مفارقة عجيبة... عندما كتب الأخ وحيد الطوالبة عن زحف عشرات الآلاف من أبناء الجنوب إلى عدن و أن عددهم قد يصل إلى ربع مليون للمشاركة في فعالية 30 نوفمبر في موضوع "البيض في طريقه الى عدن ...بعد الجنوبيون" تم تثبيت موضوعه و تم كيل المديح و الثناء له على المهنية و المصداقية رغم أن كلنا نعلم أن رقم الربع مليون مبالغ فيه جدا جدا.... جدا.... و بصراحة لا أدري من أين أتى الطوالبة بهذا الرقم و لكني لا أستبعد أن يكون المصدر أحد دونكشوتيات الحراك الجنوبي!!
و عندما صدم الطوالبة بفشل الفعالية التي كان يتوقع أن يحضرها ربع مليون! و وجه رسالة بهذا المعنى للسيد علي سالم البيض قامت الدنيا عليه و لم تقعد!!! و بغض النظر عن ما يريده الطوالبة من الرسالة إلا أن الصعاب التي ذكرها و التي تعترض الحراك السلمي و أسلوب قيادته و كذا البدائل المقترحة... هي حقائق يجب النظر إليها بموضوعية و مناقشتها بهدوء بعيدا عن التعصب الأعمى من أجل وضع الحلول المناسبة لها و تجاوزها مستقبلا.
رفض الإعتراف بفشل الفعالية.... هو أسلوب دفن الرأس في الرمل... الذي يتبعه الحراك منذ فترة طويلة مما يجعله عاجزا عن التغيير و التنوع.... فمجلس قيادة الثوة يرفض الإعتراف بوجود قيادة غيره على الساحة... و يرفض حتى أن يسمح بوجود إتحاد للشباب مستقل عنه... و رغم أن باعوم وجه رسالة للداخل و الخارج بإعتباره رئيس المجلس الوطني إلا أن مجلس قيادة الثورة يصر على أنه رئيسه.... و قادة الحراك, و أخرهم غالب يحي في مقابلة الجزيرة الأخيرة, يرفض الإعتراف بأن هناك إنقسامات في الحراك........ و الآن يتم رفض الإعتراف بفشل فعالية 30 نوفمبر.... حتى نكرر الفشل في مناسبة قادمة... و ننكرة مرة أخرى
إذا كنا لا نعترف بأي خطأ أو أي فشل رغم أن القاصي يراه قبل الداني.... فكيف نستطيع أن نصحح الأخطاء و نطور حراكنا ليواكب التغيرات في الداخل و الخارج... على أمل نيل الإستقلال يوما ما؟؟
و قديما قالوا.... الإعتراف بالخطأ فضيلة!!
__________________
درة الجنوب ...... الشهيد الطفل عبدالحكيم الحريري
|