[علي المفلحي]

*هل تعرفون أسوأ مافي شجرة القات؟!*

أسوأ ما في شجرة القات؛ أنها تحمل المرء على إذلال نفسه لفلان وفلان من الناس، رجاء أن يمنحوه شيئًا من ورقه الخضر المتلألأة، ومن سوء القات الغم الذي يعلو (المولعي) قبيل الظهر، رغم الحصول على تخزينة اليوم، كيف السبيل إلى الساعة السليمانية؟ ومن الضحية الذي سيتم عرط تخزينة اليوم منه؟ وهذا حال المطفر من الناس، والذي لم يعد يهتم لكرامة نفسه وصونها عن حاجة الناس لأمر تافهٍ كالقات!

وأما الشخص الذي لا يزال يراوح بين كرامته وسقوطها؛ فأول ما يستند عليه للحصول على حزمة قات محترمة؛ البحث عن دَين وقرض، فتجده يقترض من هذا وذاك، وبعضهم يأخذ الحزم الخضراء التي لا طعم لها ولا ذوق من المقوِّت، المهم أن لا يفوت جلسة اليوم، حتى وإن كان القات (موء) ولا يثبت، وتجده أثناء الجلسة يخفي قاته خجلًا من وضاعة ما اشترى، وأنه دون المقام!

والأسوأ هو الذي يبحث عن العون لأجل احتياجات بيته وأهله، من مأكل ومشرب وملبس وغير ذلك؛ ثم يجعل ما يأتيه من عون في شراء القات، بل ويشتري أفخم القات، ولا يعطي أهل بيته إلا الفتات، تجده يخزن بمبالغ طائلة، وأبناؤه وبناته لا يجدون لباسًا يواريهم، ولا طعامًا يشبع جوعتهم، يهين أهل بيته كي يجد لذة ساعة، ويفقد صدقه مع الناس كي يمسك أعوادًا تصير إلى المزابل بعد فترة قصيرة من الزمن، ويقتل مروءته مع الأيام والليالي كي يبقى متربعًا على عرش النشوة!

إذا كان القات يفعل في حياتك هذه الأفاعيل، فالقات في حق أمثالك حرام، ولا يجوز لك تعاطيه، وهل بعد فقد المصداقية، وذهاب المروءة، وانتكاسة الفطرة، حكم للإباحة؟

لا يفهم من كلامي الحرمة بإطلاق، ولا الإباحة بإطلاق، وليس حديثي عن حل وحرمة، حديثي لأولئك الذي ذكرت وُصُوفَهم، وبينت خصالهم، وقلت ما قلت تذكيرًا لهم، رجاء أن يستيقظوا من سكرة القات ونشوته، لا سيما إن كانوا من طلبة العلم، فإن تلك الصفات تتنافى مع العلم، وتعارض آدابه وسيرة أهله!

✍🏻 ( رشيد العطران )