[أبو عامر اليافعي]

الراي الاخر وجه اخر للحقيقة ايا كانت تلك الحقيقة .
من خلال الحوار بين الرؤى المختلفة نستفيد الكثير من المعلومات والتمرن على ضبط النفس ومحاولة قبول الراي المختلف معنا .
الراي الاخر كابح جماح لكثير من العنتريات ومحاولات امتلاك النضال والثورة لدى البعض .
نتعلم هنا كيف حتى نقبل ببعضنا ونحن جميعا اصحاب هدف واحد فكيف سنتقبله من الذين له اهداف ومرام اخرى من ابناء الجنوب.
الاختلاف بين البشر سنة ربانية ولابد منها وسنعيشها اليوم وغدا وبعد الاستقلال المنشود .
لا مناص من ان نتحاور ونحاجج بالدلائل والبراهين والتوقعات المنطقية ونستفد المعلومة ونتعلم طريقة ادارة الخلاف بالتي هي احسن .
الذين يضيقون من الراي الاخر مسالة خاصة فيهم او ربما لا يستسيغون الا مايرونه مناسب لافكارهم وقناعاتهم ونسيوا هؤلاء ان الحقيقة الكاملة لا يمتلكها حتى كل البشرية وانها لله وحده .
ومن هو الذي يجرؤ ليقول انه يعلم الحقيقة كما هي ؟ ومن له الحق في رفض اراء الاخرين ؟
نحن لسنا آلهة ولا ارباب بل نحن بشر يجوز علينا النقص والخطاء ولكي يكون الخطاء اقل ونقلص النواقص يجب ان نسمع الراي الاخر لانه يظهر لنا عوراتنا وينبهنا لما نحن مقدمين عليه ويكبح شطحاتنا التي لا اساس لها ولا هي في متناولنا .
الراي الاخر مهما كان قاسيا الا ان فيه من الحقيقة الشيء الكثير .
الذين يرفضون الراي الاخر معناه انهم هم على الصواب والاخرين مخطئون والاخرون الذين يرون ان عامل الهدم لكل شيء هو عبارة عن بناء بشكل اخر فهم يغالطون انفسهم قبل غيرهم .. ولكن شيء من هذا وشيء من هذا تكتمل الصورة فلكل شيء في الحياة ظاهر وباطن وحقيقة ووهم وثابت ومتغير والامور جلها نسبية تماما .
فلنتعلم فن ادارة الحوار ولنتعلم كظم الغيظ ولنتعلم العفو عن الناس ولنتعلم كيف نختلف ونمد جسور العلاقات ونحجم حدود الخلافات فلايوجد هنالك شيئا جاهزا يمكن ان يقدم للناس بل هي جهود ومساعي وتضحيات تبنى حجرة حجرة وتحتاج الى جهود كبيرة ونفوس واثقة وقناعات ثابتة لا تزحزح الا بالحق .
للنورس وللبقية تحياتي.