وعليه أعتبر توافقك المنطقي معي أن الأحزاب ماهي الا وسائل وأدوات لتحقيق غايات أسمى وأعظم يستحق الإشادة
وعليه أيضا إن كانت هذه الوسائل تؤدي للغايات وتوصل لها بنجاح فلا مشكلة في إعتمادها والسير وفقها
لكن المشكلة الأساسية حين تكون تلك الوسائل أما غير قادرة بتاتا على الإيصال للغايات التي هي من أجلها أعتبرت وسائل أو حتى لو كانت هذه الوسائل معيقة أومؤخرة أو تجعل الوصول للغاية المرجوة أكثر صعوبة ناهيك عن أن تكون مناقضة تماما للغاية وللوصول إليها في جوهرها
في هذه الحالة ومن المنطقي نكون أمام حالتين منطقيتين كل منهما تتفرع لحالتين أو أكثر :
الحالة الأولى وهي الحالة الطبيعية والمنطقية يجب أن نغير الإداة ونتخلى عنها إن كانت غير ذات جدوى أو هي في حد ذاتها متناقضة مع الهدف ولا يمكن أن نصل إليه إطلاقا بها ولايمكن أيضا من تعديلها لتتوافق معه أو لتخدم الوصول إليه ، أما إن كان التناقض غير جوهري وكانت الأداة معيوبة في جانب منها قابل للإصلاح أو التخلي عن هذا الجانب مع إمكانية الإحتفاظ بها فعندها يمكن وبسهولة أن نبحث عن مكمن الخلل ونتخلى عنه ونصلح الجزء المتبقي ونواصل معه الوصول نحو هفنا
وهذه الحالة هي الحالة الفعالة والعقلانية للوصول للغايات
أما الحالة الثانية فهي تكمن في أنه ورغم مايعيب أداتنا ورغم أنها كليا أو جزئيا تمنع وصولنا للهدف أو على الأقل تؤخر هذا الوصول وتعيقه رغم كل هذا نصر على العمل بها ونعرض عن إصلاحها أو تغيير ما يشكل تناقضا فيها أونرفض حتى التخلي عنها إن كانت غير قابلة للإصلاح والخلل في جوهرها
في هذه الحالة قد يكون السبب يكمن في إحدى وضعين : أما أننا عاطفيين ولا عقلانيين ونغلب عواطفنا على الهدف الذي نرغب بالوصول إليه لاننا لانرى أهمية الهدف أكبر من أهمية الأداة أو لاننا نتجاهل الوقائع ونعرض عن الحقائق ونعاند ونكابر أو لغباء مستفحل فينا وإصرار على الباطل أو غيرها
أما الوضع الثاني فهو حين نكون نعلم هذا ولايهمنا وإن تظاهرنا بالإهتمام لكن في الواقع ليس هدفنا هو ماندعيه ولا غايتنا هي مانعلنه بل لنا أهداف أخرى نرى أن بقاء الأداة المعطوبة من وجهة نظر الغاية المزعومة هي أداة فعالة جدا للوصل للغاية المطلوبة والمسكوت عنها والمخفية
طبعا هذا الكلام نظري جدا لكنه واقعي بكل تفاصيله وأظن أن من لايقبل مجرد نقاش تغيير أو حتى التخلي الكامل عن وسيلة وأداة يعلم يقينا أن بها مايلزم الإصلاح وفك الإرتباط مع الجزء المعطوب أوحتى التخلي التام لهدف نبيل يزعم أنه يريده أظنه أما عاطفي لدرجة الخبل أو خبيث ويخفي أهداف أخرى
ومع هذا ورغم كل ذاك نحن لانطالبكم بغير تغيير الإسم فقط والإتساق مع الهدف لمن يزعم أنه يطالب به فمن غير المنطقي أن تكونون جنوبيين ومع إستعادة الكيان الجنوبي وفك الإرتباط وتتمسكون بتلابيب حزب يمني قائم على الربط بين الإشتراكية واليمننة السياسية على الأقل نظريا مما يجعله يتناقض في جوهر تكوينه وبنيته وأسسه مع هدفكم وهدفنا إلا إن كان لكم أهداف أخرى خفية
ناهيك عن بقية التناقضات والمعوقات التي يمثلها إصراركم على عدم فك إرتباطكم بالحزب الإشتراكي اليمني والتي لايستطيع منصف أو عاقل الا أن يعتبره حجر عثرة ومؤخر لتحقيق اللحمة الجنوبية والوصول سريعا لإستعادة دولتنا جميعا دولة الجنوب الحر الحبيب
تحياتي ولي عودة لتوضيح سبب الخوف من التغيير والتمنع عن فك الإرتباط