[@نسل الهلالي@]

بعد حضور ما يقارب 900 الف جنوبي يهتف للاستقلال ..

الجنوب يوجه رسائل سياسية متعددة الملامح وبالغة القسوة إلى نظام الاحتلال والمحيطين الإقليمي والدولي


خليج عدن - خاص -

يؤكد شعب الجنوب يوماً بعد يوم انه يمضي إلى الأمام قدماً في قضيته ولا يطرح بالا في حساباته السياسية لأي معادلة دولية يمكن لها أن تدفع بالقضية او أن تساهم في تراجعها خرج مئات الآلاف من الجنوبيين اليوم لإحياء ذكرى ثورة ال14 من أكتوبر المجيدة وأرادوا بذلك توجيه رسالتين هامتين .

ووجهت الرسالة الأولى إلى النظام اليمني ومفادها أن سياسة القمع والتنكيل والزج بالناشطين السياسيين في السجون دونما محاكمات وقتل الناس في الشوارع وإغلاق الصحف وتكميم الأفواه وقطع الاتصاالات سياسة عقيمة ولا يمكن لها أن تثني الجنوبيين قيد أنملة عن مواصلة نضالهم السلمي حتى استعادة الدولة وتحرير الجنوب .

فيما وجهت فعالية اليوم وحضورها المتميز رسالة أخرى إلى المجتمع الدولي والجامعة العربية - بالإضافة إلى الفعالية التي تنظم حاليا أمام مقر مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة المتزامن مع عقد جلسة مجلس الأمن المتعلقة بمناقشة تقرير غولدستون والقضية الفلسطينية - ومفادها ان دعم النظام الحاكم في اليمن وتقديم التطمينات وتجاهل قضية عادلة كقضية الجنوب هو فعل لا يمكن له أن يكون بوابة لأي من الحلول المرة تجاه الأزمة وان الذهاب إلى مثل هكذا دبلوماسية إنما من شأنه تعقيد الأمور أكثر وأكثر.

وفيما يبدو أن وقائع اللحظة القادمة تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن على كل ممن وجهت إليهما الرسالتان فهمهما فهماً جيداً وبالأخص جامعة الدول العربية التي تأتي هذه التظاهرة المليونية بعيد زيارة قام بها أمينها العام عمرو موسى إلى العاصمة اليمنية وجدد في زيارته دعم الجامعة لنظام صنعاء وما وصفه وحدة الأراضي اليمنية متجاهلاً بذلك القضية الجنوبية بصفتها قضية سياسية بحاجة إلى حلول فاصلة وليست حلول ترقيعية .

وتعتبر الفعالية التي دعا لها مجلس قيادة الثورة السلمية في الجنوب والتي شاركت فيها مختلف قوى الحراك الجنوبي إحدى اكبر الفعاليات الجماهيرية منذ انطلاق الفعاليات الاحتجاجية في الجنوب حيث شارك فيها ما يقارب 900 ألف مواطن من عموم مدن الجنوب وبحضور قيادات كبيرة من الحراك الجنوبي .

ويؤكد هذا الحضور المتميز أن قوى الحراك الجنوبي لازالت إن لم نقل أنها أكثر من أي وقت مضى صارت تستطيع أن تؤكد أنها قادرة على أن تغير معالم الخارطة السياسية في اليمن والجنوب وان توصل رسائل سياسية متعددة الملامح وبالغة القسوة إلى المحيط الإقليمي أهمها أن الحراك الجنوبي يتحرك داخلياً ويتعاطى مع الأمور بانسيابية شديدة وان أي دعم قد يتلقاه النظام لا يمكن له أن يوقف ثورة أهل الجنوب إلى جانب غياب أدوات الضغط التي يمكن للمحيط أن يمارسها ضد الحراك الجنوبي وذلك بسبب أن ما يحدث هو ثورة داخلية لا تتصل بأيا من عوامل السياسة الخارجية .

يؤكد محللون سياسيون ان الوضع في الجنوب غير قابل للتجاهل على المدى القريب او على المحيط الإقليمي ودول الجوار والمجتمع الدولي التدخل حفاظاً على امن واستقرار المنطقة كون ان أي دعم اقتصادي وسياسي يمكن ان يقدم لنظام صنعاء لن يؤتي اكله كون أن المطالب التي ترفع في الجنوب هي مطالب سياسية لا يمكن حلها الا عبر الجلوس الى مائدة مفاوضات واحدة بحضور اطراف دولية ضامنة .

معتبرين التصريحات التي يطلقها رأس النظام بين الفينة والأخرى وآخرها التي تحدث فيها اليوم عن استعداده بمنه الشعب - في إشارة مباشرة لأبناء الجنوب - بحكم ذاتي محلي واسع الصلاحيات هي عبارة عن فرقعات إعلامية الهدف منها تطمين دول الجوار والعالم والمنظمات الدولية المراقبة لتطورات الوضع في اليمن والجنوب بالذات ، مؤكدين أن الشعب الجنوبي كبر على مثل هذه المهدئات العبثية ، وكما قال فخامة الرئيس البيض في حواره الذي أجرته معه قناة عدن الفضائية بألمانيا أمس مستدلا بالحديث الشريف " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين".