اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمنه
السيد كاتب العدل
نشكرك على طرحك موضوع الحوار وهو يبدو لي ثاني موضوع مستقل
خلال شهر في هذا المنتدى
تقول هنا في نقطك
1- الحوار من منظور كونه ممارسة لثقافة العصر ، ونتاج للفكر الحضاري
الحوار ليس لمجاراة ثقافة العصر لأن الدول تريده بل هو منظور وثقافة اسلامية
مثبته ورافق الحوار أدب الاختلاف عند الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله
وستجد مكتبتنا الاسلامية بكتب عنيت بهذا الجانب ... ولكن للاسف مازال حبيسا لصفحات
الكتب ولم او لم يستطع للنزول الى واقع حياتنا مؤخرا ليكسبها بهجة وسرورا .
2- الحوار قبل أن يكون ضرورة وطنية هو مطلب سلوكي عام وإن اختلفت الرؤى .
فعندما نجد الحوار جزءًا من حياتنا وثقافتنا فبالتأكيد هو من اولويات وطنيتنا .
الحوار ليس مقصورا على النخب وليسوا هم برج عاجي بل على الإع لاميين
عفوا الإعلاميين أن يكون أعلاميين ... ولا نريدهم إعلاميين
ونريد ندوة عن الاعلام وما الفرق بين الاعلان والاعلام والإخبار واضف اليهم الاشهار
حتى نعرف اننا خلطنا في بينهما وجعلناهم بابا واحدا
|
الاستاذة القديرة ، آمنه
شكرا على تفضلك بالتعليق على الموضوع ، وبالتأكيد فقد شكلت مداخلتك اضافات رائعة .
وكما اشرت عن تشبع تراثنا الاسلامي بنماذج كثيرة عن ثقافة الحوار ، وحسن إدارة الاختلاف . وتأتي تلك المفاهيم والممارسات ضمن تعاليم ديننا الحنيف ، وجزء من عقيدتنا السمحة .
لكن يا أختي الفاضلة ، الشاهد ، ان تلك القيم الاجتماعية والانسانية بالنسبة للمجتمع الاسلامي والعربي بقيت مُثل ومكنونات في بطون الكتب ليس لها من وجود في الواقع الحياتي ، سواء على مستوى الانظمة السياسية مع بعضها او على مستوى الحاكم والمحكوم ، وحتى على مستوى المجتمع بشكل عام .
وعندما نثير الموضوع الآن نحسب أننا متأخرون في قضية فهم ثقافة الحوار بغض النظر عن ما تضمنته عقديتنا الاسلامية ، فهذا الأمر يعد جزء من جملة التراجعات الاسلامية والعربية . فليست المسألة مقتصرة على قضية الحوار ، وهي تأتي في مرتبة متأخرة من جملة المفاخر والمناقب الاسلامية في كل مناحي الحياة .
الطب والجغرافية والفلك والرياضيات وعلم النفس ...الخ ، كل تلك المناقب والمفاخر التي ساهمت في صنع الحضاره التي يشهدها العالم اليوم ، بدأها المسلمون ، ثم تخلفوا عن الركب ، ليصاروا بعد ذلك الى أوعية تتلقى كل شيء يأتي من الغرب .
وإذا كان الأمر كذلك فحري بنا ان نستلقف من المجتمعات الر اقية والمتقدمة ما هو مفيد لنا ، والحوار بمضامينة الانسانية والدينية والسياسية يشكل شعار العصر ونراه بدأ ينفذ الى مجتمعاتنا في السنوات الاخيرة من خلال ثورة الاتصالات والمعلومات المتمثلة بالفضائيات التلفزيونية ووسائل الاتصال المختلفة الاخرى ، وأهمها الانترنت .
أما كون الحوار ضرورة وطنية ، فقد اشرت الى ذلك انسجاما مع اللحظة الحاضرة التي نرى فيها بنيان حراكنا الجنوبي تهزه عواصف الاختلافات التي تهدده بالتصدع والانهيار .
والحوار في نظرنا يعد استحقاق وطني عاجل ، هذا فضلا عن كونه ايضا مظهر حضاري وانساني يتوجب ممارسته كجزء من ثقافتنا وسلوكنا اليومي .
وفيما يتعلق بالنقطة الاخيرة التي تفضلتي بها ، بالتأكيد أننا نتمنى ان تعم فكرة الحوار كثقافة وممارسة لكل فئات المجتمع ، ولا تقتصر على طائفة معينة دون أخرى ، ولكن أعود لنفس السبب وهو سياق الحديث الموجه التي عنيت به مجموعة القيادات والنخب الفاعلة والمؤثرة التي تستطيع لعب الدور الوطني بصورة عاجلة لمواجهة التعثر الحاصل والمثير للقلق
تحيتي واحترامي لك ، ولمداخلتك القيمة اختي الفاضلة آمنه .