مواجهات في المكلا و”اشتباك” سياسي في البرلمان
جبهة جديدة ومعارك ضارية بين الجيش اليمني والحوثيين آخر تحديث:الجمعة ,16/10/2009
صنعاء صادق ناشر:
اشتدت حدة المعارك بين قوات الجيش اليمني وأنصار تمرد الحوثي في صعدة وعمران، في مديرية رازح التي كانت إلى ما قبل أيام في منأى عن المواجهات، فيما وقعت مواجهات بين قوات الأمن وأنصار الحراك الجنوبي بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت (جنوب)، بينما اندلع اشتباك سياسي بين السلطة والمعارضة على خلفية ملء مقاعد شاغرة في البرلمان.
وكانت مديرية رازح بمحافظة صعدة شهدت لأول مرة منذ بداية الحرب معارك ضارية، بعدما شن سلاح الطيران غارات على العديد من مواقع الحوثيين بوادي المعين وشعارة، وأكدت مصادر محلية أن الغارات والمواجهات أسفرت عن العديد من القتلى والجرحى، بينهم 5 من أسرة واحدة في شعارة.
وكان الحوثيون تمكنوا من نصب كمين في منطقة بركان، أسفر عن مصرع أركان حرب الكتيبة 36 باللواء 28 مشاة بمديرية رازح المقدم أحمد الشيباني واثنين من مرافقيه.
وكان مصدر أمني مسؤول في صعدة أكد أن الأجهزة الأمنية ضبطت 12 من الحوثيين في منطقة علب بمديرية باقم، وأشار إلى إلقاء القبض على أربعة آخرين، ومصرع ثلاثة أثناء اشتباكهم مع الأجهزة الأمنية خلال مداهمتها لأحد حصونهم في صعدة القديمة، التي تشهد اشتباكات عنيفة في محاولة القوات الحكومية تضييق الخناق على الحوثيين المتواجدين فيها.
وقال المصدر إن خمسة حوثيين لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم قطع الطريق العام بين صعدة والجوف في منطقة كتاف ومحاولتهم التسلل إلى الطريق العام المؤدي إلى جبل الصمع. وأشار إلى سيطرة وحدات عسكرية على تبة البركة، وتصديها لمحاولة تسلل حوثيين للسيطرة على مناطق شمال الكمب وبيت البصير والعبارات والزعلاء.
من جهتهم، اتهم الحوثيون الجيش باستهداف المدنيين، وقال بيان صادر عن زعيم الحركة عبد الملك الحوثي إن الطائرات قصفت سوق الاثنين في الشعف بمديرية ساقين، وإن الجيش كرر الزحف على المقاش، وإن مقاتلي الحركة دمروا دبابتين، وقتلوا العشرات من الجنود.
في غضون ذلك، نقل عن مصادر محلية في ذمار (جنوب) قولها إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على 6 مسلحين يعتقد أنهم تابعون للحوثيين، مشيرة إلى أن العملية تمت في جبل ثمر، أثناء قيامهم بحفر أنفاق وسط الجبل.
على صعيد تطورات الأوضاع في المناطق الجنوبية، اندلعت ليل الأربعاء/الخميس، مواجهات بين الأمن وأنصار الحراك في أحياء متفرقة بمدينة المكلا، وأغلقت المحلات التجارية أبوابها بعد صلاة العشاء وخلت الشوارع من المارة، فيما قامت مجموعة أخرى بإحراق الإطارات وإطلاق الألعاب النارية، وقام رجال الأمن بإنزال أعلام اليمن الجنوبي التي رفعها مجهولون.
ونظم الآلاف من أنصار الحراك أمس مهرجاناً في يافع، امتداداً للمهرجانات في المناطق الجنوبية خلال الأيام الثلاثة الماضية بمناسبة ذكرى انطلاق ثورة الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول.
في الأثناء، قطع العشرات من أتباع الحراك الجنوبي في الضالع الطريق الذي يربط بين العاصمة صنعاء وعدن احتجاجا على اعتقال المحامي محمد العقلة، أحد أبرز قيادات الحراك و2 من مرافقيه بعد عودتهم من المشاركة في مهرجان الحراك بردفان.
وذكر شهود عيان أن المعترضين وضعوا الحجارة في الطريق العام بالضالع، لمنع مرور السيارات من صنعاء أو إليها، بعدما باءت محاولاتهم في إطلاق سراح العقلة بالفشل.
وأعلن نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض (يو.بي.آي) أن الجنوبيين يعتزمون استعادة دولة الجنوب ولو عبر “النضال المسلح”. وقال لقناة “عدن” الناطقة باسم “الحراك الجنوبي” التي تبث من لندن، إن “شعب الجنوب انطلق على طريق الاستقلال الثاني، وان القضية الجنوبية بدأت تطرح نفسها خارجياً وهذا النضال سيؤتي ثماره طال الوقت أم قصر”.
وكشف البيض عن مراسلته الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بخصوص القضية الجنوبية، وقبوله “مساعدة الدول الأخرى بما فيها إيران، والتلويح بتسليح النضال”.
وهاجم نائب الرئيس اليمني السابق النظام الحالي، وقال انه يقود البلد إلى الفشل و”ليس لدينا ثقة في التعامل معه”، وبشأن الفيدرالية التي يطرحها البعض كمخرج لأزمة الجنوب قال “نريد فك الارتباط، وربما تأتي أجيال جديدة تقيم وحدة”.
من جهة أخرى، رفضت المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك الخطوات التي اتخذتها السلطة بإجراء الانتخابات ل 12 مقعداً شاغراً في مجلس النواب، الذي عهدت به إلى اللجنة العليا للانتخابات، معتبرة أن ذلك خطوة غير شرعية.
www.alkhaleej.ae/ -
|