السعودية تواصل قصف مواقع الحوثيين ل “إسكات مصادر النار” آخر تحديث:السبت ,07/11/2009
صنعاء صادق ناشر،الخليج الامراتية
1/1
أكدت السعودية أمس، أنها شنت غارات جوية على اليمن “لإسكات مصادر النار” التي أطلقها مقاتلو حركة الحوثي، فيما اعتبرت صنعاء أن “الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد”، مشددة على التمسك بموقفها بأن لا قصفاً سعودياً على القرى اليمنية، في حين هاجمت المعارضة واتهمتها بمناصرة الحوثيين علناً، بينما أكد الحوثيون أن تحركا برياً للقوات السعودية بدا واضحا.
وقالت الحكومة السعودية في بيان إنها اتخذت إجراءات للتصدي للمتسللين من بينها “تنفيذ ضربات جوية مركزة في جبل دخان والأهداف داخل الأراضي السعودية”. وأضافت أن السلطات قامت “بإسكات مصادر إطلاق النار وإحكام السيطرة على مواقع أخرى”.
وأشار مصدر مسؤول في بيان الحكومة إلى أن “دخول المسلحين إلى الأراضي السعودية والاعتداء على دوريات حرس الحدود انتهاك سيادي يعطي المملكة كامل الحق باتخاذ كافة الإجراءات لإنهاء هذا التواجد غير المشروع”. وأكد أن “العمليات ستستمر إلى حين تطهير كافة المواقع من أي عناصر معادية مع اتخاذ التدابير اللازمة للحد من تكرار ذلك مستقبلا”.
واستأنفت طائرات السلاح الجوي السعودي قصف مواقع الحوثيين عن الحدود، وقال البيان إن الطائرات هاجمت مناطق في الملاحيظ وعدة قرى عند الحدود. وان الغارات بدأت الساعة العاشرة صباحا (0700 بتوقيت غرينتش).
من جهتها، تمسكت صنعاء بروايتها للأحداث، وقالت مصادر مطلعة إن صنعاء ترى في الأحداث الأخيرة محاولة من الحوثيين لجر السعودية إلى مربع الأزمة، كما تؤكد أن خطوة الحوثيين تأتي بعدما بدأ الجيش بتضييق الخناق عليهم.
في المقابل، أكد الحوثيون في بيان لهم أن الطيران السعودي واصل قصف القرى القريبة من حدود البلدين، خاصة في مديرية الملاحيظ، مشيرين إلى عشرات القتلى والجرحى المدنيين.
وأكد البيان أن الجيش السعودي بدأ تحركه البري باتجاه الأراضي اليمنية، بعد قصف جوي وصاروخي مكثف في تهامة والحصامة. وجدد تأكيده أن لا تواجد للحوثيين في السعودية.
وحمل الحوثيون السلطات السعودية آثار ما سينتج عما سموه “انتهاك السيادة والأرض اليمنية من دون أي مبرر”، وأكدوا “جهوزيتهم الكاملة لمواجهة العدوان”، حسب البيان.
وكان مصدر عسكري مسؤول قد أكد أقوات الجيش “واصلت اكتساح أوكار الإرهاب في صعدة وسفيان والملاحيظ وتمشيط المناطق التي كانت تتمترس فيها العناصر الإرهابية والتخريبية”. وأكد أن “المعركة الحقيقية ضد العناصر الإرهابية المثيرة للفتنة في صعدة لم تبدأ بعد وأن أبطال قواتنا المسلحة والأمن لم يبدأوا حتى الآن مواجهتهم الحقيقية والشاملة ضد تلك العناصر وأن الفترة المقبلة حبلى بالمفاجآت التي ستصعق تلك العناصر وتوليها الأدبار”.
واعتبر المصدر أن عناصر الحوثي “يعيشون حالة انهيار نفسي وإحباط حيث بات العديد منهم يفرون من المواجهة، كما أصبحوا يعانون عدم تعويض في الذخائر والأسلحة والمؤن”.
وقال إن الجيش دمر رتلا من السيارات التابعة للحوثيين في مفرق ذويب والتي انفجرت واحترقت بما كانت تحمله من أسلحة ومعدات وعناصر، مشيراً إلى أن العديد منهم لقي مصرعه وأصيب آخرون في بني معاذ وأسفل شعب وادي المعرسة وشمال غرب جبل الخزان في اشتباكات مع أفراد الجيش.
وهاجمت السلطة المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك متهمة إياها بتورطها وضلوعها بشكل علني ومكشوف في تأييد ودعم الحوثيين في الشمال والانفصاليين في الجنوب، من خلال “التبريرات والغطاء لها لارتكاب المزيد من الأعمال التخريبية والفوضوية المستهدفة أمن الوطن واستقراره ووحدته وسلمه الاجتماعي وتجاوز الدستور والقانون”.
وألمحت اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى أنها قد تحل أحزاب “اللقاء المشترك”، وهددت في بيان رسمي بحل الأحزاب وإلغاء التعددية والديمقراطية بالقول “إن أي تشجيع على الخروج على الدستور والقانون سيمس شرعية هذه الأحزاب”.
إلى ذلك، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء امتداد المعارك الدائرة بين قوات الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين إلى داخل الحدود السعودية، وذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ايان كيلي أن واشنطن قلقة حيال توسع النزاع على الحدود بين السعودية واليمن.
وقال المسؤول الأمريكي إنه “لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري على المدى الطويل”، مؤكداً أن واشنطن “تدعو كل الأطراف إلى بذل كل الجهود لحماية المدنيين والحد من الأضرار”.
من جهته، قال مسؤول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن المفوضية تأمل بأن تتمكن قافلة مساعدات تحمل إمدادات من الجانب السعودي من دخول شمال اليمن في الأيام المقبلة.
وقالت متحدثة باسم المفوضية إن وضع النازحين اليمنيين جراء الحرب “أصبح ينطوي على تحد متزايد”.
|