هذه هي البداية الحقيقية لإصلاح وتوحيد جهود أبناء الجنوب وما قاله المناضل بن فريد هو عين الصواب وهو أمر لطالما ناقشناه وأكدنا عليه ولكن أن يأتي من احد قادة الحراك فله معنى كبير.
وبصريح العبارة ودون أن نتهم أو نقلل أو نشكك بأحد فموضوع ارتباط قادة الحراك بأحزاب تؤمن بشرعية الوضع هذا أمر عجيب لم نجد له تفسير أبدا .
وكم مرات طرحنا السؤال هذا : كيف يمكن أن تكون عضو في حزب يؤمن بالوحدة وأنت تقف في صف الحراك الجنوبي الذي يؤمن بفك الارتباط أو التحرير أو الاستقلال؟
شيء لايمكن أن يهضم أبدا .
وانه لأمر شديد الغرابة فعلى سبيل المثال هل يمكن لأحدنا أن يشكك بالزعيم باعوم وإخلاصه للقضية الجنوبية ؟
بالطبع لا.
ولكن لماذا لايقدم استقالته رسميا من الحزب الاشتراكي اليمني الذي يؤمن إيمانا شديدا بالوحدة؟
هل من يجيب علينا ويزيل حيرتنا القاتلة؟
هذا على سبيل المثل فما بالنا بكل قيادات الحراك الجنوبي.
ولهذا فانا أود أن نحلل الظاهرة هذه ويدلي كل منا بدلوه عن السبب طالما لم نجد الإجابة من أصحابها المعنيين .
باعتقادي وبصراحة أن الأمر مرتبط بإشكالات عدة ولابد أن تكون الأسباب عديدة لأنه أينما وجدت الحيرة في أمر ما فمعناه أن تشابكاته وتداخلته في العلاقات وتجاذباته وتنافره في التضاد لابد أنها عديدة .
فدعونا نتساءل لعل وعسى نتعرف على كنه الشيء هذا.
هل يحق لنا أن نقول لمن يتمسك بأحزاب تؤمن بالوحدة انه لا يثق بحتمية انتصار الثورة الجنوبية ؟ أم انه متردد في قناعاته وسيكون مع ماتؤول إليه الأمور مستقبلا؟
هل مبادئ ونظريات الأحزاب أعلى وأهم من الشأن الجنوبي أم ماذا؟
وأريد أن استفسر من الذين يقولون أن أعضاء الأحزاب المشار إليها في قلم أبي يريد هم في صلب الحراك وزبدته فما علاقة ذلك بمبدأ اتخاذ الموقف الجوهري مابين الوحدة الكارثة ومابين الاستقلال المنشود؟
الكثير من القياديين في هذه الأحزاب يحرصون اشد الحرص على أعمارهم التي فنيت بهذه الأحزاب ولكن هل يفكر هؤلاء بأنهم قاموا بثورتهم لأجل الأجيال القادمة أم لماضيهم الشخصي؟
وأحدا من قادة الحراك المهمين سأله أحد الجنوبيين في الحراك يوما لماذا لا تستقيل من حزبك ؟ فقال ستعرفون بالمستقبل لماذا لم نقم بذلك.
ولا ندري ماهو السر وهل ممكن أحدا ما أن يعطينا إشارات أو تلميحات لأهمية البقاء في تلك الأحزاب ولو من باب الفضول . لأنه بصراحة هنالك تناقض غير مبرر إطلاقا.
طبعا أنا اطرح وجهة نظري ولا اشكك بأحد لان من يعنيهم مقال الأخ بن فريد في غالبيتهم لا غبار عليهم ولا حتى مجرد التفكير بذلك .
لا نحاول أن نوجد شروخ ولا تشققات ولكننا نتساءل فقط فهل من مجيب؟