[علي المفلحي]

مقراط ووجبة الغداء


كنت في مصر وتحديدآ في شارع فيصل تقاطع عشرين حيث هناك يتواجد اغلب اليمنيين ومكثت هناك مايقارب الشهرين صادفت هناك كثير من اليمنيين من فنانين وممثلين وإعلاميين اغلبهم من أبناء المحافظات الشمالية


وفي يوم صادفت وجود الكاتب والصحفي أو المحلل والمنظر لا اعرف ايش أسميه مقراط وهو قاعد على إحدى الطاولات في مطعم ليالي العرب وسط شارع الفيصل ينتظر وجبة الغداء ومعه اثنين الظاهر من أشكالهم وكلامهم أنهم شماليين احدهم سمعتة يقول انه مقيم في عمان


وبحكم وجودي في الطاولة التي خلفهم كنت اسمع النقاش والهدره بوضوح ،كان حديث الرجل صاحبنا عن المجلس الانتقالي بأنه أداة من أدوات الامارات وان قيادتة عميلة ومرتهنة وجالس يمدح في الشمال انكم انتم اصحاب قرار واحرار عكس بعض الجنوبيين ومن هذا الكلام ،وانا قاعد استمع الى حديثه بصمت وبكل قهر والجماعة أصحابة منصتون آلية ،قاطعه أحدهم الذي يقول انه مقيم في عمان بأن عيدروس برضه لم يكن عميل أو خاين ولدية قضية يقاتل من أجلها ورفض كثير من العروض ايام عفاش مقابل التخلي عنها وصراحه اعجبني كلام الرجل الشمالي


فجأة وصلت وجبة الغداء وكانت عبارة عن رز ولحمه وسلته وخبز ملوج بدء صاحبنا يمدح في الوجبة ويثني على طبخات الشمال وأن اكلاتهم احلى من اكلاتنا ،ضحك أحدهم وقال أاكل يارجال وبكره كمان العزومه عليا بنعزمك على فحسة ولحمه
ضحك مقراط وقال على طول بكره عندك وان شاء الله تكون وجبة احلى من حق اليوم
وقبل انتهائهم من أكل وجبة الغداء اشوف مقراط يرفع جواله ويتصل ويقول يا عواضي بكره انا معزوم عند واحد ايش رأيك تأجل العزومه لبعد بكره وكان الاسبيكر مفتوح ووافق العواضي


الرجل صاحبنا جالس يعزم نفسة كل يوم عند واحد وجالس يشحت ويتملق للقيادات والتجار والمغتربين في مصر وووو
ويطل علينا بعد انتهاء كل وجبة غداء او عشاء وصرفة بمنشور طويل عريض يشرح لنا سيرتة اليومية أنه التقى فلان وجلس مع وعلان وأنهم ناقشوا قضايا الوطن والبلد والرواتب والجيش وينظر في العنصرية والمناطقية وهموم الشعب والثورة والقضية


اقسم أن كل ما قلتة صحيح طبعا انا قبل هذة الصدفه في المطعم كنت أرى في الرجل أنه فعلا كاتب ومثقف وحريص ووطني ولكن عندما رأيتة داخل المطعم يتملق للشماليين ويمدح فيهم ويسب أهلة وناسة في الجنوب مقابل وجبة غداء وصرفة يومية أيقنت ان الرجل فاتر ومنحط ولا يساوي جزمة مواطن جنوبي شريف


هذا هو مقراط الوطني الحريص الذي اوجع رؤوسنا بتحليلاته وتنظيراتة وهو في حقيقة الأمر مجرد شحات في مطاعم وفنادق مصر يمدح من يدفع له ويصرف عنه ،




______
عبدربة الخليفي