بصراحة منطق غريب ولامنطق فيه إطلاقا
وقبل أن أضع مداخلتي هنا أتمنى أن لايفهم من كلامي أنني ممن يتحامل على الإشتراكيين الجنوبيين وأنني حين أتحدث عن الحزب الإشتراكي اليمني أتحدث عنه ككيان سياسي قائم على الربط بين الإشتراكية واليمننة الوحدوية المزعومة فكريا وعمليا وهو حزب يمثل الخيار الوحدوي وذوبان الجنوب والشخصية الجنوبية في الجمهورية العربية اليمنية وبعيدا عن الحديث عمن ينسب له من أهلنا في الجنوب وبعيدا حتى عن الحديث عن تاريخه في الجنوب حسنه وسيئه
بالنسبة للإشتراكية بأي صيغها ماركسية أو ديمقراطية أو يسارية معتدلة أو حتى يسارية رأسمالية لا مشكلة في تبنيها جنوبيا من أي طرف ينتمي للحراك ويطالب بفك الإرتباط ولايجوز الإعتراض على الخيارات الفكرية والأيديولوجية للأفراد لا اليوم ولا لاحقا
لكن الإعتراض هو على اليمننة والتبعية لحزب يمني أغلب قواعده العددية موجودة في بلد الجيران وأساس قيامه هوفكره الربط بين الإشتراكية والوحدة اليمنية وهو تناقض واضح وجلي ولايمكن تبريره ولاتفسيره ولا ينحصر في الإشتراكيين الجنوبيين بل يتعداه لكل الحراكيين المنضويين تحت عباءة أحزاب يمنية بمختلف توجهاتها
وبصراحة يصعب الربط بين أن يكون الشخص مع فك الإرتباط السياسي بين البلدين بكل ما يمثله ذلك وعلى كل الصعد في حين يدافع عن أو حتى لايقبل أن يفك مجرد إرتباط تنظيمي لا يحمله شخصيا الكثير حتى لو فشل مشروع فك الإرتباط لأنه ببساطة يمكن أن يكون منضوي في أطر حزبية جنوبية وحتى في إطار الجمهورية اليمنية وقوانيها السارية وهو الحال الذي عليه أغلب الأحزاب التي تمثل جهات تعترض جذريا على أسس بناء الدولة وتطالب بحقوق خاصة فنجد مثلا في تركيا حزب أو أكثر يمثل جناح سياسي متعارف عليه لحزب العمال الكردستاني لكنه ملتزم شكليا بالدستور التركي والقوانين التركية وهذا الحال أيضا تواجد في حزب الشين فين في أيرلندا الشمالية كجناح سياسي علني للجمهوريين الإيرلنديين وفي غيرها كثير ولكن لايمكن أن نجد من يطالب بوحدة إيرلندا وإستقلالها من تحت حكم التاج البريطاني لكنه منضم لحزب إيرلندي ملكي بروستانتي أو أن نجد كردي إستقلالي منضوي في حزب قومي تركي
فالموضوع أبسط مما نتخيل مجرد فك إرتباط مع كيان تنظيمي سياسي لايتوافق الإنظمام فيه مع توجه المنظم التحررية الجنوبية لا مع فكر أو ايديولوجيا أو توجه شخصي
هذا أولا ولي عودة لتوضيح بوار وسذاجة فكرة أنه يجب الإحتفاظ بالإنتماء للحزب الإشتراكي اليمني لانه كان الممثل الشرعي للتوقيع على الوحدة كحزب إشتراكي يمني