(2)
هذه الحربين الذي تجرع فيها النظام اليمني الشمالي وجيشه ورئيسة حينها علي عبدالله صالح عار الهزيمة في الأعوام 1972 و1979م ولدت لديهم الغبن والرغبة الحقيقية والأكيدة لدى الجيش اليمني والنظام بقيادة علي عبدالله صالح للانتقام من الجنوب في أي زمان ومكان وبأي طريقة و وسيلة لمحو العار والثأر وإعادة الاعتبار من وجهت نظرهم وهي السبب الحقيقي والسر الواقعي من هرولة الرئيس علي عبدالله صالح باتجاه الوحدة وما إلقائه خطاب إعلان الحرب على الجنوب في 27 ابرل1994م في حفل جماهيري في ميدان السبعين بصنعاء وشن حرب احتلال الجنوب صيف 1994م وتدمير الجنوب واحتلاله الأخير دليل على ذلك .
لقد اعتبر الرئيس علي عبدالله صالح و نظامه أن الجنوب والنظام فيه والجيش الجنوبي قد ألحق بهم في أعوام 1972و1979م عاراً ولهم ثأر يجب محوه وأقسموا على أنفسهم في ضرورة محو العار ماحيوا أو ماداموا على قيد الحياة وقد كتبوا اللافتات في مكاتبهم وفوق رأس كل قائد منهم وبالذات القادة العسكريين هذا الشعارمحو العار واجب مقدس وفرض عين
كما لاحظنا أعلاه بأن الرئيس علي عبدالله صالح قد أقسم أن لا يهدأ له بال حتى يمحوا العار ويثأر من الجنوب وجيشه ونظامه وإعادة الاعتبار لنظامه وجيشه ولنفسه أولاً وأخيرا وهذا هو السر من السير لما يسمى بالوحدة وشن الحرب على الجنوب ولتحقيق ذلك فقد عملوا على مختلف الاتجاهات للوصول السهل لهدف الانتقام وكلما كانوا يحاولون الدخول في حرب مع الجنوب ودولته وجيشه قبل 22مايو1990م وكلنا تابعنا التوتر الذي شهدته حدود البلدين في شبوة وحريب ومأرب على وادي جنه تراجعوا إلى الخلف خوفاً من هزيمة جديدة وعار جديد لاشك وأنه كان بانتظارهم على أطراف شبوة هذه المرة لو دخلوا بمغامرة الحرب حينها وهو بحكم المؤكد سوف يلقنهم إياه الجيش ونظام الجنوب وشعب الجنوب و قواته المسلحة والذي كانت تتمتع بتفوق قتالي ومعنوي كبير وروح قتالية رفيعة المستوى لا تتمتع بها القوات الشمالية ولا القادة السياسيين والعسكريين حينها وليس لهم القدرة في مواجهة الجنوب في خوض حرب حديثة في ذلك الوقت.
لعدم قدرتهم على المواجهة استخدموا الحيل والخداع والمؤامرات للوصول إلى هدفهم في الانتقام مستخدمين الأخوّة والوحدة جسر للوصول لهدفهم في الانتقام ومحو العار وإعادة الاعتبار بأساليب تأمريه خسيسة وخبيثة .
استغلوا اندفاع القيادة الجنوبية وفي مقدمتهم الرئيس علي سالم البيض للوحدة و جروا لها جرياً ليس بنية مخلصة لها بل بهدف إيصال الجنوب والجنوبيين إلى الفخ المنتظر والمنصوب لهم وكان كل ما يطرح من قبل الجانب الجنوبي يتم الموافقة عليه وتلبيته بهدف استدراجهم لفخ الوحدة بعدها سيتم تغيير كل شيء بالتدريج بحكم أنهم الأكثرية السكانية و أرض الدولة وقيادتها مدينة صنعاء عاصمة دولتهم وموقع أجهزتهم وهذا ما حصل على الواقع فيما بعد و هكذا وبدون استفتاء الشعبين على الوحدة وبقرار مركزي تم الإعلان عن الدخول في المرحلة الانتقالية لما يسمى بالوحدة في 22مايو1990م.
إن الإعلان عن الدخول في المرحلة الانتقالية للوحدة في 22مايو1990م لم يكون هو تحقيق الوحدة الاندماجية أصلاً حسب ما يروجوا له و إنما فقط الإعلان عن الدخول في المرحلة الانتقالية لما يسمى بالوحدة ومدتها سنتان ونصف بعدها يتم إجراء الانتخابات العامة يتم بعدها تحقيق الوحدة الاندماجية بين الدولتين والشعبين إذا سارت الأمور على ما يرام وهذا ما لم يحدث ولو كانوا يريدون الوحدة الحقيقية مع الجنوبيين لاستغلوا الظرف و الدخول في المرحلة الانتقالية وبنوا دولتها ونظامها هم والجنوبيين طوبه طوبه و لو كانت الآن من بين الدول ذات المكانة الرفيعة والقوية و لكان لا يوجد فيها أحد لا غالب و لا مغلوب سواء كان في الجنوب أو الشمال ولكن لم يكن هم القيادة الشمالية و في مقدمتهم الرئيس علي عبدالله صالح بناء دولة و لا وحدة وهمهم الوحيد و الأوحد هو الانتقام و محو العار و إعادة الاعتبار لهم بما أوقعه بهم الجنوب في سبعينيات القرن الماضي حيث أن الفرصة هذه المرة سانحة لأن كل شيء قد أصبح تحت يدهم و في متناولهم وتحت سيطرتهم ورحمتهم كون القيادة الجنوبية قد أتتهم وسلمت دولة وشعب ومصير أمة و أتوا إلى صنعاء عاصمة الشمال تاركين شعبهم وأجهزة دولتهم ورائهم وسلموهم الدولة الجنوبية والجنوب على طبق من ذهب دون استفتاء شعب الجنوب ودون إشراك لا عربي ولا دولي ودون ضمانات على ما تم الاتفاق عليه علماً أن قيادة النظام اليمني الشمالي لا عهد و لا ميثاق لها كما أثبتتها الوقائع و الأحداث واتجهوا كأفراد يعملون من داخل أجهزة الجمهورية العربية اليمنية بحكم أن العاصمة صنعاء عاصمة الدولة الجديدة و تحولت هذه الأجهزة بشكل أوتوماتيكي إلى أجهزة دولة الوحدة دون بناء أجهزة الدولة الجديدة المتفق عليها من أجهزة الدولتين وفرض على الجنوبيين الأمر الواقع و القبول به بعد أن وقعت الفريسة بمخالب المفترس.
|