[علي المفلحي]

في قراءه متانيه لكلمه القائد عيدروس الزبيدي ,بمناسبه اعلان عدن التاريخي .
سنحاول التمعن في الدلالات والرسائل الذي تضمنتها الكلمه ,
وهل جاء بجديد ؟وهل تغيرت نبره الكلمه ؟والاهم من كل هذا ,سنحاول التوقف امام مالم يقوله الزبيدي في كلمته ؟وهو تعمد ذلك لاهداف بعيده المدى ؟
وبعيدا عن التطبيل والتزمير ,
كلمه القائد الزبيدي تضمنت ,ثلاث محاور رئيسيه :
المحور الااول :خاطب فيه الزبيدي جمهور الانتقالي وحاضنته الشعبيه ,واستخدم لغه الصراحه والمكاشفه وتحمل المسوؤليه ,عندما قال مايلي "ندرك بانكم ترمون بالمسوؤليه الاولى على الانتقالي ,بوصفه ممثلكم في السلطه القائمه وشريكا فيها ,ونتفهم ذلك ,ولكن ثقوا بان ذلك لن يستمر ولن نكون الا معكم في كل حال ومال ,ولسنا صامتين او متجاهلين كما يروج له البعض "
هذا اعتراف صريح من القائد ,واالجنوبين بانتظار تنفيذ الوعد الذي قطعه القائد بان ذلك لن بيستمر طويلا .
المحور الثاني :القائد الزبيدي خاطب فيه السعوديه والغرب وخاصه امريكا ,عندما سمائهم ,الى رعاه السلام في الاقليم والعالم .
وهنا استخدم الزبيدي لغه شفافه لاتحتمل اي لبس او مهادنه ,حيث قال مايلي "الوضع في البلد لايحتمل ,وهنا ابدع الزبيدي في توظيف اللغه العربيه ,من خلال استخدام مفردات لايصال رسالته الحازمه ,واشار "الجنوبيين لم يعد يحتملوا نهج التجريب والتقسيط والتاجيل والترحيل وسلق الحلول والتسويات ,بل يستوجب عمليه شامله غير مشروطه لاتقوي طرف على اخر ولاتنتزع حق احد ,او تحد سقف الحل مسبقا "
انها قمه الروعه تلك التعابير الذي استخدمها الزبيدي ,وهي رساله واضحه للسعوديه وامريكا ,.عليكم الاقلاع عن مايطلق عليه باللهجه الدارجه "حساب دلقه "
المحور الثالث :خاطب السعوديه وبلغه التذكير لان الذكرى قد تنفع المؤمنين واشار مايلي "ان ذلك الانتصار الذي تحقق بفضل تضحيات واستبسال ابطال الجنوب قد كفل تامين احد اهم المواقع الاستراتيجيه واكثرها حساسيه في شبه الجزيره العربيه ,من خطر داهم ,ورغم ذلك فان التهديدات المحيطه بنا وبكم تامين ذلك النصر ,وتجنب ربطه برهانات خاسره "
كلام في قمه النضوج السياسي ,فقد ذكر السعوديه بان من انتصر في عاصفه الحزم هو الجنوب وليس الشمال ,
وكان يمكن ان تسقط عدن وموقعها الاستراتيجي بيد الحوثي لولا ابطال الجنوب .
وبناء عليه الزبيدي نصح السعوديه عدم ربط النصر الجنوبي باي رهانات خاسره
اما مالم يقوله الزبيدي وهو في غايه الاهميه .
لقد تعمد القائد الزبيدي عدم ذكر الحوثي ومايمثله من تهديد حقيقي للملاحه
,.وهذه رساله مقصوده موجهه الى المتعوس وخائب الرجاء
فحواها واضح وصريح ,ومطلوب من يريد التعاطي مع الجنوبيين ان يفهم
الشمال لايخص الجنوب ,والحوثي هو معركتكم ,لاناقه فيها للجنوبيين ولاجمل
,بمعنى اخر الزبيدي قال لامريكا والسعوديه "هذه عصيدتكم وانتم متوها "
في السابق الزبيدي ابدى استعداد الجنوبيين لتامين الملاحه ,من خطر الحوثي ,
لكن اليوم الزبيدي يقول للمتعوس وخائب الرجاء ,الجنوبيين لن يخوضوا اي معركه بالمجان
,من يريد مشاركه الجنوبيين عليه الاعتراف بقضيتهم اولا ,او فليذهب الى العليمي والجيش الوثني لخوض المعركه مع الحوثي
وفي الختام كلمه الزبيدي وصلت الى امريكا والغرب الذي عليه مراجعه حساباته لان الجنوب ,ليس مرتزقه او بندقيه للايجار لاجندات الاخرين .
كلمه الزبيدي وصلت الى الحوثي الذي عليه ان يختار بين مصلحته ككيان سياسي وعسكري في تقدير الموقف الجنوبي وهو اعلان الحياد عن اي معركه مابين السعوديه وامريكا والحوثي .
على الحوثي فهم مضمون كلام الزبيدي جيدا من منطق المصلحه السياسيه وليس عقليه المركز المقدس الزيدي ,الجنوب الفرع وغنيمه للشمال الاصل رساله الزبيدي وصلت الى الصين وروسيا الذي عليها قراءتها جيدا ومضمونها بان الانتقالي كقوه سياسيه وعسكريه لن ينخرط في الاجنده الامريكيه ,او اي اجنده اخرى لاتضمن حقوق الشعب الجنوبي ونقطه على اخر السطر
على روسيا والصين عدم ترك الانتقالي في ظل المواجهه المفتوحه بين امريكا والغرب الاستعماري .