عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-28, 10:08 PM   #10
عثمان الزهر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-09-02
المشاركات: 778
افتراضي

السعودية والحرب العقيمة على الحوثيين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعجبني مقال في جريدة السفير حيث يحاول الكاتب ابراز الضوء على بعض الأسباب التي أدت الى قيام الحرب ، وبعض الأسباب التي منعت وقوف الحرب ، اضافة الى نقاط أخرى تطرق لها هذا المقال .

سأنسخ لكم هنا جزءاً من المقال


السعودية والحربالعقيمة على الحوثيين


فؤادابراهيم


«أخرجت الأرض أثقالهافي الحرب الدائرة في شمال اليمن، فقد وضعت الطبيعة كل ثقلها مع المقاتلينالحوثيين»، وبحسب أدبيات المقاومات الدينية، «لقد سخّر الله الجبال، والصخور،والأشواك، وحتى الطيور والزواحف، لتحارب إلى جانب المقاومين». عبارة تسمعها فيصعدة، كما سمعتها في الضاحية الجنوبية وبنت جبيل في لبنان بعيد وقف الأعمالالعدائية في 14 أغسطس 2006، كما سمعناها في بيت حانون، وجباليا، ودير البلح في قطاعغزة في العدوان الاسرائيلي في ديسمبر 2008 ـ يناير 2009. للمتربّصين بالمقاومـاتعمــوماً الدوائر أن يعثروا على مشتركات بين صعدة والضاحية وخان يونس، لنـسج دسيسةالضــلوع الإيراني، لكن، وحدهم المقاومون من يتقنون لغة الفرز..
لا، ليست إيرانعلامة الفرز هذه المرة، مهما بلغت قدرة المرايا المهشّمة على تشويه الواقع فياليمن، وليس «حزب الله» ولا حتى حركة «حماس» من نقل نموذجه إلى صعدة. بكلمة مختصرة،إنها تجربة محلية الصنع بامتياز. وبطبيعة الحال، فإن الجماعة الحوثيّة، شأن كلمقاومات الدنيا، قرأت بعمق أدبيات وتجارب حركات الممانعة من أميركا اللاتينية الىالصين، مروراً بالمحيط الى الخليج، وتلمّست جدارة هضم دروس المقاومة في لبنانوفلسطين.
للتجربة الحوثية خصوصية، شأن خصائص أخرى تنفرد بها اليمن على مستوياتدينية واجتماعية وثقافية. فما يلفت في اليـمن حتى فترة قصــيرة ماضـية، أن التعـايشالمذهبي بين الشافعية والزيديــة يمثل، دون مبالغة، أرقى شكل للتعــايش في الشرقالأوسـط، يفصح عنه التزواج بين أتباع المذهــبين، والمناشط التجارية المشتركة،وغياب عناوين مذهبية للمساجد والجوامع. فماذا جرى إذاً في ما بعد؟
حين زرت صعدةالعام 1991، كان (حزب الحق)، التظهير السياسي الأولي للحوثيين، لم يتجاوز عددأعضائه مئة عضو يتوزّعون بين محافظتي صعدة وصنعاء. في ذلك الوقت أيضاً، لم تحسمالإجابات عن الأسئلة الكبرى في البناء العقدي الزيدي حول مبدأي الدعوة والخروج،بوصفهما ركني المدرسة الزيدية، ومصدري تمايزها التاريخي والشيعي، إلى جانب وظيفتهمافي توليد المشروعية الدينية والتاريخية لأي حركة زيدية معاصرة. استمعت، حينذاك،لآراء وصفت بأنها إصلاحية في الفكر الزيدي، في ما يرتبط بعقيدة الخروج، وقال أحدهمبأن الزمن كفيل بتبدّل مفهوم الخروج، فقد يأخذ معنى الخروج بالسيف في زمن ما، وقديرتدي معنى التصدّي للشأن العام بوسائل سلمية، أو حتى الاضطلاع بدور قيادة المجتمع. كان ثمة سؤال حائر يحوم حول: كيفية توفير مصدر مالي للجماعة، ومن يجسّد القيادة فيالمجتمع الزيدي، من أجل البدء بدورة إحياء التراث الزيدي، وإعادة بناء الصورةالتاريخية لليمن.
وحين اندلعت الحرب الأولى بين الحوثيين ونظام الرئيس علي عبدالله صالح في العام 2004، شعرت كأن الإسلام الزيدي قد حسم سؤالي المصدر الماليوالقيادة، وها هو خلال عقد ونصف العقد يشهد حركة إحيائية ناشطة، ليعيد تركيب هويتهلا على أساس الانغلاق على شريكه التاريخي والديني: الشوافع، لكن على قاعدة درء خطرالاضمحلال الذي واجهه منذ منتصف التسعينيات، واشتدّت ضراوته منذ العام 2004، وعلىوجه التحديد بعد تسلّل الوهابية الى المعقل التاريخي للزيدية، صعدة، التي كنتأصوّرها على أنها بمثابة قمّ اليمن، أو نجف العراق. دخلت الوهابية إلى صعدة عبررجال دين يمنيين انتقلوا الى الوهابية وتبنّوا مشروع (التبشير المذهبي)، وتم تشييدالمساجد والمدارس في ضواحي المديرية، بإشراف الشيخ مقبل الوادعي، السلفي اليمني،وبدأت لغة تكفير المحيط الزيدي ترتفع، حتى تسرّبت إلى داخل بيوت العوائل الزيديةالعريقة، وزاد على ذلك الغطاء الرسمي الذي حظيت به الحركة الوهابية في محافظة صعدة،الأمر الذي أثار هلعاً في الوسط الزيدي بأن ثمة مخططاً لمحو الهوية الزيدية،واستئصال بيولوجي للمجتمع الزيدي عموماً.
ومن المفارقات التي تنفرد الوهابية فيتوليدها، فقد استكملت الزيدية في اليمن شروط إعادة ولادتها الثورية تحت تأثير أخطارمحدقة، اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية، فأعادت حمل لواء إمامها من أهل البيتزيد بن علي بن الحسين، الذي مثّل امتداداً ثورياً لعاشوراء الحسين.
لقد أنجبالحلم السلفي نقيضه الأيديولوجي والسياسي، فالتبشير المذهبي في شكله الاستفزازي،فجّر انتفاضة زيدية لم يعد منذ العام 2004 يمكن إخـمادها، فالجـماعة الحوثية،بوصفها تمظّهراً للاحيائية الدينية والسياسية في بلاد الزيود باليمن التاريخي،تحــوّلت إلى حـركة إنـقاذ وطني لغـالبية أتباع المـذهب الزيدي. لـقد قدّمـت عائلةالحوثي، وهي من سلالة البيت النبوي، عشرات الشهداء في الحروب الخمس الماضية، فأربعةمن أخوة القائد العسكري للجماعة الحوثية حالياً السيد عبد الملك الحوثي قتلوا فيالحروب الثلاث الأولى، وأبناء أخوته وعمومته بين شـهيد ومعتقل.
في الحربالاولى، لم يكن لدى الجماعة الحوثية سوى 300 مقاتل، مع قلة العتاد ونقص في المؤن،أما اليوّم فبحسب مصدر حوثي، فهناك نحو عشرين ألف مقاتل، عدا العناصر المدنية. لاتشعر القيادة الحوثية اليوم بقلق بشأن عدد المقاتلين، ولا كمية السلاح، ولا حتىالتموين. يقابل الحوثيون نبأ الحصار البحري السعودي لمنع وصول السلاح اليهم بسخريةمع نكهة ازدراء، ويردّون على ذلك بالقول: لم تصلنا قطعة سلاح واحدة من البحر منذالحرب الاولى، أي 2004، وليس لنا تواجد هناك، فكل ما نحتاج إليه نحصل عليه فيالداخل وكذلك من المؤسسة العسكرية اليمنية، وتجّار السلاح التابعين للرئيس.



لمن أراد أن يقرأ بقية المقال فليتفضل على الرابط الأصلي للموضوع
http://www.assafir.com/Article.aspx?ArticleId=2594&EditionId=1399&Channel Id=32421


تحياتي

http://www.aljazeeratalk.net/forum/s...d.php?t=217502
عثمان الزهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس