[ابو غيث]

التلاعن المزعوم بين القاعدة والحوثيين

في تصريحات متزامنة وقد تكون مرتبة بدقة تقاذف تنظيم القاعدة الاتهامات والشتائم أمس مع حركة الحوثيين، إثر تسرب الأنباء عن تعاون حوثي قاعدي لهز الأمن الإقليمي. ووجه قيادي من القاعدة يدعى محمد الراشد في تسجيل صوتي على الإنترنت أمس انتقادات شديدة إلى إيران والشيعة، في خطوة يراد منها إضفاء طابع مذهبي على حركة الحوثيين والمتسللين إلى الحدود السعودية، وهو هدف من أهداف حرب الحوثيين باليمن من أجل توسيع ونشر روح الطائفية في المنطقة العربية وهو الأمر الذي سوقته الصحافة الإيرانية. وداء الطائفية دفع نواباً شيعة في برلمان البحرين لعدم التصويت على بيان تضامن مع المملكة وهو أمر استثنائي وغريب!
ومن جهته اعتبر عبد الملك الحوثي في تسجيل صوتي بثه موقعه على الإنترنت تنظيم القاعدة أداة في يد الاستخبارات الأمريكية، ونفى علاقة حركته التخريبية بالمنظمة الإرهابية.
وربط القاعدة بالمخابرات الأمريكية جزء من حملة (الموت لأمريكا)، وهي الأيديولوجيا الفارغة التي يتلطى بها الحوثيون وأسيادهم، ولافتة ترفع أمام الكاميرات وتقال بالميكرفونات فقط، من أجل التعبير عن قضية إنسانية وسياسية كبرى لمن لا قضية لديه أو لتغطية صفقات سرية.
ومن الواضح أن التصريحات التي صدرت في وقت واحد يراد منها تحقيق عدة أهداف؛ أولها إضفاء روح طائفية على الصراع في اليمن وعلى حدود السعودية، وثانيا تأكيد براءة الحركة الحوثية من أعمال الإرهاب من أجل تسويق أهدافها رغم أنها تذبح في المدنيين اليمنيين يوميا، وثالثا توزيع الأدوار بين الحليفين في قضية نشر العنف السياسي وهز الاستقرار الإقليمي بحيث تكون الأعمال الإرهابية لأحدهما سرية بينما حرب الآخر علنية رغم أن الأهداف واحدة لكلا التنظيمين.

الكاتب فعل مضارع