[وهج الحضرمي]

أحييك استاذنا الفاضل احمد بن فريد على طرحك الوافي والمفصل والدقيق والذي ينبع عن حسك الوطني وحرصك على تماسك وترابط اللحمة الجنوبية .. لقد قرأت مقالك وتمعنت به جيدا وفيه من الطرح الايجابي الكثير ولكن ربما تكون لي وجهة نظر مخالفة لجزء فيما طرح في هذا الموضوع ، والخاصة بالدعوة للقادة جميعا باتخاذ اول خطوة في مشروع فك الارتباط من خلال تشكيل ( الحزب الاشتراكي الجنوبي ) فبالطبع لا احد يشكك في نوايا واخلاص قادة الحراك السلمي والذين هم اغلبهم من قادة الحزب الاشتراكي اليمني فلهم كل التقدير والاحترام وكلنا نثق بتمسكهم الشديد بالقضية الجنوبية .. وهم يدركون بان الوحدة التي وقعت مع الجمهورية اليمنية تحولت الى احتلال خاصة بعد حرب 94 .. وهذا الرأي الذي ساطرحه ليس حبا في الحزب ولم اكن يوما ما عضوة او منخرطة في هذا الحزب او غيره من الاحزاب بل لا نريد اصلا عودة الحزب الاشتراكي للحكم بعد فك الارتباط .. ولكن البعض يستغرب حرص القادة على استمرارهم وتمسكهم بالحزب الاشتراكي رغم انهم ينادون بفك الارتباط والاستقلال عن الجمهورية العربية اليمنية فربما من وجهة نظري وتحليلي الخاص وربما اكون صائبة او مخطئة في ذلك ولكنها تبقى وجهة نظر .. فالوحدة بين الشطرين معروفة انها تمت بالاتفاق مع الحزب الاشتراكي كونه الشريك الاساسي في اعلان دولة الوحدة اليمنية مع سلطة الجمهورية العربية اليمنية دون الرجوع او الاستفتاء من قبل شعب الجنوب .. فبانسحاب كل الجنوبيين من الحزب الاشتراكي وخاصة القادة البارزين فيه ستبقى الكرة في ملعب حوشي وهذا ما تتمناه السلطة التي ستلعب بملف الجنوب بخبث على المستوى الدولي لصالح الوحدة ولتضفي الشرعية في ذلك ولا استبعد بعد ان يخلى الحزب من الجنوبيين ان تستدعي تدخل المجتمع الدولي لفتح ملف القضية على اساس ان الحزب الاشتراكي هو من وقع الاتفاقية مع السلطة وفي هذا الشان فمجلس الامن الدولي لن ينظر الى الاشخاص الذين تم توقيعهم على الاتفاق بل ينظر الى الجهة الموقعة وهي الحزب الاشتراكي ممثل الجنوب سابقا .. اما الحراك وقادته فهم سيعتبرونهم جماعة خارجة عن القانون وان الشرعية مع من يمثل الحزب الاشتراكي ولا نستبعد ايضا ان يطلبوا فتح ملف الجنوب في الامم المتحدة كي يغلقوا هذا الملف والى الابد لانه مازال مفتوحا لم يغلق بعد .. وبدور مجلس الامن يستدعي قادة الحزب الاشتراكي وهم ممثلين الحزب الاشتراكي باعتباره الطرف الرئيسي في اتفاق الوحدة والتوقيع عليها وبالتالي سيطلب قادة الحزب الاشتراكي (وهم قادة شماليين او من اصول شمالية ) باصلاح مسار الوحدة وازالة اثار حرب 94وستلتزم السلطة كذبا وزورا امام المجتمع الدولى بذلك حتى تنهي هذا الملف الذي يقلقها فهم لن يتطرقوا لفك الارتباط اصلا وهذا بالتاكيد سيكون بالاتفاق مع السلطة ( ونرجع نقول وكأنك يا زيد ما غزيت ).. اعتقد ان قادتنا لم يتخذوا قرار انسحاب عضويتهم من الحزب ليس حبا في الحزب الاشتراكي وانما كمرجعية واستراتيجية لما ستؤول اليه الامور في حالة الغاء عضويتهم في الحزب الاشتراكي وكم تتمنى السلطة انسحاب هؤلاء القادة من الحزب والغاء عضويتهم فيه وهم الذين اصلا يقودون الآن الحراك السلمي لفك الارتباط بهم .. وفي هذه الحالة ستستغل السلطة انسحابهم من الحزب لتضفي الشرعية لقادة الحزب من الشماليين والاصول الشمالية ومن بعض المسترزقين حتى يتحدثوا باسم الحزب الاشتراكي اليمني الذي وقع الوحدة .. وربما ما يؤيد وجهة نظري اننا لم نسمع عن انسحاب رسمي لاي واحد من القادة الجنوبيين المحسوبين على الحزب الاشتراكي وربما في ذلك هي الحنكة السياسية في هؤلاء القادة التي جعلتهم لم يقدموا استقالاتهم او الغاء عضويتهم من هذا الحزب الى الآن ونحن علينا ان لا نتسرع في الحكم عليهم في هذا الجانب وعلى القادة ان يوضحوا وجهة نظرهم حتى لا يكون هناك اي تأويل من قبل من يهوى الصيد في الماء العكر .
ارجو ان تتقبل استاذنا الفاضل احمد بن فريد هذا التعقيب وهي وجهة نظر ليس الا مع شكري وتقديري لاهتمامك وتنويرك لبصيرتنا .