عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-11-18, 10:09 PM   #1
mimobasha11
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2008-05-04
المشاركات: 34
افتراضي (الأيام) تدين قامعيها....!!

(الأيام) تدين قامعيها .. ! !...علي الكثيري

لا تزال صحيفة الأيام مقموعة ممنوعة من
الصدور للشهر السادس على التوالي ، بعد حملة المصادرة والحرق والحظر والترهيب التي تعرضت لها واستهدفت ناشريها ومحرريها وكتابها ومراسليها ومكاتبها وموزعيها وبائعيها في المكتبات والأكشاك ، وهي هجمة مدانة ما فتئت مفاعليها الباطشة متواصلة على نحو يتقاطع ويتصادم مع نصوص الدستور والقانون ، ويكشف بوضوح زيف الادعاء بكفالة الحقوق والحريات المدنية ، وبالتوجهات الديمقراطية المعلنة .
ما لا يعرفه قامعو ( الأيام ) ، أنهم بافعاليهم هذه يدينون أنفسهم وسلطاتهم بشمولية رعناء أفل زمنها واندحر ، وباتت مستهجنة ومرفوضة ، في عصر يزدهي بفضاءات التعدد والانفتاح والحريات ، فهؤلاء بفعلهم القامع لـ ( الأيام ) – الصحيفة / المدرسة – ، إنما يكررون حماقات شموليين سبقوهم ، دانتهم الأرض والبشر والتاريخ ، وكان مآلهم إلى الزوال والخسران المبين .. نعم ، كانت ( الأيام ) والصحافة عموما ، الضحية الأولى لهجمة العقلية الاستبدادية الأحادية التي داهمت الجنوب غداة الاستقلال الوطني عام 1967م ، حيث تم فرض الإغلاق والمصادرة والحظر والملاحقة على هذه الصحيفة وغيرها من الصحف ، في سياق تكبيل الحريات ومصادرة الحقوق وتجريم التعدد والتنوع ، وغير ذلك من الإجراءات الشمولية التي فرضها النظام الحاكم على مدى ثلاثة وعشرين عاما ، أورث الجنوب خلالها دوامات العنف وسفك الدماء وركام الفشل والخراب والنكبات ، لكن ذلك النظام وسطوته وشمولييه ، كان مصيره الانهيار والاندحار والإدانة في سجلات التاريخ ، بينما استحقت ( الأيام ) البقاء والاقتدار على استئناف توهجات الرسالة والدور ، فكانت انطلاقتها الجديدة على يد ناشريها الأستاذين القديرين / هشام وتمام باشراحيل ، غداة إعلان الوحدة اليمنية وما اقترن بها من توهجات ديمقراطية ، لتتصدر الساحة الصحفية بحرفيتها العالية و تفردات مهنيتها ، وانتصارها للوطن وتطلعاته وقضايا أبنائه ، وعدم مهادنتها للباطل والعبث والتمييز والإفساد والإلغاء والاستئثار والاستبداد ، بما جعلها الصحيفة الأكثر انتشارا ، والأشد تأثيرا والأعظم صدقية ، وهو أيضا ما جعلها هدفا دائما للسادرين في تأييد الجهالة والنهب والإفساد ، وللطاغين الباغين المعتدين على الناس وحقوقهم وحرياتهم ، وللمؤججين لازمات الوطن وانهياراته وتمزقاته .
ان إخراس ( الأيام ) وقمعها ، هو التجلي الأوضح لاشتداد حالة التأزم والقابلية للتفجر التي تعصف بالبلاد والعباد ، على نحو ينذر بخطر الانهيار الشامل ، وذاك يحيلنا إلى وقائع البطش بها بعد استقلال الجنوب ، وما دل عليه ذلك من حضور لفاعلية تسلطية محقت الأرض والبشر والشجر والمدر .. ليت الباطشين بـــ ( الأيام ) يعون ويدركون ان غيابها وتغييبها ، هو عنوان حضور لانكسار الوطن وانزلاقه في مجاهل ماحقة مدمرة ..
ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
mimobasha11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس