الرئيس اليمني يؤكد: النصر قادم على الحوثيين.. وتوجه البلاد لحكم محلي
آلاف يتظاهرون في الجنوب للمطالبة بالانفصال
متظاهرون يرفعون اعلاما تعود لليمن الجنوبي السابق ويرددون شعارات ضد الحكومة اليمنية في الحبيلين أمس (رويترز)
صنعاء: حسين الجرباني لندن: «الشرق الأوسط»
أكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن النصر قادم على الحوثيين المتمردين في صعدة وحرف سفيان بمحافظة عمران بشمال اليمن، ذكر ذلك في الحفل الخطابي بمناسبة الذكرى الـ46 لثورة الـ14 من أكتوبر التي اندلعت ضد البريطانيين في جنوب اليمن في عام 63 من القرن الماضي. وقال إن القوات المسلحة وقوات الأمن تحقق انتصارات ضد الحوثيين ليلا ونهارا، لا يعلن عن هذه الانتصارات، مشيرا إلى أن قوى التخلف ممثلة في الحوثيين يرفضون الانصياع للحق ويستمرون في ما هم عليه في مهاجمة المواقع والمديريات ومراكز الشرطة والأمن، ثم يزعمون أنهم يدافعون عن أنفسهم وأن الحرب مفروضة عليهم. وقال إن الحرب على الثورة والجمهورية تتكرر من خلال هذه الهجمة الشرسة من قبل قوى التخلف الأمامية المتخلفة في صعدة ومديرية حرف سفيان، وتستهدف هذه الحرب الوطن اليمني بشكل عام ومحافظة صعدة بشكل خاص. وأكد الرئيس علي صالح أن ما يحدث من قبل المتمردين هو عكس ما يزعمون من أنهم يدافعون عن أنفسهم، بل إن هذه الحرب فرضت على الدولة حيث هاجم المتمردون المديريات ولا يوجد بها سوى العشرات من أفراد الأمن في المراكز الحكومية، واعتدوا على النقاط الأمنية وقطعوا الطرق وقتلوا الشيوخ وشردوا النساء والأطفال والأسر من محافظة صعدة.
وأشار إلى التداعيات المنظورة للحرب الجارية فقال: «لقد استقبلنا حتى الآن أكثر من 120 ألفا من النازحين من جراء هذه الحرب، وتصرف عليهم مئات الملايين من الدولارات. كانت هذه المبالغ الكبيرة مسخرة لكل أبناء الوطن للتنمية الشاملة والكاملة في جميع أنحاء اليمن». وقال إن توجه البلاد مستقبلا هو صوب حكم محلي واسع الصلاحيات لا مركزية فيه على الإطلاق سوى ما هو سيادي، وأشار إلى أن اليمن مقبل على تعديلات دستورية سيتم إدخالها على الدستور الحالي وفق الإجراءات والخطوات الدستورية في هذه الأمور، داعيا المواطنين اليمنيين إلى تحمل المسؤولية في اختيار وانتخاب السلطة المحلية في المديريات والمحافظات اليمنية.
جاء ذلك بينما تظاهر الآلاف أمس في جنوب اليمن مطالبين بالانفصال عن الشمال، وذلك في الذكرى الـ46 لانطلاق الثورة في الجنوب ضد البريطانيين، بحسب ما أفاد شهود لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال شهود إن الآلاف أقاموا مهرجانا شعبيا في الحبيلين في محافظة لحج (جنوب)، وألقيت فيه كلمات لبعض قادة «الحراك الجنوبي»، وهي الحركة الاحتجاجية التي تعم المحافظات الجنوبية والشرقية، التي نظمت على مدى الأشهر الماضية سلسلة من التظاهرات رفعت خلالها مطالب الانفصال عن الشمال وشهدت أحداثا دامية أحيانا.
وبحسب هذا الشاهد «استمر المهرجان ثلاث ساعات من دون تدخل من السلطات، وقد تفرق المتظاهرون من دون أي إشكالات» رغم كون بعض المتظاهرين مسلحين.
و ذكر شهود أن نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض خاطب المهرجان في الحبيلين عبر الهاتف، وذكر أحد الشهود أن البيض الذي يقيم في المنفى ويعد من أبرز قياديي «الحراك الجنوبي» أكد في كلمته «مبدأ النضال السلمي لتحقيق الاستقلال».
من جهة أخرى قال المصدر العسكري في القوات المسلحة إن 15 من الحوثيين لقوا مصرعهم برصاص قوات الجيش في مواجهات شهدتها مديرية رازح بمحافظة صعدة، عندما هاجم الحوثيون مركز هذه المديرية ومواقع عسكرية في جبل أحرم والقلعة والسهلة والصنجا وعددا من المدارس والنقاط الأمنية ومنازل المواطنين.
واعتقلت أجهزة الأمن 17 آخرين من المسلحين الحوثيين في عدد من المواقع والمناطق، كان البعض من المعتقلين يشكلون خلايا نائمة من الحوثيين في مدينة صعدة التي شهدت اشتباكات جديدة بين الوحدات العسكرية والقوات الأمنية والحوثيين في هذه المدينة. لكن مصادر محلية قالت إن قوات الجيش أحبطت عمليات نفذها الحوثيون في محور سفيان بمحافظة عمران في الجبل الأسود.
وقالت ذات المصادر إن المتمردين هدفوا من هذه الهجمات إلى اختراق القوات المسلحة في هذا الموقع الاستراتيجي والالتفاف على قوات الجيش، سعيا من المهاجمين للدخول إلى قرية الحمراء للتمركز فيها، ومن ثم الوصول إلى جسر الحواري لتدميره حتى يمكن قطع الإمدادات القادمة من صنعاء وعمران عن الوحدات والمواقع العسكرية المرابطة في سفيان. وأكدت ذات المصادر إخفاق الحوثيين في تحقيق ما سعوا إليه، فيما كانت الوحدات العسكرية قد رصدت قدوم 15 سيارة محملة بالمعدات من مفرق الجوف لتعزيز وضع الحوثيين، مؤكدة وقوع صدامات واشتباكات عنيفة بين الجانبين، وسقط العشرات من الحوثيين بين قتيل وجريح. ولم تشِر المصادر إلى خسائر القوات الحكومية في محور سفيان، وقالت المصادر إن مواجهات وقعت بين الوحدات العسكرية والحوثيين في منطقة القماش بالقرب من صعدة حينما حاول مسلحون التسلل إلى المزارع القريبة من صعدة، وأكدت المصادر أن منطقة القماش وجنوب الصحن شهدتا معارك عنيفة لقي الكثير مصرعهم فيها وعثر الجيش على عدد من جثث الحوثيين بعد أن حاول المسلحون سحب هذه الجثث. فيما اتهمت مصادر حكومية الحوثيين بإعدام المواطن يحيى يحيى مسفر بطريقة وصفتها المصادر بالبشعة، خصوصا أن عملية الإعدام تمت أمام عدد من أقاربه بإطلاق قذيفة بازوكا عليه. وأشارت ذات المصادر إلى أنه سبق للحوثيين أن أعدموا مواطنا من مواطني صعدة اسمه طيب علي ضيف الله مساوي، فضلا عن خطف 9 من المواطنين من منطقتي ساقين وخولان بن عامر بعد أن رفض المختطَفون، بحسب المصادر، التعاون مع جماعة الحوثي والقتال إلى جانبهم ضد