لم أكن أشأ ان يأخنا الحوار الى مسارات لها علاقة بالجدل التاريخي حول مفاهيمة ومقتضياته ، بقدر ما كنت أقصد تجسيد أهميته في هذه الظروف باعتباره يشكل مخرجا حقيقيا وناجعا لحالة التباعد بين هيئات الحراك الجنوبي ، مع التذكير أن المرحلة الحاضرة هي جزء من الانفتاح على العالم بكل تحولاته . ومنها ثقافة الحوار وقبول الآخر .
نحن اليوم بأمس الحاجة للحوار ، في ظل ظروف تشهدها الساحة تدفع بالاوضاع الى الأمام نحو مربعات لا نعرف نتائجها ، والساحة مليئة باللاعبين ، ولا يظن قادة الحراك بمختلف توجهاتم انهم الوحيدون ، في الملعب بل انهم الاضعف إذا ظلت علاقتهم ببعضهم تحكمها العقلية التقليدية وموروثاتها الجامدة .
ولذلك هي دعوة من جديد ، الى استحضار الوعي السليم والاستدارة الجادة حول طاولة الحوار الوطني المسؤول المرتكز على مبادىء المشاركة والتعددية الفكرية .
اليوم نشهد محاولات لتحريك الاوضاع الى صياغات أخرى ، هناك من يعمل على إعادة ترتيب الصورة بخلفيات أخرى وألوان ليست ألوانها . والجنوب هو صورتنا وهويتنا وحاضرنا ومستقبلنا ، إذا لم يتم التنبه لذلك بإلالتقاء والتحاور بين مكونات الثورة الجنوبية ، ستشوه صورتنا وهويتنا وأهدافنا