لم يكن السبب في معاناتنا هذه مشاركتنا في تأسيس المجلس الوطني ولكن دورنا في عدن وعملنا مع الجرحى تحديداً ... بينما تعامل معنا أخواننا وفقاً لتصنيفاتهم للجنوبيين ...
هل تصدقون أن أحد الزملاء أتصل بي وقال لي بالحرف : لو لم تكن في المجلس الوطني لكنا ساعدناك !!!
لم أسأل يوماً جريحاً عن إنتمائه وتعاملت مع الجميع بصفتهم جنوبيين أولاً وأخيراً ومشاركتي في تأسيس المجلس الوطني كانت لخدمة الجنوب وكانت علاقاتي مع الجميع وكنت أعمل ولا زلت من أجل وحدة الجميع ... لو لم تكن كذلك لما شاركت في تأسيسه ... لم اتمترس في خندق ولم اهاجم شخصاً ولا رأياً إيماناً مني بأن ما يجمعنا هو وطن نريد إستعادته وقضية تشكل لنا المحور الجامع لنا جميعاً ..
أخواني الأعزاء وأخواتي العزيزات ..
لجأت إليكم كثيراُ من اجل غيري ... للجرحى والمعتقلين وأسر الشهداء وساعدتم كل بما يقدر عليه وإن لجوئي إليكم هنا من أجل نفسي واسرتي كان من اصعب القرارات التي اتخذتها في حياتي ... لأنني لا اريد ان احبط أو أشارك في إحباط الناس ... لكن بعد أن لم يتجاوب المعنيون مع رسائلي إليهم بالشكل المثمر وهو إخراجنا إلى بر الأمان وبعد ان وصلنا إلى حد أننا لا نستطيع التواصل بالهاتف مع أحد بسبب الوضع الصعب الذي نعيشه وكان أمامنا طريقين إما العودة وتحمل مصيرنا ومهما يكن ... لو حدث هذا فإن جمال عبادي سيذهب إلى زنزانته مرفوع الرأس ولن يبيع ولن يركع ولم يخش هذا المصير منذ البداية ولن يخشاه الآن ... وسترتفع علامة إستفهام ضخمة مامنا جميعاً وستجد بعض الضمائر نفسها في حيرة أو عذاب ..
الطريق الآخر هو اللجوء إليكم أنتم لأنكم ما زلتم الشريحة الأكثر نقاء وأنتم تشكلون الضمير الجنوبي الذي لا يزال نابضاً بالحياة ...
هناك الكثير من التفاصيل أفضّل أن أتناساها ولا أذكرها وأوجد لها من ذات نفسي سبعين عذرا واستخدم معها كل ما بقاموسي من حُسن النوايا ..
أشكر كل من تواصل معي ومن كتب لي ومن اتصل بي ومن أقتسم معي ومع أسرتي لقمة أطفاله وثقوا جميعاً بأن عملكم هذا سيبقى في ذاكرتي إلى الأبد وطوال عمري ..
مع خالص تحياتي
__________________
بلادي ..بلادي .. بلادي الجنوب .... جمهورية وعاصمتها عدن
|