ما يشهده اليوم نظام علي عبدالله صالح في صنعاء من انهيارات وأزمات هنا وهناك الا نتاجا طبيعيا لسلسلة الممارسات والسياسات الخاطئة التي دأب عليها النظام منذ سنوات طويلة ، وخاصة بعد عام 1990م عندما انضم الجنوب الى دولة الجمهورية العربية اليمنية في شراكة مشروع الوحدة الذي وللاسف انهار قبل ان يبدأ . وأهم تلك النتائج الطبيعية لسياسة علي عبدالله صالح ظهور الانتفاضة الشعبية الجنوبية وهو ما سمي بالحراك الجنوبي محاولا الخروج من هذا المأزق الذي وجد نفسه فيه بعد عام 90م .
لكن .. هذا الحراك السياسي الذي تبنى أهداف وطنية كبيرة وهي تحرير واستقلال الجنوب واستعادة السيادة على كامل التراب الجنوبي ، هذا الحراك لم يتعاطى مع المستجدات الحاصلة اليوم في اليمن بإيجابية ، بحيث يستغل ما يحدث اليوم في صعدة ، من حرب ضروس بين النظام وجماعة الحوثي ، وما يعاني النظام من ازمات مالية ، وسياسية وانهيار معنويات وثقة قيادات وأفراد القوات المسلحة نتيجة الضربات الموجعة التي كبدتهم مليشيات الحوثي من جهة ، وعدم وجود وقناعات لديهم بالحرب ، واعتبارها قائمة على أهداف غامضة ، وجلها تدور لاغراض شخصية غير وطنية .فضلا على انتزاع الثقة بالنظام من القوى الوطنية داخل الحزب الحاكم نفسه ، وعلى المستوى الاقليي والدولي يتراءى المشهد بقرب لحظة السقوط لنظام صالح .
السؤال المطروح ، الى أي مدى استطاع القادة الجنوبيين المعنيين بالثورة الجنوبية استغلال هذا الوضع المهترئ الذي يعيشه نظام صنعاء ، وبالتالي اللعب في هذه الثغرات لصالح الجنوب والحراك الجنوبي ؟؟ ألم تكن فرصة ثمينة لاي ثورة وهي ترى الخصم تحاصرة جملة من الأزمات ، أن توظفها لتشكيل مزيدا من الضغط على النظام ، وجره الى الرضوخ ولو بدرجة معينة الى الاعتراف بوجود قضية اسمها الجنوب . الم يستدير الجنوبيين بدلا من ذلك الى اختلاق خلافات ومواقف متباينة فيما بينهم ، وإشغال الجميع في دائرة عنوانها ( محلك سر ) . هل القادة الجنوبيين يفتقرون الى الحنكة السياسية ؟ ويجيدون فقط صناعة الخلافات ؟ هناك اسألة كثيرة ربما يطرحها الاعضاء ، ندعو الاخوة للمشاركة بهذا النقاش الموضوعي ،، نرجو اعتماد الموضوعية حتى نحقق الفائدة .
تحيتي