بلا ريب إن عودة عميد المناضلين باعوم إلى أرض الوطن ستسهم إلى حدٍ كبير في إعادة التوازن المفقود في الساحة السياسية الجنوبية الذي اختل بعد غيابه ألقسري وظهور الرئيس البيض الذي سخر كل إمكانياته المادية ونفوذه وعلاقاته التاريخية لترجيح كفة مكون على حساب آخر دون مراعاة للمصلحة الوطنية ووحدة الصف .
الإخبار التي تسربت إلينا من مصادر مقربة من المناضل باعوم تؤكد رفضه القاطع لأكذوبة دمج مكونات الحراك تحت مسمى (مجلس قيادة الثورة) وعزمه إصدار بيان في غضون الأيام القلية يوضح فيه موقفه الجلي من تلك المستجدات على الساحة السياسية الجنوبية لاسيما ما ارتبط باسمه وتحديدا تعيينه رئيسا لمجلس قيادة الثورة لإضفاء المشروعية على المجلس بدون علمه وموافقته.
بكل تأكيد أن عودة عميد المناضلين إلى أرض الوطن ليست محل ترحاب كثيرين ظنوا أن حالة المناضل باعوم ميئوس منها ولكن الله خذلهم وسود وجوههم وخيب أمانيهم بل إن مواقف بعض قيادات المجلس الوطني المنشقة بنيت أساسا على حالة باعوم الصحية الميئوس منها آنذاك على اعتبار أن المجلس الوطني بدون باعوم سيصبح (واديا غير ذي زرع) ولم يكتفوا بذلك فحسب بل عمدوا إلى نشر الشائعات والأباطيل والافتراءات عن رضا باعوم وموافقته على تشكيل مجلس قيادة الثورة واستغل المنشقون حالة باعوم الصحية الحرجة لتضليل أنصار المجلس الوطني وخداعهم ولا اعلم ما إذا المنشقون طماح والبيشي وشلال والناخبي سيجرؤون على لقاء باعوم أم سيتوارون خجلا !!!!! أم أنهم سيقولون كما قال هارون لأخيه موسى ((إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ)) , ((إني خشيتٌُ أن تقول فرقت بين بني إسرائيل)).
الأهم من كل ذلك أن عودة باعوم ستشكل انتصارا لتيار الاستقلال وضربة قاضية لأصحاب المشاريع الانهزامية المتبرقعين ببرقع الاستقلال .
ماذا لو خالف باعوم التوقعات وقبل بمنصب رئيس مجلس قيادة الثورة وشرع بتغيرات جذرية في بنية المجلس وتطهيره من الاشتراكيين هل سيكون حينها مجلس قيادة الثورة الممثل الشرعي الوحيد والأوحد للثورة الجنوبية ؟