[عبدالله السنمي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عامر اليافعي

اخي كاتب العدل حياك ربي

في الموضوع هذا استوقفتني النقاط التالية:
1- موقف امريكا من الحوثيين والنظام .
2- موقف امريكا من الحوثيين وعلاقتهم بايران .
3- موقف امريكا من ايران كنظام وكمذهب .
4- موقف امريكا من الوضع اليمني برمته .
5- تصريح الامين العام المساعد للاشتراكي ابوبكر باذيب حول استقالة الشنفرة من الحزب.
6- توقيف بعض المتسللين الصوماليين في تعز.
بقية الامور من مواقف اللقاء المشترك وتصريحات الجيش اليمني والحوثيين ليست ذا بال لانه قديمة من ناحية ولانها لا تعنينا بشكل مباشر .
لي قرأة معينة في المواقف الستة اعلاه اود اطرحها باختصار هنا وارى انها ما تستحق من حوار .
1- الموقف الامريكي من النظام والحوثيين :موقفا متوازنا فامريكا ترى مايحدث كحرب اهلية داخلية وليس لها ابعاد خارجية بمعنى حرب داخل البيت الزيدي الحاكم تاريخيا لليمن وهو صراع داخلي بحت ولايوجد لدى النظام مايؤكد علاقة الحوثيين في اي قوى خارجية ولعل المقابلة الاخيرة لرئيس اليمن مع البي بي سي تكشف حقيقة الافلاس الكامل في ادانة اي قوى خارجية ومن تابع تلك المقابلة سيجد انها فضيحة كبرى فلقد كانت ردوده على اسئلة المذيعة عن علاقة الحوثيين بايران او حزب الله او القاعدة او الحراك الجنوبي تاتي " ما يشاع ..وقيل لنا .. وربما ... وسيتم البحث عن .. وربما المرجعيات الايرانية .. لايوجد لدينا مايثبت عن النظام الايراني .... وهكذا " بمعنى لا يوجد دليل والفضيحة والجريمة ان الحروب الستة كلها بنيت على ما يشاع لدينا وما قيل لنا .
فهل ستقف امريكا مع نظام يحارب جزء من شعبه معتمدا على الاشاعات وعلى ما قيل وقال؟
2_ موقف امريكا من الحوثيين وعلاقتهم بايران : امريكا تملك شبكة مخابرات عالمية هي الاقوى في العالم وتدرك ان تجار السلاح هم من النظام وان صعدة وعمران مناطق جبلية محاصرة من الحدود السعودية ومحافظة حجة من جهة البحر والجيش اليمني من الجنوب والشرق وان سالنا اكبر مجنون في الارض عن حقيقة دعم ايراني للحوثيين سيرد بالنفي فكيف بالعقلاء .
من اين تدخل الاسلحة الايرانية وهذا هو الوضع والحال على الارض؟ وهل اسلحة مثل الدبابات والكاتيوشا والمدرعات والمدفعية من الاسلحة التي يمكن اخفائها في علبة كبريت او كيس بصل ؟
امريكا تعلم يقينا ان تلك الاسلحة غنمت من الحرب نقسها وتعلم يقينا ان الجيش والنظام هو ممول الحوثييين من خلال تجار الاسلحة وتعلم ان النظام يتكسب من الحرب هذه بشكل او بآخر داخليا وخارجيا وتعلم ان النظام يفتقر الى الاستقرار والنماء وانه نظام يعيش على الازمات واضف الى ذلك ان امريكا والغرب ليسا مستعدان للتورط في الوضع اليمني ومن الافضل ترك الامور كما هي وعدم الانحياز لطرف على اخر.
3_ موقف امريكا من ايران كنظام ومذهب : خاطئ من يظن ان امريكا تكره ايران وتعاديها ليس لانهما على وفاق ولكن لان المذهب الشيعي في كينونته ليس ارهابيا ولن يكون ارهابيا .
امريكا تكره المذهب السني المتشدد وترى في جوهره يكمن الارهاب .
هذا راي امريكا وليس نحن ولايوجد اي دليل على ان الشيعة ارهابيون فكل المنظمات الارهابية سنية متشددة ووهابية على درجة الخصوص ولهذا كثيرا ما كنا نسمع عن دوائر سياسية واكاديمية تطالب بتغيير الانظمة المتشددة عقائديا .
صراع امريكا وايران يكمن في نقطتين فقط وهما :
_ ازاحة نظام الشاه الموالي للغرب من سدة الحكم في ايران لما كان له من اهمية استراتيجية للنفوذ الغربي في المنطقة الحساسة في العالم .
_ النشاط النووي والخوف من امتلاك ايران لسلاح الردع النووي وفرض اجندة خطيرة في المنطقة .
من خلال النظر بعمق الى هاتين النظرتين نجد انهما حادثتين عرضيتين وقتيه ستزول كل الامور المعقدة بزوالهما ونحن نسمع هذه الايام من تقارب ايراني مع الـ 5+1 التي تجري من مفاوضات وايران ابدت قبولها بالحصول على يورانيوم مخصب من الخارج والازمة النووية في طريقها للحل والنظام الايراني لاتوجد لديه عداوات تاريخية لا مع اليهود ولا مع النصارى بل ان التاريخ يؤكد لنا ان اليهود لم ينقذهم الا الفرس على يد القائد الفارسي كورش ولا تزال اسرائيل تدين بالعرفان للفرس وغيرها الكثير من الشواهد في مراحل التاريخ الاسلامي من عهد العباسيين الى العثمانيين .
4_ موقف امريكا من الوضع اليمني برمته : كما اسلفنا فامريكا لاتريد ان تضع نفسها في موقف احادي مع اي طرف من اطراف الازمة سوأ كان الحوثيين او الحراك الجنوبي او النظام لان اي موقف ستتبعه اعمال على الارض وفي دهاليز السياسة خاصة في الامم المتحدة .
موقف امريكا واضح ولكنه مستحيل التحقيق وهو “يمن موحد ومستقر وديمقراطي ومزدهر”. فلا وحدة موجودة ولا استقرار ولا ديمقراطية حقيقية ولا ازدهار بمعنى انه لو وجد بعض هذه المطالب ما كان حصل ما حصل ولهذا فهو موقف يتسم بالتخلي عن نصرة النظام ويتركه يواجه مصيره بنفسه وامريكا بهذا الموقف العمومي تتهرب من اي تبعات قد تستلزمها ان اعلنت تأييدها للنظام .
5- تصريح الامين العام المساعد للاشتراكي ابوبكر باذيب حول استقالة الشنفرة من الحزب: فعلا بالرغم من ان وقع الاستقالة كان كبير لدى الجنوبيين لكنه في الاخير مجرد خروج عضو في اي حزب كدخوله الحزب وهذا شيء معروف في كل الاحزاب في العالم .
يستدعينا هذا الامر الى استقالات جماعية من عدد كبير من اعضاء الحزب في الحراك وان يكون البيان مزلزلا وكبيرا وله ابعاده السياسية داخليا وخارجيا .
فالمطلوب ان يكون اعضاء الحزب الجنوبيين المنضوين في الحراك اكثر حنكة واكثر فهما للوضع السياسي وان يكون عملهم هذا مبنيا على وحدة القرار وواحدية الموقف .
6_ توقيف بعض المتسللين الصوماليين في تعز : اجهزة الامن اعلنت انها قبضت على صوماليين يشتبه ولاحظ معي يشتبه به انه يعمل لتنظيم القاعدة والدليل انهم وجدوا لديه كمبيوتر .
هل كل من وجد لديه كمبيوتر هو ارهابي ام انه ليس للصوماليين حق في امتلاك كمبيوتر في شققهم ؟
اليس هو نظام مسخرة؟ بل ام المهازل.

لك التحية.

المتألق دوما ابو عامر اليافعي ،، حياك الله .
لم تترك لنا شيء الا وأعطيته حقه من التحليل والاشارة ، فقد كفيت ووفيت .
والحقيقة لقد كان تحليلك من الاحاطة والبعد السياسي والتاريخي ما يضع القارىء امام حقائق اللعبة ، التي تلعبها ايران وأمريكا ، وأحيي فيك هذه النظرة الثاقبة وتشخيصك لما يدور من تجاذب بين دولة ايران والغرب بصفة عامة وأمركا بصفة خاصة .
هذه التحليل الذي اتحفتنا به ، بكل تفاصيله كنت سمعته قبل يومين فقط من أحد الاكادميين وهو يحاضرنا في دورة عن مفهوم الأمن القومي ، وحقيقة الصراع الايراني الامريكي في المنطقة .
وما جئت به صحيح جدا ، من حيث نقاط الخلاف بين ايران وأمريكا ، وفيما يتعلق بالنشاط النووي الايراني يعلمون الامريكان ان ايران لا تستهدف اسرائيل ، بل ان هدفها هو النفوذ في الخليج والسيطرة عليه ، ونقطة انطلاقها هي تلك الشرائح الشيعية من المجتمعات الخليجية وفي مقدمتها البحرين ، والكويت ، السعودية ،
فلن تسطيع مواجهة امريكا بالقوة العسكرية ، التي تتولى حماية الانظمة الخليجية ، ولكن تتجه الى بناء النفوذ من داخل هذه الدول .
تحيتي لك ،، ولتحليلك الرائع .