صنعاء حسب الاتفاقات قبل إعلان 22 مايو1990م و إنما حولوها إلى مواقع متفرقة داخل عمق أراضي الشمال و بعيدة عن صنعاء و لا تشكل خطراً على العاصمة و حولوا صنعاء من جانبهم و المدن الرئيسية الأخرى إلى ثكنة عسكرية لوحداتهم العسكرية الفعالة كما وضعوا وحداتهم العسكرية في الجنوب و في عدن في مواقع محاصرة لمدينة عدن عاصمة الجنوب ومنها مدخلها الشرقي و الغربي وقطعوا بها الدخول إلى عدن و نجدتها من المناطق الجنوبية و هذا ما حدث في حرب احتلال الجنوب 1994م.
حيث تم وضع الوحدات العسكرية التي أرسلت من الشمال للجنوب أثناء المرحلة ((الانتقامية )) الانتقالية لما يسمى بالوحدة في مواقع استراتيجية هامة طوقت بها مدينة عدن عاصمة الجنوب لأهداف عدوانية ومحسوبة مسبقاً بغرض السيطرة عليها وقطع الإمدادات إليها عندما يحين الوقت لذلك وهذا ما تكشف في حربهم ضد الجنوب عام 1994 وقد وضعت الوحدات العسكرية في الجنوب حسب الآتي:
- وضع اللواء الثاني مدرع في منطقة العند وعلى مدخل عدن الغربي بهدف قطع الطريق عن محافظة لحج إلى عدن.
- وضع لواء العمالقة الذي وصل تعداده في الحرب إلى 14 كتيبة معززة في مدينة أبين وقد قطع المدخل الشرقي إلى مدينة عدن وعزل المحافظات الجنوبية الأخرى عن عدن وهي : المهرة , حضرموت , شبوة , وأبين وقد نفذت هذه الوحدات المهمة في فصل وعزل مدينة عدن عاصمة الجنوب عن المحافظات الجنوبية الأخرى في حرب الاحتلال عام 1994 وشكلت الخط الأول للقوات الرئيسية التي هاجمت عدن والجنوب من الشمال في الوقت الذي تم فيه تغيير مواقع تمركز وتموضع القوات الجنوبية التي أرسلت من الجنوب إلى الشمال حسب الاتفاق وقد كان متفق على تمركزها حسب الآتي: اللواء الثالث مدرع في معسكر الفرقة الأولى مدرع شمال غرب صنعاء، اللواء الخامس مظلات في معسكر الصباحة غرب صنعاء، اللواء الأول مدفعية في الحفاء جنوب شرق صنعاء،اللواء باصهيب ميكانيكي في معسكر الحرس الجمهوري جنوب غرب صنعاء و اللواء14 مشاة في معسكر جبل الصمع شمال صنعاء وهذا ما تم الاتفاق علية بين الطرفين ونفاجأ بعد انتقال القوات الجنوبية إلى الشمال بتغيير مواقع تمركزها من مواقع في صنعاء وحول صنعاء إلى مواقع جديدة حسب الأتي:
اللواء الثالث مدرع في عمران،لواء باصهيب في ذمار ،لواء14في جبل الصمع،اللواء الأول مدفعية في يريم واللواء الخامس مظلات في خولان وفي عمق المناطق الشمالية وبعيدة عن العاصمة صنعاء وموزعة في مواقع متباعدة ومطوقة بقوات شمالية نظامية وقبلية مضاعفة لها مما سهل تدميرها في حرب الاحتلال صيف 94م وهذا يدل على النية لدى قيادة نظام اليمن الشمالي في التحضير المسبق لشن الحرب الانتقامية ضد الجنوب[/font]
ثانياً:

البدء في التصفيات الجسدية لقيادات و كوادر الجنوب بدءاً بمقتل الشهيد المهندس الحريبي و كذلك 155 قائد و كادر جنوبي و محاولة القتل العمد لعدد من القادة و الكوادر الجنوبية و التي كانت العاصمة صنعاء مسرحها الأساسي و من بينهم عضو مجلس الرئاسة سالم صالح محمد ورئيس مجلس النواب الدكتور ياسين سعيد نعمان و رئيس مجلس الوزراء المهندس حيدر أبوبكر العطاس بما فيها القتل الجماعي العمد الذي تعرضت له أنا مع جميع أفراد أسرتي في الفيلة التي كنت أسكنها في العاصمة صنعاء حي الأصبحي 15 فبراير 1992م الساعة الثامنة و عشر دقائق و آخرين كثر
ثالثاً:

عدم السماح للجنوبيين في تنفيذ ما يريدون عمله في بناء الدولة و عدم تنفيذ تعليماتهم كونهم يعملون من داخل أجهزة الجمهورية العربية اليمنية و هذه الأجهزة لا تأتمر إلا بأمر القيادة الشمالية و ما وجود الجنوبيين في المناصب الأساسية المتفق عليها و حتى إن كانوا يشكلون النصف إلا أنهم كانوا عبارة عن ديكور لا حول لهم و لا قوة.
رابعاً:

تذويب أجهزة دولة الجنوب نتيجة عدم صرف مخصصاتها لسيطرة القيادة الشمالية على المال و على أجهزة الجمهورية اليمنية و التي هي بالأساس أجهزة الجمهورية العربية اليمنية دولة اليمن الشمالي التي تم الحفاظ عليها و العمل من خلالها.
خامساً:

إخراج المؤسسات العسكرية الجنوبية جميعها الأمنية و الدفاعية عن الجاهزية القتالية أولاً بسحب كل احتياطياتها من قطع الغيار و العتاد و الأسلحة العسكرية و الملابس و الأغذية التي كانت لديها في مستودعاتها في عدن عند إعلان المرحلة الانتقالية لما يسمى بالوحدة 22 مايو 1990م إلى مدينة صنعاء باعتبارها العاصمة و لا بد أن يكون كل شيء هناك. ثانياً بعدم صرف مستحقاتها المالية حيناً و التباطؤ و التلكؤ في صرفها أحياناً أخرى لغرض شراء قطع الغيار و التدريب و التجنيد و حتى رواتب الأفراد كان أحياناً كثيرة لا يتم صرفها لا أكثر من 2 – 4 أشهر الأمر الذي أدى بالكثير إلى الهروب من الخدمة العسكرية ناهيك عن عدم تعويض الوحدات الجنوبية عن من انتهت خدمتهم بأفراد جدد و في الوقت نفسه خروج السفن والزوارق و الطائرات و الدبابات والمدفعية و العربات البرية و الجوية و البحرية عن الجاهزية القتالية والفنية في الوقت الذي يعززون قواتهم و يجهزونها لأعمال القتال المنتظر في الجنوب .
سادساً :

نشر جميع الشوائب المرضية التي كان قد تخلص منها الجنوب و لم تزل في الشمال على الجنوب و من بينها الثأر و الإخلال بالقانون و الرشوة و تحويل المجتمع إلى العمل بالأعراف و نظام المشايخ و فتح معسكرات للأفغان العرب و الجهاد الإسلامي للتدريب العسكري كما كان الحال في المراقشة محافظة أبين.
سابعاً:
الإقدام على تصفية الوحدات العسكرية الجنوبية ابتدأ من اللواء الخامس في حرف سفيان التابع للرئيس علي ناصر محمد بقيادة بطل الجنوب وابنه البار الفقيد العقيد/عبدالله شليل الذي سلم وخرج إلى الجنوب بأعجوبة بعد معارك ضارية وكذا تدمير سرية الدبابات الجنوبية في أبين من قبل قوات العمالقة في نفس اليوم الذي تم فيه التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان بإشراف الملك الراحل الملك حسين رحمة الله علية وبحضور كل أطرف الأزمة جنوبيين وشماليين وكذلك الجامعة العربية.
وبشكل مفاجأ ومن ميدان السبعين في 27إبريل 1994م أعلن الرئيس علي عبدالله صالح حرب احتلال الجنوب الشاملة والظالمة ومما قاله في خطاب إعلان الحرب على الجنوب هذاأنني من هنا أدعو أبناء شعبنا اليمني البواسل ومن كل محافظات الجمهورية أن يكونوا بالمرصاد لكل القوى المعادية للوحدة.. وللعناصر الانفصاليةوان كل من يسعى إلى تخريب الوحدة اليمنية وشق الصف الوطني سيدفع الثمن غالياً وان كل مواطن في شعبنا سيتحول إلى قاضي ورئيس محكمة ومدع عام باسم الشعب اليمني لمحاكمة كل من يسيئ لهذا الوطن وهذه الأمة.. كما أن قواتنا المسلحة والأمن سيكونون درع الوطن ودرع أل 22من مايو.. وهم حماة الوحدة والديمقراطية.. ودعا جماهير شعب اليمني إلى تشكيل لجان في كل المحافظات والمديريات والأحياء للدفاع عن الوحدة والديمقراطية والتصدي لعناصر التخريب أينما وجدت
وبعد ساعتين فقط من خطاب إعلان الحرب هذا للرئيس علي عبدالله صالح بدأت حرب احتلال الجنوب بحيث شنت القوات اليمنية الشمالية ضربة تدميريه للواء الثالث مدرع جنوبي المتمركز في عمران في عمق الأراضي الشمالية وبوجود اللجنة العسكرية المكونة من جنوبيين وشماليين وأردنيين وعمانيين والملحقين العسكريين الأمريكي والفرنسي في ذلك الوقت في المعسكر ونجوا بأعجوبة مع إصابة العقيد/علي ناجي عضو اللجنة العسكرية من الطرف الجنوبي مستخدمين لتدميره عدد من الألوية وفي مقدمتها اللواء الأول مدرع المتمركز في المعسكر إلى جانب اللواء الثالث والآلاف من القبائل والأمن المركزي والحرس الجمهوري وتم الانفراد باللواء الجنوبي الضيف والوحيد في تلك المنطقة لتدميره ولم يحصل الدعم من الجنوب للبعد الجغرافي وعدم تصديق الجنوبيين بأن الحرب قد بدأت فترك يواجه مصيره لنفسه إلى أن تم تدميره.
كما زحفت عدد من الألوية منها لواء المجد القادم من باجل في الحديدة و الألوية من الحرس الجمهوري و الأمن المركزي و الألآف من القبائل التي طوقت و دمرت لواء باصهيب ميكانيك المتمركز في مدينة ذمار في الشمال في 4 مايو 1994م و كذلك تدمير اللواء الأول مدفعية جنوبي المتمركز في مدينة يريم بعد أن سرقوا إبر المدافع و كذا تصفية وحدات الشرطة وحراسات المسئولين الجنوبيين في العاصمة صنعاء و اندلعت المعارك على طول و عرض الجنوب اشتركت فيها القوات البرية و الجوية و البحرية و الصواريخ و الأفغان العرب و المليشيات الحزبية و الألآف من القبائل و دارت معارك طاحنه و حربية دامت 67 يوماً تمكنوا في 7/7/1994م من احتلال الجنوب و عاصمته مدينة عدن و خروج القيادات الجنوبية إلى الخارج بعد أن أحدثوا تدمير بالمدن و القرى و الاقتصاد الوطني و ألحقوا خسائر بشرية و مادية كبيرة ألحقت بالجنوب نظراً لهذا العدوان و الغزو الانتقامي الهمجي الغاشم رغم قرارات مجلس الأمن الدولي 924و931 والموقف الأمريكي بأن تكون عدن خط أحمر والموقف الخليجي والعربي والعالمي وبيان أبها لدول مجلس التعاون الخليجي بعدم فرض الوحدة بالقوة فارضين على الجنوب و الجنوبيين وحدة قسرية إلحاقية بالقوة و الحرب و الاحتلال بعد أن أنهت حربهم الظالمة هذه الوحدة السلمية و أنهت بذورها في قلوب الجنوبيين و حولتها إلى احتلال مشين لم تعرف له البشرية مثيل .[/font]
مع العلم أنه كان بالإمكان الصمود لأشهر أخرى لولا حرص القيادة الجنوبية على حياة سكان عدن الذين قطعت عنهم المياه و الكهرباء و التموين من قبل نظام صنعاء المعتدي و الضرب العشوائي للمنازل من مختلف أنواع الأسلحة الأمر الذي كان سوف يعرضهم للإبادة الجماعية فاتخذ القرار بالانسحاب حفاظاً على عدن و سكانها كما أنه لو كان هناك اعتراف من دول إعلان دمشق في اجتماعها بمدينة دمشق بتاريخ 6/07/1994م لما تم الانسحاب و لو كانت جمهورية اليمن الديمقراطية المحتلة أراضيها الآن كانت واقع قائم على الأرض لأن الاعتراف كان سوف يؤدي إلى إعادة التنظيم للقوات و الإمكانيات و إلى التشبث بالأرض و طالما و هناك شيء اسمه الوطن و الهوية و السيادة موجود سيندفع الجميع للدفاع عنه.
Mukalla غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس