السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن المقال جاء كحجر سقط على ماء راكد ...!!!
من المهم عدم ترقية الرئيس البيض إلى مقام الألوهية بعدم توجيه النقد إليه ، فزمن نفوذ الحزب الاشتراكي قد ذهب إلى غير رجعة ، وما هو سيبقى كيان الحزب ورموزه ليتم محاكمتهم من جهة سلطات الشعب فيما بعد الاستقلال ، فأكثر من أربعين عاماً ذاق فيها شعب الجنوب العربي كل أنواع القهر والضيم والظلم لن تمر مرور الكرام لابد من محاسبة من تبقى من رموز الحزب ، ضاعت الهوية ، وتمزق الشعب ، وتأمم ما على الأرض وما تحت الأرض ، ذلك زمن لم يرتحل لأننا اليوم جيل ندفع ثمناً باهضاً لأخطاء لا تصدر إلا عن ظالمين متجردين عن كل القيم الإنسانية ...
لقد جعل البعض من الرئيس البيض مقدساً وكأنه إله أو نبي معصوم ، ولقد أكدنا في أصل المقال أننا لا نسعى إطلاقاً لمحاسبته بمقدار توجيه النقد إلى عمله شأنه شأن الجميع ، والخطأ الجسيم الذي سكت عنه الجميع هو في القناعة الراسخة في ضمير الرئيس البيض في شرعية أن النظام هو نظام يمني جنوبي ، وهو ما جاء به صريحاً في مقابلة bbc ، هنا خطيئة لابد وأن يستفيق منها الرئس البيض وكل الشعب الجنوبي العربي ، فك الارتباط بهذا الأسلوب الذي يعبر عنه الرئيس البيض سيفتح صراعاً جنوبياً مفتوحاً فيما بعد الاستقلال ، هنا لابد من ترسيخ المبادىء والقيم بدلاً من السير خلف الأوهام والأهداف التي لن تقدم خيراً للجنوب العربي ...
ثم علينا قراءة الواقع كما هو فالرئيس اليمني علي صالح لم يدخل الحرب السادسة في صعده اعتباطاً بل أنه وجد خلاصه في هذه الحرب وإن استنزفه الحوثيين ، وها هو ومن خلال الإعلام يكرس فكرة الثالوث الخطير المتمثل من ( تنظيم القاعدة و الحراك الجنوبي و الحوثيين ) ، من يعتقد بخرافة هذه المسألة فليتابع كيف كانت حلقة صناعة الموت على قناة العربية مساء الجمعة 9 أكتوبر 2009م ربط هذا الثالوث كاملاً بإيران والغاية هي تحقيق هدف الرئيس اليمني من كل الأحداث ...
اليمن يبحث عن تأصيل سيدفع الجنوب العربي ثمنه باهضاً جداً في حال أن الرئيس البيض مازال منتظراً أن تمد المملكة السعودية يدها له ، ما هو واجب عليه هو أن يرسل برسائل جادة إلى الرياض بل أن يظهر في خطاب يخص في الملك عبدالله آل سعود يطلب فيه الدعم السياسي لقضية الجنوب العربي ويؤكد أن الجنوب العربي سيفتح صفحة جديدة مع جيرانه غير الصفحة السوداء المعروفة عنه ، مفتاح الحركة من خلال الرياض مؤهل جداً للنجاح خاصة لو استطاعت قيادة الجنوب تقديم معلومات حقيقية ومهمة عن وجود عناصر القاعدة في اليمن فهذه جزئية لابد وأن تستحضر لأنها ستقدم للمملكة السعودية أدلة ستساعدها في مواجهتها مع تنظيم القاعدة ...
ضرب الفكرة اليمنية لا يجب أن تذهب بالرئيس البيض إلى طهران أو لغيرها ، فحتى واشنطن تعلم بأن لآل سعود أجندتهم الخاصة التي فيها تصفية حساب طويل مع نظام علي صالح الذي مارس عليها الابتزاز من خلال اختلاق المشكلات وتنميتها وتغذيتها للحصول من المملكة السعودية على التأييد والدعم والمساندة كما يحدث حالياً في حرب صعده ...
في كل يوم سيزداد خنق القضية الجنوبية العربية بشكل أشد وأقوى ، إذا ما استمر النظام اليمني في تحقيق أهدافه التي يبذل لها قصارى جهوده ، وسيعود من خلال الحلقات القادمة لقناة المستقلة في تكريس هذه الأفكار للرأي العام العربي والدولي بينما نحن نفرد المساحات الكبيرة لبيانات فارغة من مختلف المكونات لا تقدم شيئاً بل تكرس مفاهيم يمننة الجنوب العربي ...*