كعادتك أخي أبا عهد تضع يد الجراح على مكامن الألم وتشير إلينا هنا يوجد الوجع.
حقيقة - كوجهة نظر خاصة - احمد الله كثيرا إننا في الجنوب لا نملك ذلك الحقد والكراهية المذهبية وربما كان للنظام السابق في الجنوب تأثيره ولكن في الحقيقة يتسم شعب الجنوب بالتسامح ووالانفتاح على الآخرين والاختلاط بكل الأعراق والأجناس والديانات والمذاهب وهذه نعمة نحمد الله عليها كثيرا .
فنحن لدينا قدرة على التأثير والتأثر بكل الثقافات والأفكار وتتحكم في حياتنا الشروط الأخلاقية والتي جعلتنا عبر التاريخ نتكيف مع النصارى واليهود والأوروبيين والآسيويين والأفارقة والشماليين وبقية العرب وهو ما يجعلنا ننظر إلى أي أمر من الأمور من المنظار الأخلاقي البحت وما ثورتنا الأخلاقية إلا مظهر حقيقي لما في جذورنا وأعماقنا .
وبعيدا عن الصراع المذهبي قمنا بثورة عظيمة في أهدافها ووسائلها مع أن السياسة هي كما يقال :فن الممكن . ودهاليزها تفوح منها روائح المؤامرات والمكائد والدسائس القذرة إلا إننا حددنا هدفنا بوضوح وخياراتنا بوضوح أيضا ولم نرسم خيوط عنكبوتية مع أحدا ولم نكن مستعدون أصلا لان نمارس السياسة بعفونتها لأننا أردنا شيئا جميلا يتناسب مع أخلاقياتنا الرائعة .
من هنا يجب أن تكون مواقفنا والتي تعبر عنا وستثبت الأيام صدقها وطهارتها ليس للآخرين ولكن لنا ولنقاء وطننا وشعبنا.
نحن ندين بشدة إغلاق قناة العالم الإخبارية لان حجب الأفكار والثقافة هي سياسة الفاشلين والقاصرون وتدل على عدم القدرة بمواجهة الحقيقة والضعف في مناطحة الأفكار للأفكار وهي أمور يجلها الحق والشرائع والقوانين الإنسانية ومصير من تصرف بذلك الفشل الذريع منطلقين من حقيقة إعطاء فضاء أوسع للكلمة والفكرة والمعلومة وليس حجبها لأنها حق لكل إنسان على هذه البسيطة .
وبنفس الوقت ندين أكثر واشد المؤامرة التي تحاك ضد الشقيقة السعودية سوأ كان من النظام اليمني أو إيران والتي تعبر بجد عن دناءة من خلال الوقيعة للمملكة وجرها إلى مستنقع قذر كما أُستدرجنا نحن إلى الكمين والفخ التاريخي برغم اختلاف المظهر إلا أن الجوهر هو نفس الجوهر والدناءة هي نفس الدناءة .
هذا الموقف بقدر ما هو متوازن إلا انه من صميم أخلاقنا وصدق توجهنا ويدل على نقاء شعبنا والذي والحمد لله لم يكن يوما من الأيام مع الصراع المذهبي المحتدم في أي لحظة تاريخية من لحظات تاريخنا الجنوبي وهو نفس الموقف الذي أعلنه الرئيس البيض عندما دعا الأشقاء في الخليج أولا والعرب ثانيا وإيران ثالثا لان تقف مع الحق الجنوبي وتمد يد العون لرفع الظلم والاحتلال الذي نعانيه .
هذا ما أراه - كوجهة نظر تخصني كواحد من أبناء الجنوب - والذي أتمنى أن يكون موقفا لقيادة الحراك والثورة الجنوبية فالصمت هو موقف يفسره كل طرف بطريقته والتحيز هو موقف لسنا بحاجة إليه ولا يتناسب مع أهدافنا وأخلاقنا ولا عن حقيقة الشخصية الجنوبية المستقيمة .
لك التحية.