اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب العدل
عودة الى موضوع العزيز ابى عهد ،، وبإختصار كبير .
فيما يتعلق بأولويات العمل النضالي الوطني ، نرى ان اللحظة الراهنة تستوجب وبصورة عاجلة إحتواء الحراك بكل اطيافه وخلق فرص أفضل لتماسكه على أرضية واحدة بتنسيق مشترك وإيجاج اليات عمل مشتركة تمهيدا لعقد مؤتمر وطني جامع لكل القوى والخروج من هذا التشظي المقيت ، والأجواء المشحونة .
وبإعتقادي أن هذا التوجه الملح يجب ان يبدأ من الخارج ، لأن الفرصة مهيئة أكثر بوجود كل من السيد الرئيس علي سالم البيض ، والقائد البطل حسن باعوم في اوروبا ، وما يحضيان به من قبول وثقه كبيرة لدى غالبية الناس في الجنوب . فبأيديهم خيوط اللعبة ومفاتيح الحل والعقد .
وتقع عليهم مسؤولية ترتيب البيت الجنوبي قبل فوات الأوان .
السؤال الثاني : المشروع الوطني الجنوبي مثل كل التجارب النضالية التي مرت بها معظم شعوب العالم ، هناك انتصارات رائعة ، وهناك عثرات على الطريق ، والمهم في الأمر هنا أن نكون على استعداد تام للنهوض في أي تعثر ، ولا نستسلم لها . اليوم نحن في مواجهة بعض العثرات المتمثلة بغياب الإطار الجنوبي الجامع والحامل لهذا المشروع الذي اشرت اليه ، وبقاء الحال هكذا تتتجاذبه المماحكات والاهواء سوف يضر كثيرا بمسيرة الحراك ، ولذلك الأمل لازال معقود بتلك العقول الحكيمة التي تضع نصب عينها نجاح مشروعنا الوطني العظيم .
وستشرق شمس الجنوب مهما طال الليل ، هي سنة الله في الأرض ، اليوم سوف يعقبه غد ، وليل يعقبه حتما فجر وضاء ، وهكذا .
السؤال الثالث : كما ذكرت في النقطة الاولى أن تكريس التواصل في الخارج أصبح اليوم هو نقطة الارتكاز للمرحلة القادمة ، وما سيتم في الخارج من انجاز يعكس نفسه الى الداخل والعكس صحيح .
والأعمال الناجحة تتم إذا صلحت النوايا .
تحيتي واحترامي لك ابوعهد ، وعلى فكرة واكررها لك ان التواصل معك على الخاص غير ممكن ، ارجو فك الحظر عن الرسائل الخاصة . وشكرا
|
ستشرق شمس حريتنا باذن الله .. ثم وللامانة أقولها إن تواجدك المركز في طرح الافكار العملية لمشكلات الحراك الجنوبي تعطي الحلول موضوعية وسلاسة لا ينافسك عليها غير ابا عامر اليافعي .. وأتفق تماماً مع إشارتك المكررة بشأن نقطة الارتكاز في الخارج والمتمثله بشخص الرئيس الشجاع علي سالم البيض وما تمثله هذه النقطة من أهمية في تسيير الأمور وإنتاج الحلول وبلورة الافكار وما لها كمصدر للتوجيه من قبول وإمتثال من قِبل كل من على ساحة الحراك بالداخل قادة ونشطاء وجماعات وأفراد ..
ويشرفني ايضاً هنا ولتعميم الفائدة إن أنزل نسخة من مقالك المنشور اليوم في موقع شبكة خليج عدن الإخبارية لأهمية ما ورد فيه من نقاط ورؤئ تصب بمجملها فيما نحن بصدده هنا ..
حراك الجنوب .. أزمة مركبة
ابو فراس الحود -
خليج عدن :
منذ بدأ الحراك الجنوبي قبل أكثر من ثلاث سنوات ، نلاحظ انه كلما تقدم الى الأمام ، تضاعفت المتاعب في طريقه بصورة متلاحقة عثرة وراء أخرى ومن أوجه متعددة .
وعندما نتحدث عن هذه الازمات والمتاعب لا شك اننا ندرك زيف التحول الذي حدث في منظومة العمل السياسي والفكر النخبوي المجتمعي بعد قيام دولة الوحدة عام1990م حيث أعتقد البعض أن التحول نحو مفاهيم التعددية والديمقراطية وقبول الرأي والرأي الآخر ،كفيل بإحداث تغيرات حقيقية في اساليب التفكير والممارسة السياسية والتخلي عن الانماط التقليدية في ظل الدولة الجديدة ، ولكن الحقيقة هي أن التجربة الوحدوية فشلت لغياب الجدية والإرادات المخلصة لدى أحد طرفي مشروع الوحدة ، وبذلك فقد ظهرت النتائج بعد عشرون سنة بالصورة التي نشهدها اليوم في الجنوب ، وهي نتائج طبيعية لاعمال وسياسيات غير طبيعية .
ولكن في المقابل نحن الطرف المجني عليه بفعل الوحدة المغدور بها لم نستوعب الدرس ولم نستخلص العبرة منه ، وها نحن نمارس افعال لا تختلف كثيرا عن ما نشتكي منه ، ولهذا نلاحظ ان الثورة الجنوبية لا تتقدم نحو أهدافها المرسومة بكل سلاسة من حيث العمل السياسي والتنظيمي وأساليب إدارة العملية النضالية في هذا المعترك الوطني ، وكما يبدو واضحا ان العقليات السياسية والفكرية لازالت تعاني هي نفسها من أزمات لم تستطع بسببه التخلص من الموروثات القديمة .
هذا ما عزز من وجود أزمات إضافية الى مجموع الازمات التي يعاني اصلا منها الحراك ، وانعكست آثارها بالتأكيد على القضية الجنوبية برمتها.
أولى هذه الأزمات ، هذه الصورة المبعثرة الاجزاء لقوى الحراك الجنوبي ، وحالة التنافر والتشظي وما يصاحب ذلك من تشنج للخطاب الاعلامي احيانا ، وتجاهل البعض للآخرين بل وعدم الاعتراف ببعضهم البعض احيانا اخرى .
ثانيا : الاختراق الواضح للحراك من قبل السلطة والقدرة على زرع الفتنة بين القيادات وكيانات الحراك بسهولة ويسر . مما جعل الحراك يعمل بصورة مكشوفة غير محصن بأبسط قدر من الحماية .
ثالثا : تباين مواقف قيادات الخارج وعدم وضوحها ، وغياب التنسيق والتواصل بينها ، ذلك جعل الحراك يبدو فاقد للدعم من القوى المجربة في الخارج . كما هو الحال لقوى الداخل التي لم تحسم موقفها من الحراك بعد .
رابعا : غياب الموقف الإقليمي والدولي المعترف بثورة الجنوب بمطالبها المعلنة وهي الاستقلال من نظام الاحتلال الذي دشنه نظام علي عبدالله صالح عام 1994م .
هذه الاشكاليات ، مجتمعة وضعت قضية الجنوب في موقع تبدو فيه محاصرة من أزمة مركبة لها إمتدادات داخلية وخارجية . افقدها هذا الوضع القدرة على اكتساب شرعيتها – الى الآن – الواقعية والسياسية أيضا في الداخل والخارج .
فلم نشهد ما يعطي لثورة الجماهير الجنوبية في الشارع حقها من التأييد ، ولا للشهداء الذين قتلوا في الساحات وهم يمارسون حقهم الطبيعي في المسيرات السلمية وكذلك الجرحى ، والمعتقلين ، هذه الجرائم لم تلقى صدى لدى الدول المجاورة ولا المجتمع الدولي ، رغم استمرارها بشكل شبه يومي .
التحرك الخارجي الجنوبي لم يستطع بالمقابل من تحريك الرأي الخارجي لدى الدول والمنظمات الدولية والحصول على تعاطف او حتى الاشارة الى ما يحدث من حراك ثوري لشعب الجنوب .
ولذلك ، فإن المرحلة الحالية تستوجب الاسراع في تقييم شامل لكل القضايا ، وبلورة مشروع عمل يخرج القضية من حالة الحصار المضروب عليها لتتقدم الى الامام ، وتحصينها بشكل جدي من أي تصدعات وانهيارات قد تنسفها من أساسها.
كاتب العدل
29 اكتوبر 2009
__________________
[img2]http://fast.mediamatic.nl/f/hmfm/image/810/9884-450-384.jpg[/img2]
|