هذه المبادرة المقترحة في نظري هي مؤشر لوجود من يتبنى التعاطي والتفكير الايجابي مع القضايا الوطنية ، فما نشهده اليوم من تخبط في الرؤى حول صياغة الأطار المثالي للثورة الجنوبية التي تتولى قيادى الحراك الشعبي السلمي الجنوبي ، يبعث على التساؤل ، كيف لنا ان نعاني ما نعانية من تشظي وتنافر ، ويبقى القادة كل منهم متقوقع على نفسه لا يسمع الا صوته ولا يرى الا ظله ولا يفهم الا لغته.
لذلك كان لا بد من الخروج من حالة العمى وحالة الصمم وحالة التبلد والتقوقع .
هذا الصوت القادم من الدكتو الحالمي ما هو الا تعبير عن فهم معنى ان نكون معنيين بقضية كبيرة بحجم الجنوب ، وهو مؤشر بجود قبس من التفكير الايجابي والعمل الايجابي الذي يستطيع تحريك الأمور الى أوضاع أرقى ، وتعكس مدى الشعور بالمسؤولية الوطنية .
لن أخوض في تفاصيل المبادرة بقدر ما يهمنا فكرة ان نتحرك دوما كلما تعثرنا ، ولا يجوز ان نتوقف عند نقاط الخلاف ونحيلها الى مستنقعات نغرق فيها .
العقل الانساني معني بالتفكير والتدبير فيما يفيد وينتج آثار تحقق المصلحة العامة .
الدكتور عبدالله الحالمي قام بدور هام في اللحظة الراهنة نحن بأمس الحاجة الى الأخذ بناصيته وإعمال العقل تجاهه لأن قضيتنا الوطنية كبيرة تستحق ان نكون نحن كذلك كبار وعلى قدر مستواها .
المبادرة تضمنت نقاط كثيرة ، وبالتأكيد هناك جوانب أخرى وهناك رؤى أخرى ، ولكن المهم هو أن يكون لدى المعنيين الاستعداد النفسي والإرادة الأكيدة والصادقة للجلوس معا وتناول هذه المبادرة بالدراسة والنقاش وبالتالي الخروج بتوافق يلبي المصلحة العليا للجنوب وتلبي تطلعات هذا الجيل والاجيال القادمة بوطن حر ومستقل ودولة النظام والقانون .
وبقدر ما اسعدتنا هذه المبادرة فإننا نسأل ، هل تم أرسالها الى القوى المختلفة التي تمثل مكونات الحراك الجنوبي بطرق أخرى خاصة ام اكتفى الدكتور الحالمي (باعتبارها مبادرة شخصية حسب تعبيرة ) بنشرها في الشبكة الالكترونية !
الكل معني بتحمل مسؤولياته الوطنية ، الآن والتخلي عن الحسابات الصغيرة والضيقة ، والتخلي عن التفكير بعقلية الماضي وتكرار أخطائه .
نتمى ان نرى حلحلة للوضع في الجنوب في القريب العاجل .
والشكر موصول للدكتور عبدالله ولكل المخلصين والشرفاء تجاه الجنوب .