صنعاء – لندن " عدن برس " : 22 – 10 – 2009
في تراجعه عن موافقه المؤيدة للحرب على الجنوب عام 1994 وهي الحرب الذي لعب دوراً كبيراً في التحريض عليها والحشد لها, بدأ الزنداني مؤخرأً في إطلاق بعض التصريحات الغامضة التي يعترف فيها ضمناً بالظلم الذي تعرض له الجنوب والجنوبيبن بعد حرب 1994 وإن كان ما زال متمسكاً بعظمة الإنجاز المتمثل في السيطرة على الجنوب. وقد كان الزنداني المعروف بتغيير مواقفه من أكبر الرافضين للوحدة اليمنية قبل أن يتم الإعلان عنها كما حاول إفشالها منذ اليوم الأول لها, ثم بدأ بالدفاع عنها بعد حرب 1994 .
( الصورة لشركة إستباحة واحتلال الجنوب صالح والزنداني )
إذ قال الزنداني في لقاء مع الجزيرة نت "ولقد أخبرت الرئيس قبل أن تظهر هذه المشكلات بعام ونصف في اجتماع مشترك للهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح واللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وقلت له إن الناس يضجون في المحافظات الجنوبية ويئنون من مظالم حلت بهم وحقوق تضيع عليهم وفقر نزل بهم وأخشى أن يؤثر هذا على الوحدة وأن يبعث الناس على كراهية الوحدة" وهو الذي كان يردد أن الخير قد هطل على الجنوب بعد حرب 1994 التي كان يصفها بالحرب المقدسة ويتحدث عن الكرامات التي حصلت خلالها
وقد كشف الزنداني عن نيته إستخدام ما وصفهم بعلماء دين من المحافظات الجنوبية في "المقدمة" من أجل إقناع الجنوبيين بالحلول التي يراها الزنداني ومن معه مناسبة للقضية الجنوبية. وفي نفس الوقت لم يستبعد الزنداني توجه الجنوبيين نحو الكفاح المسلح لتحقيق فك الإرتباط كما لم يستبعد تدخل دولي حيث قال "من يصل لهذا الهدف هو قطعا قرر المواصلة في طريق الانفصال يبدأه بالمظاهرات والمطالبة بالحقوق ثم ينقله للصدامات فالعمل المسلح وإستدعاء الأمم المتحدة". وإن كان لم يلوح بالجهاد ضد الجنوبيين هذه المرة
وكان الزنداني ومعه مجموعة من رجال الدين من المحافظات الشمالية إلى جانب بعض شيوخ القبائل الشماليين الموالين لنظام صنعاء قد قام بتأسيس تجمع مثير للجدل أطلق عليه مسمى"هيئة الفضيلة". وقد وضع الزنداني لهذا التجمع ثلاثة أهداف رئيسية كان منها محاربة الإنفصال والأصوات الداعية إليه إلى جانب محاربة الرذيلة ومحاربة الحوثيين وذلك قبل أن يعود ليعترف أن الفقر والظلم ومصادرة الحقوق الذي حل بالجنوب وبالجنوبيين بعد حرب 1994 هو الذي دفعهم نحو المطالبة بفك الإرتباط عن الجمهورية العربية اليمنية.