[علي المفلحي]

هل يترك الإنتقالي حليب المراعي والروابي ويشرب حليب أسباع؟
بقلم: انور الرشيد .. كاتب ومفكر وسياسي كويتي
9 يوليو 2023

‏الجنوب في مخاض عسير فهل من مُنقذ له؟

‏اليوم سأبتعد قليلاً عن الوضع المحلي وأذهب معكم للوضع الجنوبي الذي يمر في مخاض عسير منذ تحرره من القبضة الشمالية التي احتلته عام 1994 بالقوة العسكرية بعد فشل وحدة تمت مابين اليمن الشمالي بقيادة علي عبدالله صالح والجنوبي بقيادة علي سالم البيض الذي كان يمثل التوجه الوحدوي، ولكن بعدما اتضح لعلي سالم البيض خيانة عبدالله صالح باتفاق الوحدة وغدره بها اعلن علي سالم البيض من جانبه فك الارتباط وفشل الوحدة مما أدى لآن يغزو الشمال الجنوب عسكرياً، ولكن بعد الانتفاضة التي حصلت في الشمال ضد حكم علي عبدالله صالح متأثرة بالانتفاضات العربية التي حصلت في تونس ومصر وليبيا استرجع الجنوبيون دولتهم عام 2015 وحرروها من براثن الشمال وأن بقي وادي حضرموت تحت سيطرة قوات الإخوان المسلمين بقيادة علي محسن الأحمر حتى الساعة.

‏أنا شخصياً سبق وأن حذرت ولازلت أُحذر الاخوة في الجنوب من أمرين الأول من الإخوان المسلمين والثاني من دول الإقليم التي راهن عليها الكثيرين ولكن طلع كلامي في النهاية وحتى الساعة صحيح، لذلك نرى ونسمع منذ فترة بأن هناك تحرك ما يحصل لمحاولة ضرب الوحدة الجنوبية عبر تشكيل تجمعات أو تيارات أو مجموعات سموها ماشأتم كبديل عن المجلس الانتقالي ولعل ماحصل مؤخراً في حضرموت خير دليل على ذلك وخيراً فعلت الجماهير بالرد على تلك السياسات في سيئون ومؤخراً ، وعليه وبعد أن اتضح المشهد الاقليمي للمجلس للانتقالي الجنوبي بقيادة سعادة اللواء عيدروس الزبيدي بما وصلت أليه الأمور أن يحسم أمره ويبادر من تلقاء نفسه دون أنتظار موافقة أو رأي دول الاقليم لأنهم بكل بساطة مستحيل يوافقوا على عودة دولة الجنوب بقياس المصالح ووفق هذه الرؤية لا مجال اليوم سوى وضعهم أمام الواقع ليس هم فقط وإنما كل دول العالم فأن لم يبادر ويخلط الأوراق ويقلب على الجميع الطاولة كما حاولوا قلبها على الانتقالي فمن المؤكد لن يقدم الإقليم عودة دولة الجنوب للانتقالي وللشعب الجنوبي على طبق من ذهب.

‏فهل يترك الانتقالي حليب المراعي والروابي ويشرب حليب أسباع ويسترجع دولته؟
‏هذا ما ننتظره منه وينتظره أيضاً الشعب