أخي الكريم حادي العيس المحترم،،
باركك الله
أخي ،،
الزيدية والحوثية وبيت الإمام لهم أكثر من ألف سنة والسعودية تعرف بأنهم ليسوا خطر عليها فأفكار الحوثيين هي نفس أفكار بيت الإمامة باعتبارهم احد عائلات بيت الإمامة ولم يكن هنالك صراع بين الفكر الوهابي السعودي ولا الفكر الزيدي الإمامي بل أنها وقفت مع الإمامة وساندتها ضد الجمهورية في الحرب الأهلية في الستينات .
وأزيدك من الشعر بيت فعالم مثل ابن باز والعثيمين وغيرهم من علماء الوهابية " السلفية" يعتمدوا على كتب الإمام الشوكاني إمام المذهب الزيدي في كتاباتهم الدينية.
لا يجب أن نكون سذج ونصدق أن موقف السعودية مع النظام لأسباب مذهبية لان هذا غير وارد تاريخيا والزيدية ليست جعفرية ولا اثناعشرية . والحوثية ضد النظام والذب هو أيضا زيدي فلن يعقل أن يقاتل زيدي زيدي آخر لأسباب مذهبية فالإمام علي زيدي والإمام عبدالملك الحوثي زيدي أيضا وخلونا نفكر بعقل ولا ننجر إلى الإعلام الحربي المقصود .
لكن يبرز سؤال هنا لماذا تقف السعودية مع الزيدي علي ضد الزيدي عبدالملك؟
أن كان الأمر مذهبي فهي تريد أن يفني الاثنان ولهذا ففكرة أن السعودية تدعم طرف ضد طرف فهي تدعم الأقل رسوخا في المذهب ضد الأكثر رسوخا فيه وتدعم الطرف الشرعي بوجهة نظرها ضد طرف غير شرعي لكي تزداد النار اشتعالا والوقود الاثنان والجلاد الاثنان والضحية الاثنان وستكون السعودية منتصرة مذهبيا بدون أن تقحم جيشها في ذلك .
ولكن قلنا أن السبب المذهبي غير وارد لان الأمر طارئ ولم يحدث في الماضي بل الماضي يقول أنها وقفت مع الزيود الملكيين ضد الشوافع الجمهوريين.
إذن ماهو السبب ؟
هل هو تصفية حساب قديم مع علي عبدالله ؟
اعتقد السبب هذا مقبول نوعا ما رغم أن المصالح تتغير لكن النظام هذا غير مأمون الجانب في مواقفه .
هل هو تركيع للنظام وإدخاله في مشاكل لا نهاية لها ؟ ولكن لماذا ؟
اعتقد أن هذا الأمر هو يأخذ جانب كبير من السبب فعلي عبدالله يبتز الخليجيين دائما مرة بالشيوعيين ومرة بالإرهابيين ومرة بالجوع في اليمنيين ومرة بتصدير الأسلحة والمخدرات إلى السعودية خاصة والخليج عامة والسعودية اتخذت سياسة خير وسيلة للدفاع هي الهجوم وبدلا من أن تنتظر تهديدات وابتزاز النظام في صنعاء لها جعلت الدمار والشقابة والدبور بعقر داره ومعقله الروحي.
وكاتب المقال يكاد يجزم بان السعودية ستدعم الحراك بعد التخلص من الحوثيين .
نقول انه هذا احتمال يمكن أن يحدث لان السعودية لن تقبل بنظام قوي بعد الانتصار ولابد من إشغاله بوضعه الداخلي ولهذا ربما تقف مع الحراك الجنوبي لنفس الأهداف التي اشرنا إليها وليس حبا في الجنوبيين فليس هنالك حبا ولا غزلا بين السعودية والجنوب تاريخيا .
وان وقفت مع الحراك لأجل أن يستقل فاعلم أخي أنها ستفرض شروطا صعبا ومؤلمة على الجنوبيين لكي تقف معهم وأول هذه الشروط ستكون على الأرض الجغرافية وما بظني ينجح مسعاها لدى الجنوبيين لأجل ذلك.
وأود أن انوه أن كل القضايا التي وقفت إلى جانبها السعودية فشلت فشلا ذريعا في اليمن بين الجمهوريين والملكيين وضد الجنوب قديما وقضية حرب لبنان وحزب الله وقضية حرب غزة الأخيرة وكذلك في العراق ووقوفها مع شاه إيران ومع قلب الدين حكمتيار في أفغانستان ومع الرئيس الباكستاني المخلوع .
ولهذا فهي نذير شؤم دائما .
وليس الأمر انه نذير شؤم حقيقة ولكنها لا تؤيد إلا بشروط مؤلمة وأهمها التبعية الكاملة وهذا السر الحقيقي لفشل القضايا التي تؤيدها وتناصرها ، ونحن قمنا بثورة لأجل أن نكون أحرارا وأسيادا وليس عبيد ولا تابعين .
والخلاصة أن ثورتنا تستمد قوتها من الحق الذي تؤمن به واعتمادا على أبناء الجنوب والشرفاء والأحرار في العالم ولن يقدم لنا الآخرون خيرا أن لم نعمله بأنفسنا أولا .
ومن يفرض نفسه على الأرض هو من يحظى باحترام الآخرين وليس الأمر استجداء ولا توسل أبدا أبدا أبدا.