لا زالت كلمات الدكتور / خالد القاسمي قبل اكثر من عام تتردد في اذني وهو يؤكد بان انضمام اليمن الى مجلس التعاون الخليجي امر مستحيل وقد تجاوز الخليجيون هذا الامر بل واغلق نهائيا .
اثناء توقيع معاهدة الحدود بين اليمن وعمان على ما اظن في عام 1991م اصر السلطان قابوس ان يوقعها من الطرف اليمني مسئول جنوبي برغم امتعاض علي عبدالله صالح والارياني من الاصرار العماني هذا .
ووقعها عن الجانب اليمني رئيس الوزراء انذاك حيدر ابوبكر العطاس .
بالتأكيد اصرار السلطنة على ذلك يعني فيما يعنيه انه يقرأ المستقبل ويدرك بان الجنوب سيعود دولة ولهذا ووفقا لسياسة عمان المعروفة بالتوازن والاعتدال فهم لايريدوا مشاكل اخرى واتفاقيات اخرى اذا ماطالب الجنوبيين بتعديلها او رفضها باعتبار انها عقدت في ظل احتلال وبقلم شمالي .
نظرة ثاقبة من السلطنة للامور وتعني استعداد نفسي لقبول ذلك اذا ماحدث .
طبعا علي عبدالله يومها والارياني اعترضا على اقحام الجنوب في الامر الداخلي اليمني ولكن السلطان اصر على ذلك بشكل غريب .
المهم في الامر ان عمان تتوجس خيفة من ان تتحول حدودها الغربية الى بؤرة نزاع اخر يشابه مايحدث في شمال اليمن .
البارحة كان للحوثيين هجمات مكثفة على القوات السعودية الى درجة انهم اسروا جنود سعوديين واستولوا على اسلحة ثقيلة والسلطنة تدرك ابعاد مثل هذه الاخطار .
اتفق مع الاخوان الذين علقوا على الخبر بان عمان لاول مرة كانت لهجتها حادة وبشكل علني وهي الدولة الحصيفة دائما في تصريحات مسئوليها ولايعني هذا بان السلطنة ابتعدت عن حصافتها ولكن الامر لم يعد السكوت عنه مقبولا .
التصريحات تعني بان الخليجيين اتفقوا على رفض ضم اليمن لمجلس التعاون وحتى القول في الاحتفاظ بعلاقة خاصة مع اليمن فهو قول مرن ليس فيه تبعة ولا التزام ولا يحدد ابعاد تلك العلاقة بل مرهونة بمواقف آنية تنبع وتتبع ماهو حاصل في اليمن اكان خيرا او شرا وفق مقاييس دول الخليج ومصالحها .
تصريحات الشخصية الثانية في السلطنة " بن علوي" تعب عن موقف جديد بالتاكيد محل اجماع خليجي .
ولكن لماذا التصريح من عمان وليس غيرها من دول الخليج؟ بالتاكيد المسوق لذلك القلق الشديد من دولة هي جارة لليمن وهو يعطيها الحق اكثر من غيرها وحتى وان كانت السعودية جارة اخرى لليمن ولكن الظرف لايسمح لذلك وهي واليمن في حرب مشتركة وفي خندق واحد .
التصريح هذا ضربة قاصمة لاماني وامال واحلام كانت تراود اليمنيين وحد فاصل لوعود النظام بزمن الرخاء القادم .
التصريح هذا دفعة معنوية كبيرة للجنوبيين كانوا في اشد الحاجة اليها وهاهو التلميح لمباركة الثورة الجنوبية قد اتى اخيرا .
لا ينقصنا الا شيء واحد وهو ترك كل الاختلافات جانبا والتوحد نحو الهدف والمصير الجنوبي ليس لعبة ولا مناورة مبنية على الاحتمالات .
الاستقلال قادم والايام العسيرة قادمة ولكن بعد كل العسر يسر ان شاء الله .